آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:48 م

محاولة لحل شبهة تعارض العلم مع الدين في الآية المباركة

«فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً»

سلمان عبد الأعلى

المقدمة

من الأمور التي يُكررها خصوم القرآن الكريم من الملاحدة واللادينيين وأتباع الديانات الأخرى - كبعض المسيحيين - مسألة وجود الأخطاء العلمية في القرآن الكريم، إذ يحاولون وبكل جهدهم إثبات ذلك، والغريب في الأمر أن بعض الآيات التي يتناولها بعض المسلمين للتدليل على وجود الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؛ هي نفسها الآيات التي يتناولها بعض خصوم القرآن لإثبات ما يدعوه من وجود أخطاء علمية فيه، ومن هذه الآيات قوله تعالى: «ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ». «المؤمنون: 14».

فهذه الآية المباركة التي تحكي مراحل تكون الجنين وقع فيها كلام كثير بين فئتين متناقضتين، وبالخصوص في قوله تعالى: «فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً» والذي هو مورد بحثنا الحالي، إذ يهمنا الإجابة على السؤال التالي: هل العلم يثبت أن العظام تتكون أولاً قبل اللحم لتكون هذه الآية دالة على وجود إعجاز علمي في القرآن الكريم أو العكس لتدل على ما فيه من وجود أخطاء علمية؟! أم أن هناك حلاً آخر؟!

إن الإجابة على هذا السؤال مهمة وضرورية للغاية، لأنه بالإجابة عليه ومعالجة إشكالياته سوف تُحل الكثير من الإشكالات التي تمسك بها البعض للطعن في القرآن الكريم، إذ من خلال ذلك سوف يتحدد الموقف من هذه الآية المباركة سلباً أو إيجاباً، فإما أن يزول الإشكال المتعلق بها أو يتعزز أكثر، ولذا لا يصح تجاهلها أو المرور عليها مروراً عابراً، بل يجب الوقوف عند الإثارات التي أثيرت حولها والتأمل فيها جيداً.

ومما يؤسف له أن هذه المسألة قد تطرق لها العديد من الكتاب والباحثين الذين أرادوا أن يثبتوا من خلالها الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، ولكن كانت أطروحات بعضهم قاصرة ولم يوفقوا لإثبات هذا الأمر، إما لعدم إشباعهم للموضوع أو لعدم صحة بعض المعلومات التي نقلوها من الناحية العلمية، أو أن تكون المعلومات صحيحة ولكنها لم تُلامس جوهر ما تم طرحه من إشكالات، لأن تركيزهم كان على إثبات وجود الإعجاز العلمي دون التركيز على معالجة ما أُثير حول هذه الآية من طعون وإشكالات.

لذلك سأحاول في هذا الموضوع من خلال الاستعانة ببعض المصادر أن أجيب عن هذا السؤال الأساسي: هل هناك تعارض مستقر بين العلم والدين في الآية المباركة؟ وكذلك عن بعض الأسئلة الفرعية الأخرى التي سوف تحدد لنا: من هم الفئات التي أثارت هذه المسألة وما هي أبرز إشكالاتهم؟! وهل هناك تعارض مستقر بين ما يؤكده العلم وما يقوله القرآن الكريم؟ وهل هناك تعارض مستقر بين اللغة العربية والقرآن؟ وهل هناك تعارض بين ما جاء به العلم وبين ما جاء في كلمات بعض المفسرين؟ حيث سأحاول الوقوف على هذه الأسئلة المتعلقة بقوله تعالى: «فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً» ومعالجة الإشكالات التي أثيرت حولها، علماً بأني لن أحاول إثبات الإعجاز العلمي في هذه الآية الكريمة كما يفعل البعض، وإنما كل ما أهدف إليه هو نفي ما يُدعى من وجود خطأ علمي فيها.

الفئات التي تؤكد وجود الأخطاء العلمية وأبرز إشكالاتهم

تضج المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت بالعديد من الكتابات التي توجه النقد لهذا المقطع من الآية المباركة، وهو قوله تعالى: «فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا»، وذلك لأنها تدل على وجود خطأ علمي في القرآن الكريم كما يزعم البعض أو لا أقل عدم وجود أي إعجاز علمي كما يذهب البعض الآخر، ويمكن تصنيف الفئات التي تناولت هذا الأمر إلى ثلاث فئات، وسوف أوردها وأشير إلى نموذج واحد لكل فئة منهم مراعاةً للاختصار في التالي:

أولاً: اعتراضات الملحدين واللادينيين: كما جاء في برنامج «صندوق الإسلام»، الحلقة «61»، حيث تم تناول هذه المسألة في حلقة بعنوان «الإعجاز العلمي في القرآن في أطوار خلق الجنين»، وأهم ما طرح فيها ما يلي[1] :

§ إن الكتب الدينية كالقرآن أو أي كتاب سماوي آخر يتحدث عن الظواهر الطبيعية بالمفهوم الموجود في زمنه، ولذلك فإن ما ذكره القرآن الكريم حول مراحل تطور الجنين موجود قبله لدى اليونانيين وغيرهم.

§ إن النظريات العلمية الحديثة تؤكد على تكون العظام مع اللحم في نفس التوقيت، وليس كما يقول القرآن في الآية من تكون العظام أولاً، ثم يأتي اللحم ليكسوها.

§ أن المفسرون الأوائل لم يفسروا هذه الآيات بالتفسير العلمي الذي سلكه المفسرون المتأخرون.

ثانياً: اعتراض اصحاب الديانات الأخرى كبعض المسيحيين: طرح هذا الموضوع أيضاً في برنامج «سؤال جريء» في حلقتين متتاليتين بعنوان: «مراحل تطور الجنين بين العلم والإسلام» وهو برنامج للتبشير بالديانة المسيحية، ويمكن تلخيص ما قدموه من إشكالات في التالي[2] :

§ المفسرون الأوائل فسروا الآية على أن العظام تتكون أولاً ثم يتكون اللحم وهذا على خلاف العلم الحديث.

§ إن العظام لا تبدأ عظاماً، بل تبدأ غضاريف - كالتي في الأنف والأذنان - مع بعض الاستثناءات القليلة كالجمجمة التي تبدأ مباشرة كعظم، وأما أغلب العظام كاليدان والرجلان، فإنها تبدأ كغضاريف ومع الوقت تتحول إلى عظام.

§ الغضروف له قابلية أن ينمو أسرع من العظم، لأن العظم ينمو فقط على سطحه كما تكبر كرة الثلج، ولكن الغضروف ينمو من الداخل، والجزء الأول من الهيكل العظمي كله عضروفي، والغضروف الأخير لا يتحول في جسدنا إلى عظام حتى نصبح في العشرينات[3] .

