آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 7:46 م

حلاق حارتنا وتصفيف الشعر

جمال الناصر

همسة: إن التغيير النوعي في العمل الاجتماعي والرياضي، والشروع في البحوث العلمية، لا يُلغي اجتهادات الآخرين، وإنما الاستفادة منها واستثمارها الاستثمار الصحيح.

عادة وربما في الأغلب، الذي له اشتهاء لدي، أن أزور بين فترة وأخرى حلاق حارتنا، لأصفف ما زاد من شعري، تنسيقًا، كما يفعله الآخرون. قد لا يكون ”حلاق حارتنا“، الوحيد الذي يتقن الحلاقة، لكن أراه الأجمل، ويملك ”عقلاً“، احتوى ما أطلبه في نوعية الحلاقة، التي أهواها. وعليه، لربما ذات لحظة، أسعى لتغييره ضمن بيئة معينة، طبيعي أن لا أسعى، لتغيير نوعية الحلاقة جدلاً، إلا إذا ما جاء من يقدم النصيحة لي، بمختلف ألوانها، بكوني منفتحًا وأتقبل الرأي الآخر - غرور تايم -.

من هنا، قرأت هذا المساء مقالاً، بعنوان ”لا ثوابت.. ولا ثابتون“، في حقيقة الأمر، أن التغيير مطلب احترافي في أي عمل، سعيًا في رقيه وإحراز النتائج المنشودة من خلاله، أكان عملاً علميًا بحثيًا أو اجتماعيًا أو رياضيًا، كذلك فإن التغيير لا يُعنى بإلزامية الإقصاء، تحت ذريعة لا ثوابت ولا ثابتون. وعليه يتطفل على ”أدمغتنا“ سؤالاً، مفاده: هل البحوث العلمية، تبدأ من الصفر أم أنها، تستعين بما يطرحه الفلاسفة والمفكرين من نظريات وتجارب ودراسات، أخذت زمنًا، تعانقها اجتهادات لا تسع اليراع إحصائها ومتابعتها، عطفًا على كل الجهود الاجتماعية والرياضية - على سبيل المثال لا الحصر -.

إن المنهجية البحثية، لا تتكأ على الإلغائية للآخر وجهده، نظرًا لاحتواء الكفاءات سواء الموجودة أو القديمة، عطفًا على الجديدة، يقلق جدًا أن لا نفهم التزاوج بين الكفاءات، لنكون على حين غفلة بين إقصاء الكفاءة الحالية أو إقصاء الكفاءة الجديدة. ينبغي فعلاً أن لا، ينحني المثقف إلى أنصاف الحلول وليس الحلول الكلية، نزولاً عند مقولة ”هذا الصح، وكفى“. إن المنطق بالضرورة، يأخذنا إلى ضفة، نبصر من خلالها معرفة ماهية الفشل والنجاح، أسسها وقواعدها، حيثياتها وبيئتها، التي ينبغي أن تكون، ليثمر البستان بما لذ وطاب.

إن العمل الاجتماعي والرياضي، لكل منها ثيمته، التي يوسم بها، لنوعية البيئة. القيمة والمبدأ لا جزئية تحتويهما، قد يكون في بيئة العمل، ما ينقصها أو يكتنفه الخطأ في جنبة من جنباته. وعليه وضع خيارات مثلى، تأخذ من تفعيل عنصر الدراسة، مرشدًا، دليلاً في استشراف البوصلة، التي تمنع من الغياب في دهاليز الصحراء، لأمر له جدواه بدلاً عن إقصاء الآخر. ونقولها بالفم الملآن، أن التغيير، فوائده جمة، تعاضدًا مع الكفاءات الموجودة، التي أثبتت للعيان بالضرورة قدرتها، نتيجة لما تحمله من خبرات، لذا من الضروري أن نتيقن أن الكفاءة غير موجودة، لتفتح الباب، وتغادر.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أم حسن
[ القطيف ]: 14 / 6 / 2017م - 11:51 م
طرح سلس و في وقته..نعم البحث العلمي المنهجي مطلب لزمن متجدد و لا يعني إلغاء الكفاءات السابقة..بخطئ من يظن أن البحوث سنأتي ثمارا بدون التاربخ العلمي السابق لا بل إن احترام من سبق نو نواة للنجاح القادم و فائدة المجتمعات..وفقك الله