§ يبدأ اللحم في الظهور قبل العظم وليس العكس، ففي أربعة أسابيع سوف تبدأ في تشكيل شرائح عضلية صغيرة، وأيضاً عضلة القلب التي هي جزء من العضلات «اللحم»، والتي تبدأ عمليات تكوينها منذ الأسبوع الرابع فما فوق.

ثالثاً: بعض المسلمين للدفاع عن القرآن الكريم: أيضاً نجد أن بعض المسلمين رفض أن يكون في الآية المباركة أية إعجاز علمي، وذلك من أجل الدفاع عن القرآن الكريم، ومن هؤلاء الدكتور خالد منتصر في كتابه «وهم الإعجاز العلمي»، حيث علق بعد أن أورد الآيات التي تتحدث عن مراحل خلق الجنين بقوله: ”وهي آيات تتحدث إلى المجتمع حينذاك بلغته المتداولة حينذاك عن معجزة الخلق التي هي مجرد خلق هذا الجنين بدون التفاصيل العلمية التي يدعونها «يقصد بكلامه دعاة الإعجاز»، وعملية خلق الجنين والحمل والولادة في حد ذاتها اقشعر لها بدن الإنسان منذ العصر الحجري، ولم يكن وقتها محتاجاً لأي تفاصيل علمية دقيقة... وما يدعيه أصحاب بازارات الإعجاز العلمي من أن هذه الآيات تتحدث عن أمور علمية معاصرة قول مغلوط، وعدم وجود هذه المعلومات والمفاهيم الحديثة عن تكوين الجنين ليس فيها أي إنتقاص من قدرة القرآن وقدسيته...“ [4] .

قصور بعض المدافعين عن الإعجاز عن الإثبات

في مقابل هؤلاء هناك العديد من الكتابات التي استعرضت هذه الآية المباركة، واعتبرتها من الآيات الدالة على وجود الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ولكنها للأسف الشديد كانت قاصرة عن إثبات هذا المدعى[5] ، لأنها لم تعالج الإشكاليات الموجودة ولم تبين بوضوح كيفية اعتبار ذلك إعجازاً علمياً، وهذا باعتقادي يضر أكثر مما ينفع، لأن هناك من يحاول تناول هذه الآية بصبغة علمية بهدف إثبات وجود خطأ علمي فيها. وسوف استعرض نموذجين على هذا اللون من الكتابات فيما يلي:

§ في كتاب «مع الطب في القرآن الكريم»، تأليف كل من: عبدالحميد دياب - أحمد قرقوز، حيث يقولا: ”ويتمالكنا العجب ونحن نرى أن القرآن قد أشار لهذا اللغز، في آيات تعد منارات هداية على طريق العلم، وبواعث تدفع للبحث والتحليل باستمرار... حيث يقول في سورة المؤمنون «فخلقنا المضغة عظاماً، فكسونا العظام لحماً» فهذه الآية لا تشير فقط إلى بدء تشكل العظام قبل تشكل اللحم“ العضلات ”كما لا تقتصر على الابداع التعبيري الواقعي في تصوير علاقة العضلات بالعظام على أنها علاقة كساء، ومن يدرك التشريح يعلم تماماً كيف تحيط العضلات بالعظام كأنها كساؤها... أجل لا تقتصر الآية على ذلك فقط، وإنما تشير في تقديرنا إلى عملية التمايز والتخلق، التي تبتدئ من تلك المضغة الصغيرة «فخلقنا المضغة عظاماً، فكسونا العظام لحما»“ [6] .

§ في كتاب «الطب محراب الإيمان» للدكتور خالص جلبي كنجو، حيث يقول: ”وكما تظهر بجانبها قطع عرفت بالقطع البدئية ومن هذه القطع تتولد الفقرات وامتدادها العظمي وهي عظام الأطراف ومنها العضلات حيث تمتد لتكون عضلات كل الجسم، والعجيب أن العظام تتكون بالأصل ثم تأتي العضلات بعد ذلك لتكسوها وصدق الله العظيم «فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العام لحماً»...“ [7] .

الإشكالية هنا أن أصحاب هذه الكتابات استعرضوا هذه المعلومات دون أن يحاولوا إثباتها من الناحية العلمية، وإنما جاء كلامهم على شكل سرد وادعاء فقط دون تقديم أي إثبات علمي للتدليل على صحة كلامهم.

إشكالية وقوع بعض المدافعين في أخطاء علمية

بالإضافة إلى ما تقدم؛ هناك مشكلة أخرى يعاني منها بعض المدافعين عن الإعجاز في هذه الآية، وهي الوقوع في بعض الأخطاء العلمية وهم بصدد إثبات الإعجاز العلمي، وكنموذج على كلامي هذا أذكر ما أورده الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في الموردين التاليين:

§ الأول: في كتابه «الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل»، حيث يقول: ”كساء اللحم فوق العظام ذكر مفسر «في ظلال القرآن» عند تفسير هذه الآية جملة مدهشة هي أن الجنين بعد قطعه مرحلة“ العلقة ”و“ المضغة ”تتبدل خلاياه إلى خلايا عظمية، ثم تكتسي بالتدريج بالعضلات واللحم. لهذا فإن عبارة كسونا العظام لحماً معجزة علمية تكشف سراً لم يكن يعلم به أي شخص حتى ذلك الزمن. لأن القرآن لم يقل: أبدلنا المضغة عظماً ولحماً، بل قال: فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً أي تبدلت المضغة إلى عظام أولاً، ثم اكتست باللحم“ [8] .

§ الثاني: في كتابه «نفحات القرآن»، حيث يقول: ”ومما يستحق الاهتمام أن القرآن الكريم عندما يريد أن يفصح عن سلسلة المراحل التكاملية للجنين يقول تعالى: «ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين» المؤمنون/14. ومن طريف القول هو ما اثبته علم الأجنة حالياً أن الجنين عندما يطوي مرحلة كونه علقة ومضغة، تتبدل كل خلاياه إلى خلايا عظمية، ثم تغطيها العضلات واللحم بالتدريج «وقد أثبتت ذلك الأفلام الدقيقة الباهضة التكاليف التي أخذت لكل المراحل الجنينية». وهذا هو ما جاءت به الآية السابقة بدقة إذ تقول: «فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً»، وهذه هي احدى المعجزات العلمية للقرآن الكريم، ذلك أنه لم يكن في ذلك الزمن ما يسمى بعلم“ الأجنة ”، وعلى الخصوص في محيط جزيرة العرب الذي فيه الاطلاع على أبسط المسائل العلمية“ [9] .

نلاحظ في العرض السابق أن الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ذكر بأن الجنين ”تتبدل كل خلاياه إلى خلايا عظمية، ثم تغطيها العضلات واللحم“، وهذا الكلام خطأ علمي بحسب ما جاء في كتاب «الإعجاز الطبي في القرآن الكريم دراسة نقدية تحليلية» للباحثة مريم شمس، حيث تحدثت عن هذا الموضوع تحت عنوان «تكون العظام ونمو اللحم»، ومما جاء في كلامها قولها: ”يتبنى بعض الباحثين آراء تختلف عن كشوفات علم الطب الحديث كما في قولهم بتحول جميع الخلايا إلى عظام ثم تكتسي بالعضلات واللحم، بينما يصرح الأخصائيون في علم الجنين بأن الجنين الأولي للإنسان ينقسم إلى ثلاث طبقات تتكون العظام من الطبقة «الوريقة» الوسطى منها فقط دون الوريقتين الاخريتين.. ولابتعاد رأي هؤلاء الباحثين، حول هذه الآية التي أكدوا شمولها على نموذج من نماذج الاعجاز العلمي للقرآن، عن منطق العلم لا يمكن اعتبار هذه الحقيقة اعجازاً طبياً للقرآن“ [10] .

وتردف بقولها: ”أما الملاحظة الجديرة بالاهتمام من وجهة نظر علم الأجنة والتي يمكن الاذعان لكونها اعجازاً طبياً في هذه الآية فهي إشارتها إلى نمو الخلايا المولدة للعظام أسرع من الخلايا المولدة للعضلات أي أن النسيج الأولي المسؤول عن تكوين العظام يسبق النسيج المولد للعضلات في نموه، لا أن يتحول النسيج اللحمي في الجنين كله في مرحلة المضغة إلى العظام ثم تظهر عضلات نامية تواً فتكسوها، حيث لا تلاحظ أية مرحلة من مراحل النمو والتطور الجنيني يكون الجنين فيها عظمي التكوين تماماً“ [11] .

وقفات مع أهم الإشكالات حول الآية المباركة

بعد أن استعرضنا أهم الإشكالات التي توجه إلى هذه الآية، وكذلك بعض الإشكالات التي وقع فيها بعض المؤيدين لوجود الإعجاز العلمي سواءً من ناحية القصور في الإثبات العلمي أو الوقوع في الخطأ العلمي؛ فإنه من المهم الآن تحديد موقفنا من الإشكالات الموجهة إلى الآية المباركة، حيث سأحاول الوقوف عند أهمها ومعالجتها في الآتي:

الوقفة الأولى: «القرآن الكريم يأخذ من العلوم المنتشرة في عصره»:

حاول البعض القول أن القرآن الكريم في كلامه حول مراحل تكون الجنين بشكل عام، وتكوين العظام قبل اللحم بشكل خاص، قد أخذ من العلوم المتوفرة في زمانه والتي هي مستقاة عن اليونانيين وأصحاب الديانات الأخرى، وهذا الكلام مجانب للصواب للآتي[12] :

أولاً: أن علم الأجنة عند اليونانيين يختلف عما هو موجود القرآن الكريم، فهناك اختلافات بين ما ذكره اليونانيين وبين ما جاء في القرآن الكريم منها: إخبارهم بأن الجنين يتكون من دم الحيض ومني الرجل، وأن اللحم يخلق قبل العظام، وأما القرآن فقد جاء وقرر أن الجنين يتكون من النطفة الأمشاج التي تشمل نطفة الرجل ونطفة المرأة، وأن العظام تخلق ثم تكسى باللحم، فلو كان القرآن قد استقى معلوماته من الحضارات السابقة لما ساغ أن يأتي بخلافها. وفيما يلي سوف ننقل جداول توضح مراحل تكون الجنين عند بعض اليونانيين[13] :

أولاً: مراحل نمو الجنين قبل الولادة عند أبقراط:

نص كلامهم ترجمتهم باللغة العربية
Stage1: sperm المرحلة الأولى: الحيوان المنوي.
Stage2: mother، s blood المرحلة الثانية: دم الأدم ينحدر حول الغشاء.
Stage3: flesh، fed through umbilicus المرحلة الثالثة: اللحم يتغذى عن طريق السرة.
Stage4: bones المرحلة الرابعة: العظام.
Stage5: around the bones grow the fleshy parts المرحلة الخامسة: حول نمو العظام أجزاء سمين.

ثانياً: مراحل نمو الجنين قبل الولادة عند أرسطو:

نص كلامهم  ترجمته بالعربي
Stage1: sperm المرحلة الأولى: الحيوان المنوي.
Stage2: Catamenia menstrual blood المرحلة الثانية: دم الحيض.
Stage3: flesh المرحلة الثالثة: اللحم.
Stage4: bones المرحلة الرابعة: العظام.
Stage5: around the bones grow the fleshy parts المرحلة الخامسة: حول نمو العظام أجزاء سمين.

ثالثاً: مراحل نمو الجنين قبل الولادة عند جالين:

نص كلامهم ترجمة باللغة العربية
Stage1: the two semens المرحلة الأولى: مني من الأثنين
Stage1 «B»: plus menstrual blood المرحلة الأولى «ب»: بالإضافة إلى دم الحيض.
Stage3: bones المرحلة الثالثة: العظام.
Stage3 «B»: flesh grows on and around the bones المرحلة الثالثة: «ب»: نمو اللحم على العظام حولها.

ومما سبق يتضح لنا أن المراحل التي وردت عند اليونانيين - كما عند أبقراط وأرسطو وجالين - تختلف تماماً عن مراحل نمو الجنين التي جاء بها القرآن الكريم للآتي:

§ أن أبقراط جعل منشأ الجنين من دم الحيض وحده.

§ أرسطو خالفه وجعل منشأ الجنين من دم الحيض ومني الرجل.

§ أما جالين فقد خالفهما وجعله من دم الحيض ومني الرجل ومني المرأة.

وهذا لا يشبه ما جاء به القرآن الكريم الذي أكد أن الجنين يخلق من كلا الطرفين، وهي النطفة الأمشاج المكونة من ماء الرجل وبويضة المرأة؟! وأما دم الحيض فلا دخل له في تكون الجنين في القرآن الكريم على الإطلاق. والأمر الآخر وهو ما يخص مسألة «خلق اللحم قبل العظام» فقد قال به كل من أبقراط وأرسطو، في حين نجد أن ظاهر ما هو في القرآن الكريم يؤكد على العكس من تقديم العظام على اللحم[14] .

ثانياً: علم الأجنة في زمن الرسول الأكرم معتمد على الوسائل البدائية، مثل الكي والبتر والفصد، أما علم الأرحام والأجنة فلم يعرف منه العرب إلا ما تعلموه من اليهود على ما به من اعتقادات خاطئة، فإذا كان هذا هو حال القوم الذين نشأ فيهم النبي الأكرم ﷺ، فكيف يستقي منهم تفاصيل دقيقة لا يمكن التوصل إلى صحتها إلا من خلال أحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة[15] .

ثالثاً: علم الأجنة في الكتاب المقدس: كذلك الأمر فإن ما هو موجود في الكتاب المقدس يختلف تماماً عما هو موجود في القرآن الكريم، وذلك لأن الكتاب المقدس ذكر أن الجنين يتخلق من دم الحيض، حيث يقوم المني بعقده مثلما تفعل الأنفحة باللبن فتحوله إلى جبن، ونص أيضاً على أن الجنين يخلق جلده ولحمه ثم بعد ذلك تخلق العظام، حيث يقول العهد القديم عن ذلك: ”يداك كونتاني وصنعتاني كلي جميعاً أفتبتلعني. أذكر أنك جبلتني كالطين. أفتعيدني إلى التراب، ألم تصبني كاللبن وخثرتني كالجبن، كسوتني جلداً ولحماً فنسجتني بعظام وعصب...“ [16] .

ما يهمني هنا هو أن العهد القديم ذكر أن خلق الجلد واللحم يكون قبل العظام والعصب؛ فقال: ”كسوتني جلداً ولحماً فنسجتني بعظام وعصب“، بينما نجد القرآن الكريم يقول: «فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً»، فكيف يكون القرآن قد أخذ ذلك من الكتاب المقدس كما يدعي البعض وهو يختلف معه بهذا الشكل الواضح؟! [17] .

وبهذا يتضح بطلان القول بأن القرآن الكريم قد أخذ من العلوم المتوفرة في زمانه في مسألة مراحل خلق الجنين.

الوقفة الثانية: ماذا يقول العلم الحديث حول «العظام واللحم» [18] :

يؤكد العلم الحديث أن للجنين أطواراً يمر بها ومن بين تلك الأطوار طور العظام وكسوتها باللحم؛ فنجده عند دراسته لتطور الجهاز الهيكلي يقرر أن الجهاز الهيكلي يتخلق في جنين الإنسان في الشهر الثاني من العمر الجنيني، وينشأ هذا الجهاز من الأديم المتوسط Mesoderm وحصراً من الكتل البدنية «جسيدات» Somites التي يبدأ ظهورها في الأسبوع الثالث من العمر الجنيني، وتبدأ هذه الكتل بالانقسام في نهاية الشهر الأول من العمر الجنيني؛ حيث تنقسم كل كتلة بدنية إلى جزأين:

أ. جزء ظهري «وحشي» يشكل الكتل «القسيمات» العضلية Myotomes التي تتطور عن بعضها الكتل العضلية المتموضعة وحشياً، والعضلات فوق المحورية، وأدمة الجلد Dermis بينما تتطور عن الكتل العضلية الأخرى الأرومات العضلية myoblasts.

ب. جزء بطني «أنسي» يشكل الكتل الصلبة «بضع الصلبة» sclerotomes التي تتطور لتعطي أجزاء من الهيكل المحوري، وتساهم في تشكيل العمود الفقري، والغضاريف، والأرومات العظمية، وخلايا النسيج الضام[19] .

والجدير بالذكر أن الكتل البدنية تبدأ بالاختفاء عند الانسان في نهاية الأسبوع السادس من العمر الجنيني بسبب تمايز هذه الكتل إلى أنسجة أخرى أو هجرتها إلى أماكن أخرى.

تطور الغضاريف Cartilages:

يبدأ تشكل الغضاريف عند الإنسان في الأسبوع الخامس من العمر الجنيني، وينشأ النسيج الغضروفي - أسوة بكل الأنسجة الضامة الأخرى - من النسيج المتوسطي mesonchyme، حيث تتجمع الخلايا المتوسطية بعد أن تفقد استطالاتها في أماكن تشكل الغضاريف، مشكلة المراكز المولدة للغضروف Chondrificatio Centers of، وتتحور الخلايا المتوسطية في هذه المراكز إلى أرومات غضروفية Chondro Blasts تقوم بإفراز بعض المواد التي تؤدي إلى تشكيل المادة الأساسية «المطرق» Matrix، والألياف المرنة والكولاجينية، ثم تتحور الأرومات الغضروفية إلى خلايا غضروفية Chondro Cyles تتكثف حولها المادة الأساسية على شكل محفوظة خلوية.

أما سمحاق الغضروف Perichondrium فينشأ في المراحل الأخيرة من تشكل الغضروف؛ نتيجة تكثف الخلايا المتوسطية حول المراكز المولدة للغضروف[20] . وحسب نوع الألياف الموجودة في المادة الأساسية «المطرق» Matrix وكميتها يتميز في الجنين ثلاثة أنواع من الغضاريف، وهي:

§ الغضروف الزجاجي Hyaline cartilage

§ الغضروف المرن Elastic cartilage

الغضروف الليفي fibro cartilage

والجدير بالذكر أن هيكل الجنين في بداية تخلقه يكون ذا طبيعة غضروفية، وتشكل الغضاريف الزجاجية معظم هيكله[21] .

تطور النسيج العظمي Bone tissue:

تتخلق العظام في المرحلة الجنينية من خلايا الأديم المتوسط Mesoderm وحصراً من الكتل البدنية «جسيدات» Somites التي تنشأ في الأسبوع الثالث من العمر الجنيني من خلايا الأديم المتوسط في منطقة جار المحوري Bara Axial، ونتيجة لانقسام الجسيدات تعطي أقسامها البطنية الكتل الصلبة «بضع الصلبة» Sclerotomes فتتحور خلايا الكتل الصلبة لتعطي الأرومات العظمية Osteo Blasts، والتي تبدأ بالانقسام والهجرة إلى أماكن تشكل الكتل العظمية؛ حيث تقوم بإفراز إنزيم الفوسفاتيز الذي يؤدي إلى ترسيب أملاح الكالسيوم من الدم المحيط مما يؤدي إلى تعظم هذه الخلايا وتحويلها إلى خلايا عظمية Osteocytes التي تحيط نفسها بالجويفات العظمية Bone Lacunae، وبذلك تتشكل كتل عظمية متكلسة.

والنسيج العظمي يتكون عموماً من خلايا عظمية ومواد بين خلوية، وينشأ هذا النسيج من مصدرين هما:

1» نسيج متوسطي جنيني Mesen Chyme: يبدأ التعظم في هذا النسيج من المركز، وينتقل باتجاه المحيط، وهذا ما يسمى ب"التعظم الغشائي ossification Intra Membranous؛ حيث تتمايز الخلايا المتوسطية mesenchymal cells في المركز إلى أرومات عظمية تسمى: أروما العظم Osteoblasts، وتتموضع بين هذه الخلايا المادة الأساسية التي تدمج بمادة العظمين، ومن ثم تتحول الأرومات العظمية إلى خلايا عظمية، ونتيجة ترسب أملاح الكالسيوم من الدم المحيط تتشكل في المادة الأساسية الألياف العظمية كما تترسب على سطوح الخلايا العظمية مشكلة الجويفات العظمية Bone Lacunae، وتتعظم بهذه الطريقة عظام الجمجمة والوجه.

2» نسيج غضروفي Cartilaginons Tissu: يعتبر النسيج الغضروفي المصدر الثاني للنسيج العظمي، حيث يحدث التعظم في هذه الحالة داخل النسيج الغضروفي، الذي يتخلق في الجنين قبل النسيج العظمي، ويسمى هذا التعظم بالتعظم الغضروفي Cartilaginous Ossification، ويحدث هذا التعظم نتيجة تحور الخلايا الغضروفية «مطرق» Matrix، ثم ترشح إلى هذه المادة أملاح الكالسيوم، وبالتالي تتحول المادة الأساسية للغضروف إلى مادة أساسية عظمية، وتتشكل الصفائح العظمية Bone Iaminae، ومن ثم تتحول الأرومات العظمية إلى خلايا عظمية Osteocytes.

إن العظم المتشكل بهذه الطريقة يكون في بداية الأمر غير كامل التعظم؛ لأنه يحتوي في مركزه على بعض الأجزاء الغضروفية المتبقية، كما أنها تقوم بتحطيم بعض الصفائح العظمية، مما يساهم في تشكيل القناة النقوية التي تملأ بنقي العظام Bone Marrow. ومن الجدير بالذكر أن معظم عظام الجسم تتعظم بطريقة التعظم الغضروفي؛ لأن هيكل الجنين يتكون أساساً من الغضاريف. وقد صرح علماء الأجنة أن في الأسبوعين الخامس والسادس تبدأ المرحلة الغشائية، ويظهر النسيج السابق للعظام، وفي أواخر الأسبوع السادس تأتي المرحلة الغضروفية، ثم تظهر في الأسبوع السابع أماكن تمعظم في أقواس الفقرات، وتبدأ الأضلاع - عندئذ - تظهر، وتتكون العضلات حول العظام وتكسوها باللحم[22] .

وباختصار: فإن العظام تنقسم لقسمين هما:

1» العظام الغضروفية: وهي التي تتكون من الغضاريف أولاً، ثم تمتلئ بالعظام تدريجياً.

2» عظام غضائية: وهي التي كانت نسيجاً من الغشاء ثم بنى عليها العظم من دون أن تسبقه مرحلة نشوء الغضاريف، وبين مرحلة اللحم، إذ وجد علم الأجنة أن في الأسابيع الخامس والسادس والسابع تحدث أحداث جسام في الجنين، وقد اكتشف أهم ما يميز هذه المرحلة هو تحويل الكتل البدنية إلى عظام، فتظهر براعم الأطراف في بداية الأسبوع الخامس، ويسبق الطرق العلوي الطرف السفلي ببضعة أيام، ويحتوي البرعم الطرفي في أول الأمر على خلايا غير مميزة، ثم تتكشف في الأسبوع السادس وتتحول إلى خلايا غضروفية، وتبدأ هذه الخلايا بإفراز النسيج الغضروفي مكونة بذلك عظام الأطراف، وهي العضد والزند والكعبرة في الطرف العلوي، وعظمة الفخذ وقصبة الساق والشظية في الطرف السفلي، كما يتكون بذلك رسغا اليد والقدم، وسلاميات أصابع اليدين والقدمين[23] .

ومن الواضح أنه بحسب هذا الكلام أن الكثير من العظام تبدأ كغضاريف وتكسى باللحم، وفي ذلك يقول الدكتور محمد فياض: ”وبالرغم من أن طلائع خلايا العضلات والعظام قد تتجاوز «في الفلقات مثلاً» فإن تاريخها يبدأ بالاختلاف عندما تبدأ الخلايا في الانتقال إلى أماكن مختلفة في الجنين، إذ إنها لا تنتشر في الجسم لتكسو العظام إلا بعد تكون الهيكل العظمي الغضروفي. وتنبثق عظام الجسم الطويلة من النسيج الأوسط الجنيني“ [24] .

وهذا ما أكد عليه أيضاً الدكتور محمد علي البار في قوله: ”والنسيج الغضروفي يسبق النسيج العظمي في تكوين أغلب العظام.. وتسمى العظام التي تسبق بالغضاريف“ العظام الغضروفية ”.. أما تلك التي تنمو من الأغشية فتعرف بالعظام الغشائية MEMBRANOUS BONES وعظام الجمجمة ما عدا قاع الجمجمة مكونة من عظام غشائي وأما بقية عظام الجسم فهي مكونة من عظام غضروفية“ [25] .

وتكوين الغضروف أولاً قبل العظام هو ما جعل البعض يستغل هذا الأمر للطعن في القرآن الكريم، لأن هذا كما يعتقد مخالف للآية الكريمة التي تؤكد على العكس، ولكن نلاحظ هنا أن الدكتور محمد البار عبر عن الغضاريف ب ”العظام الغضروفية“، وهذا قد يحل الإشكال، ولكن السؤال هنا: هل يصح تسمية الغضروف عظاماً من الناحية اللغوية أم لا؟! هذا ما سنتناوله في الوقفة التالية.

الوقفة الثالثة:

«هل يمكن الاستفادة من اللغة العربية لإثبات التعارض بين القرآن والعلم؟»

مر بنا أن الهيكل العظمي يتكون أولاً كغضروف ويكسى باللحم ثم يتحول الغضروف إلى عظم، ولكن هل هذا يثبت وجود خطئاً علمياً في القرآن الكريم كما يدعي البعض أم لا؟! أستطيع أن أقول لا وبكل ثقة، وذلك للآتي:

§ أولاً: أننا إذا رجعنا إلى المعاجم اللغوية العربية فسنجد أن المراد من العَظْمُ هو: ”القصَبُ الذي عليه اللَّحمُ من قصب الحيوان“ [26]  أو ”هو قَصَبُ الحَيَوانِ الذي عليه اللَّحْمُ“ [27] ، وهذا المعنى من الممكن أن ينطبق على الغضروف أيضاً، إذ يمكن أن يسمى الغضروف من الناحية اللغوية عظماً إذا كان قصب عليه اللحم بحسب هذا التعريف للعظم. وكذلك الأمر - بل ولعله أوضح - لو بحثنا في معاجم اللغة عن المراد من الغضروف، إذ سنجد أن الغضروف كذلك يسمى عظماً في اللغة، ففي لسان العرب ذكر أن: الغُضْرُوفُ: ”كل عظم لين رَخْص في أَي موضع كان“ [28] . ولذلك فإن القول بأن الغضاريف تتكون أولاً وتكسى باللحم قبل تكون العظام - كما في العمود الفقري الذي يكون كله غضروفياً ثم تتحول هذه الغضاريف إلى عظام - لا يثبت خطئاً علمياً في القرآن الكريم، لأن العظم في اللغة كل قصب عليه اللحم، والغضروف قصب عليه اللحم هذا أولاً، وثانياً لأن الغضروف في اللغة هو عظم لين كما مر بنا.

§ ثانياً: إذا عرفنا بأن الغضروف يتكون أولاً ومن ثم يتحول إلى عظم، فلا يوجد مانع لغوي أيضاً في أن يكون المراد من الآية «فكسونا العظام لحماً» هو الغضاريف، ولكن ليس بصفتها عظماً في مرحلتها النهائية كما ذكرنا في النقطة السابقة، وإنما على اعتبار ما سيكون كقول الساقي: «إني أراني أعصر خمراً» «يوسف: 36»؛ إذ يمكن في لغة العرب، وهي لغة القرآن إطلاق اسم العضو عليه في مراحل نموه قبل النضج التام، ولذا نجد إطلاق الثمرة للدلالة على الشجرة؛ فنقول مثلاً: روينا الزيتون سواء كان الري في وقت طرح للزيتون، أو في وقت خلو الشجرة منه. وإذا صح هذا في اللغة؛ فإن الغضروف هو مرحلة من مراحل نمو العظام كما تقدم؛ حيث أنها تكون غضروفاً أولاً ثم تتحول إلى عظام[29] ، وإذا كان كذلك فحتى لو حملنا الأمر على الغضروف فلا يمكن أن يثبت ذلك أي خطأ علمي في القرآن الكريم، وذلك باعتبار تسميته بما سوف يكون من تحول الغضروف إلى عظم، كما هو في مثالنا المتقدم في الزيتون وشجرته.

§ ثالثاً: أن الآية المباركة تدل على البدء بمرحلة جديدة وليس على الصيرورة بدلالة الفاء، لأن ذكر خلق المضغة عظاماً جاء مقروناً بفاء الترتيب والتعقيب «فكسونا العظام لحماً»، وهذه الفاء توجه الأنظار إلى ابتداء الخلق وليس إلى صيرورته؛ فهي تقارن بين الطور الذي نتكلم عنه بالنسبة للطور الذي قبله، ومن ثم فإن خلق الغضروف هو بمثابة خلق عظام بالنسبة لطور المضغة، لا بالنسبة إلى الأطوار المتأخرة؛ حيث يكتمل تخلق العظام فوضع كلمة «عظام» في الآية في مكان يؤكد ابتداء تخلقها ولا ينفي مآلها من خلال المجاز باعتبار ما سيكون[30] . وحول ذلك يقول الدكتور محمد فياض: ”وهكذا فإن القرآن الكريم، كعادته في إيراد الكلمات المحددة، يطلق اسم“ العظام ”على هذه المرحلة التي تلي المضغة، حيث يأخذ الجنين شكل العظام بانتشار الهيكل العظمي في هذه المرحلة. ونلاحظ أن استعمال حرف «ف» في الآية الكريمة يشير إلى أن مرحلة العظام تنمو بعد مرحلة المضغة بفترة قصيرة. لأن حرف“ الفاء ”يفيد الترتيب والتعقيب، بخلاف حرف“ ثم ”الذي يفيد الترتيب والتراخي“ [31] . ويقول أيضاً: ”وهنا نجد أن النص القرآني يأتي دالاً على التتابع السريع بين المرحلتين، وذلك باستعمال حرف العطف «ف» الذي يفيد تعاقب الأحداث التي يربط بينها. كذلك تشير الآية الكريمة الى أن مرحلة الكساء باللحم تمثل نهاية لمرحلة من مراحل نمو الجنين، لتبدأ بعدها بفترة من الزمن، مرحلة أخرى هي النشأة، وهو ما يدل عليه استعمال حرف العطف «ثم» الذي يفيد الترتيب والتراخي في الزمن بين الأفعال التي يربط بينها“ [32] .

الوقفة الرابعة: «هل هناك تعارض بين العلم وأقوال المفسرين؟»

حاول بعض خصوم القرآن الكريم نقل بعض آراء المفسرين القدماء كابن الأثير والطبري للطعن في القرآن الكريم، وذلك لأن كلماتهم تدل - بحسب زعمهم - على كون ما جاء به القرآن الكريم يختلف عن ما جاء به العلم الحديث من تكوين العظام مع اللحم بشهادة هؤلاء المفسرين[33] ، والغريب أن البعض يؤكد أن المفسرين لم يفسروا الآية بالتفسير العلمي[34] ، والبعض الآخر منهم يؤكد أنهم فسروها تفسيراً علمياً خاطئاً[35] ، ولكننا عندما رجعنا كلام ابن كثير والطبري، فإننا لم نجد فيه ما يخالف العلم الحديث كما حاول أن يوحي بذلك البعض، فابن كثير يقول في تفسيره: ”«فخلقنا المضغة عظاماً» يعني شكلناها ذات رأس ويدين ورجلين عظامها وعصبها وعروقها، وقرأ آخرون «فخلقنا المضغة عظماً» قال ابن عباس وهو عظم الصلب وفي الصحيح من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم“ كل جسد ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب منه خلق ومنه يركب ”«فكسونا العظام لحما» أي جعلنا على ذلك ما يستره ويشده ويقويه“ [36] .

وأما في تفسير الطبري فيقول حول قوله تعالى: «فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا»: ”فجعلنا تلك المضغة اللحم عظاماً. وقد اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الحجاز والعراق سوى عاصم: «فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا» على الجمع، وكان عاصم وعبد الله يقرآن ذلك: «عَظْما» في الحرفين على التوحيد جميعا[37] . وقوله: «فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا» يقول: فألبسنا العظام لحماً. وقد ذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: «ثُمَّ خَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عَظْما» وعصبا، فكسوناه لحما“ [38] .

وبالتدقيق بين ما نقلناه سابقاً لا نجد أي تناقض مستقر بين ما ذكره ابن كثير والطبري مع معطيات العلم الحديث في هذا المورد، خصوصاً بعد أن عرفنا كما مر بنا بأن الغضروف يسمى عظماً في اللغة أولاً، ولأنه أيضاً يمكن اطلاق الاسم على الشيء قبل اكتماله ثانياً، فلقد مر بنا أن الغضروف يتكامل إلى أن يصل إلى مرحلة التعظم. طبعاً هذا الكلام إذا أخذنا الأمر على نحو الحقيقة والواقع، ولكن هناك من المفسرين من أخذ الأمر على نحو الكناية والمجاز، كما فعل السيد الطباطبائي في تفسير الميزان، حيث يقول: ”وفي قوله: «فكسونا العظام لحماً» استعارة بالكناية لطيفة“ [39] .

الوقفة الخامسة والأخيرة: عدم تقدم العظم على اللحم زمناً

لو افترضنا أنه ثبت علمياً أن بدء تكوين العظام لا يسبق تكوين اللحم، وإنما يتم في نفس الوقت كما ذكر البعض[40] ، فهذا أيضاً لا يمكن عده خطئاً علمياً في القرآن الكريم، إذ قد يكون تقدم العظام على اللحم ليس تقدم زماني وإنما طبعي، وهذا هو ما ذكره الملا صالح المازندراني، حيث يقول: ”جعل العظم واللحم في منزل واحد إذ لا يتقدم العظم على اللحم زماناً بان يكون الجنين في وقت عظاماً غير مكسوة باللحم ثم تكسى به كما يتوهم من ظاهر قوله تعالى: «ثم كسونا العظام لحماً» بل تقدم العظام تقدم طبعي إذ يحتاج اللحم في قوامه إلى العظم واللحم موخر عن العظم بهذا الاعتبار كتأخر الكل عن الجزء والمشروط عن الشرط وان اتحدا زماناً، فإن قيل ظاهر التقدم والتأخر هو الزمانيان قلنا: نعم ولكن الظاهر معتبر حيث لا يكون قرينة على خلافه وهنا نعلم يقينا بالقرينة العقلية ان الجنين لا يكون في زمان عظماً مجرداً ثم يكسى لحماً في زمان آخر بعده ومثاله العرف تحرك المفتاح بعد تحرك اليد“ [41] .

ووفقاً لهذا المفهوم لا يمكن عد ما جاء في الآية المباركة خطئاً علمياً في القرآن الكريم حتى ولو لم يمكننا إثبات ذلك من الناحية العلمية واللغوية.

الخاتمة

تناولت في هذا الموضوع شبهة تعارض العلم والدين في قوله تعالى: «فكسونا العظام لحماً»، حيث استعرضنا أهم الإشكالات التي أثارها خصوم القرآن الكريم من الملاحدة واللادينيين وأصحاب الديانات الأخرى حول هذه الآية المباركة، كما أشرنا إلى قصور بعض المدافعين عن مسألة الإعجاز عن إثبات هذه المسألة من الناحية العلمية من خلال استعراض بعض النماذج، وبعد ذلك وقفنا على أهم الإشكالات المثارة حول الآية وعالجناها كالتالي:

§ أولاً: بينا أن القرآن الكريم لم يأتِ بالعلوم المتوفرة في زمانه كما يدعي البعض، وقارنا بين الآية الكريمة، وبين ما ذكره «أبقراط - أرسطو - جالين» وكذلك ما جاء في الكتاب المقدس.

§ ثانياً: بينا كذلك كيف تتكون أغلب العظام من الناحية العلمية، وهي أنها تبدأ في التكون كغضاريف قبل أن تتحول إلى عظام، وهي نفس المعلومات التي قدمها بعض الذين يريدون الطعن في القرآن الكريم، وأثبتنا عدم صحة ذلك، لأن الغضاريف في اللغة يصدق عليها اسم العظام، ولذلك لا يمكن القول بأن هناك خطئاً علمياً في القرآن لهذا الأمر، كما بينا أيضاً أنه يصح في اللغة اطلاق اسم الغضاريف على العظام على اعتبار ما سيكون فيما بعد كما هو الحال في إطلاق اسم الثمرة على الشجرة.

§ ثالثاً: كذلك بينا أن ما ذكره بعض المفسرين كابن الأثير والطبري لتفسير الآية لا يتناقض مع ما جاء به العلم كما يدعي البعض.

§ رابعاً وأخيراً: بينا أنه حتى لو افترضنا أنه ثبت علمياً أن بدء تكوين العظام لا يسبق تكوين اللحم، وإنما يتم في نفس الوقت، فهذا أيضاً لا يمكن عده خطئاً علمياً في القرآن الكريم، إذ قد يكون تقدم العظام على اللحم ليس تقدماً زمانياً، وإنما تقدم طبعي كما ذهب إلى ذلك الملا صالح المازندراني.

المصادر

1. برنامج صندوق الإسلام، الحلقة رقم «61» إعداد وتقديم: حامد عبدالصمد، بعنوان: حقيقة الإعجاز العلمي في القرآن في أطوار الجنين.

2. برنامج سؤال جريء حلقة رقم «258» و«259» بعنوان: «مراحل تطور الجنين بين العلم والإسلام».

3. وهم الإعجاز العلمي، د. خالد منتصر، دار العين للنشر، الطبعة الأولى 2005م.

4. التمهيد في علوم القرآن، للشيخ محمد هادي معرفت، مكتبة أهل البيت الإلكترونية.

5. كتاب مع الطب في القرآن الكريم، عبدالحميد دياب - أحمد قرقوز، مؤسسة علوم القرآن، سوريا، دمشق، الطبعة الثانية 1402 هـ  - 1982م.

6. الطب محراب للإيمان للدكتور خالص جلبي كنجو، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1402 هـ . ق.

7. الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، مكتبة أهل البيت الإلكترونية.

8. نفحات القرآن، الشيخ ناصر مكام الشيرازي، نشر مؤسسة الإمام علي بن أبي طالب ، قم عام 1426 هـ. ق.

9. الإعجاز الطبي في القرآن الكريم دراسة نقدية تحليلية، مريم شمس، تعريب: زهراء بكانه، دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1426 هـ  - 2005م.

10. مؤسسة حقائق الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية في مواجهة الشبهات، الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

11. رد الشبهات حول علم الأجنة في القرآن والسنة د. مصطفى عبدالمنعم، مقال منشور بموقع: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

12. الكتاب المقدس، «أيوب 10: 8».

13. خلق الإنسان بين الطب والقرآن، الدكتور محمد علي البار، الدار السعودية للنشر والتوزيع، الطبعة الثامنة مزيدة ومنقحة 1412 هـ  - 1991م.

14. لسان العرب، ابن منظور، نشر أدب الحوزة - إيران 1405 هـ  1363 ق.

15. القاموس المحيط، للفيروز آبادي، مكتبة أهل البيت الإلكترونية.

16. إعجاز آيات القرآن في بيان خلق الإنسان، د. محمد فياض، دار الشروق - مصر، القاهرة، الطبعة الأولى 1420 هـ  1999م.

17. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير الدمشقي، دار المعرفة بيروت - لبنان 1992م - 1412 هـ .

18. جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ابن جرير الطبري، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع 1415 هـ  /1995م.

19. تفسير البحث المحيط لأبي حيان الأندلسي، مكتبة أهل البيت الإلكترونية.

20. شرح أصول الكافي، للملا صالح المازندراني، دار احياء التراث العربي بيروت - لبنان الطبعة الأولى 1421 هـ  - 2000م.

[1]  برنامج صندوق الاسلام، الحلقة رقم «61» إعداد وتقديم: حامد عبدالصمد، بعنوان: حقيقة الإعجاز العلمي في القران أطوار الجنين على الرابط التالي: https: //www. youtube. com/watch?v=RPdZj2MPzE0

[2]  برنامج سؤال جرئ «259» تقديم الأستاذ رشيد الحمامي بعنوان: «مراحل تطور الجنين بين العلم والإسلام: الجزء الثاني على الرابط التالي:

https: //www. youtube. com/watch?v=c8V2YHzsgtk علماً بأن مقدم البرنامج استعان للمعلومات العلمية بأحد المتخصصين وهو الدكتور منتون.

[3]  الدكتور محمد فياض في كتابه «إعجاز آيات القرآن في خلق الإنسان للدكتور محمد فياض»، ص98 وما بعدها تحت عنوان «تكون العظام» يقول: ”أثبت العلم الحديث أن العظام لا تتطور معاً في آن واحد في الجسم، وإنما ثمة برنامج أو جدول زمني لتكونها. فأول عظام يكتمل تكونها - على سبيل المثال - هي عظيمات الأذن الداخلية «خلال المرحلة الجنينية»، بينما لا تكتمل مراكز النمو للعظام الطويلة للأرجل إلا بعد سن العشرين من الولادة أو أكثر“. نلاحظ أنها نفس المعلومة ولكن هذا من أجل الإعجاز، والآخر من أجل إثبات وجود خطأ علمي، وسوف يتبين لنا بوضوح حقيقة الأمر فيما يأتي.

[4]  وهم الإعجاز العلمي، د. خالد منتصر، دار العين للنشر الطبعة الأولى 2005م.

[5]  من المهم الإشادة بما جاء بكتاب التمهيد في علوم القرآن، للشيخ محمد هادي معرفت ج6، ص85، حيث تناول «مرحلة العظام واللحم» بطريقة علمية.

[6]  مع الطب في القرآن الكريم، عبد الحميد دياب، أحمد قرقوز، ص83 وهو عبارة عن رسالة أعدت لنيل إجازة دكتور في الطب D. M، مؤسسة علوم القرآن دمشق، الطبعة الأولى 1400 ه‍ - 1980 م الطبعة الثانية 1402 هـ ‍ - 1982م.

[7]  الطبّ محراب للإيمان ج1، ص75 للدكتور خالص جلبي كنجو، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1402 هـ. ق، وهو عبارة عن رسالة أعدت لنيل لق دكتور في الطب، تحت اشراف الدكتور الأستاذ محمد فايز المط.

[8]  الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج 10، ص433.

[9]  نفحات القرآن للشيخ ناصر مكارم الشيرازي ج8، ص129 - 130.

[10]  الإعجاز الطبي في القرآن الكريم دراسة نقدية تحليلية، ص262، تأليف مريم شمس، تعريب زهراء بكانه، دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1426 هـ - 2005م.

[11]  المصدر السابق، ص262.

[12]  موسوعة حقائق الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية في مواجهة الشبهات، ج3، شبهات حول الإعجاز العلمي في الإنسان، الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ص4 وما بعدها.

[13]  رد الشبهات حول علم الأجنة في القرآن والسنة د. مصطفى عبدالمنعم، مقال منشور بموقع: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة».

[14]  المصدر السابق.

[15]  المصدر السابق.

[16]  الكتاب المقدس، «أيوب10: 8» على الرابط التالي: https: //www. enjeel. com/bible. php?ch=10&bk=18

[17]  رد الشبهات حول علم الأجنة في القرآن والسنة د. مصطفى عبدالمنعم، مقال منشور بموقع: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة».

[18]  سوف نعتمد في بيان وجهة النظر العلمية على ما جاء في موسوعة حقائق الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مواجهة الشبهات ج3، ص 141 وما بعدها ببعض التصرف.

[19]  خلق الإنسان بين الطب والقرآن الدكتور محمد علي البار، ص286 - 287.

[20]  يقول الدكتور محمد فياض في كتابه «إعجاز آيات القرآن في خلق الإنسان» ص99: ”فيتكون الهيكل العظمي الأولي من الغضروف، ثم يحل العظم محل الغضروف، وتحيط طبقة من الأنسجة الضامة «تسمى غشاء الغضروف» بنموذج الغضروف «أو“ السمحاق ”الذي يغلف العظام»، ويكون بمثابة خزان للخلايا الأصول «الجذعات الغضروفية أو الجذعات العظمية» عند نمو هذه الأنسجة“.

[21]  المصدر السابق، ج3، ص144 - 145. كذلك يقول الدكتور محمد فياض، ص99: ”ومع ذلك فمن الممكن تحديد مرحلة مميزة للعظام، وذلك عندما يدخل الجنين مرحلة انتشار الهيكل العظمي حين يتكون الهيكل الغضروفي «العظم الأولي» في الأسبوع السابع. وبهذا ينتقل شكل الجنين من مرحلة“ المضغة ”التي لا تحمل شكلاً آدمياً إلى مرحلة“ العظام ”التي يغلب عليها شكل الهيكل العظمي المميز للإنسان“.

[22]  المصدر السابق، ج3، ص145 - 146.

[23]  المصدر السابق، ج3، ص146 - 147.

[24]  موسوعة حقائق الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مواجهة الشبهات ج3، ص 141.

[25]  خلق الإنسان بين الطب والقرآن الدكتور محمد علي البار، ص287.

[26]  لسان العرب لابن منظور، ج 12، ص410.

[27]  القاموس المحيط للفيروزآبادي، ج1، ص1139.

[28]  لسان العرب، ج9، ص267، المعجم الوسيط، ج2، ص738.

[29]  موسوعة حقائق الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية في مواجهة الشبهات، ج3، شبهات حول الإعجاز العلمي في الإنسان، الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ص4 وما بعدها.

[30]  موسوعة حقائق الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية في مواجهة الشبهات، ج3، ص153 شبهات حول الإعجاز العلمي في الإنسان، الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة

[31]  إعجاز آيات القرآن في بيان خلق الإنسان د. محمد فياض، ص101 دار الشروق - مصر القاهرة، الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999م.

[32]  المصدر السابق، ص105.

[33]  برنامج سؤال جرئ «258» بعنوان: «مراحل تطور الجنين بين العلم والإسلام»: الجزء الأول.

[34]  برنامج صندوق الاسلام، الحلقة رقم «61» إعداد وتقديم: حامد عبدالصمد، بعنوان: حقيقة الإعجاز العلمي في القران أطوار الجنين.

[35]  برنامج سؤال جرئ «258» بعنوان: «مراحل تطور الجنين بين العلم والإسلام»: الجزء الأول.

[36]  تفسير ابن كثير، ج3، ص251.

[37]  جامع البيان للطبري، ج 19، ص16.

[38]  جامع البيان للطبري، ج19، ص17.

[39]  تفسير البحث المحيط لأبي حيان الأندلسي ج2، ص306: ”«ثم نكسوها لحماً» الكسوة حقيقة هي ما ورى الجسد من الثياب، واستعارها هنا لما أنشأ من اللحم الذي غطى به العظم. كقوله: «فكسونا العظام لحما» وهي استعارة في غاية الحسن“.

[40]  مر بنا سابقاً أن هذا هو قول بعض الملاحدة كما نقلناه في برنامج صندوق الإسلام.

[41]  شرح أصول الكافي ج1، ص109، للملا صالح المازندراني.