آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

اطلالة السفير السعودي عبر ال ”واشنطن بوست“؟

حسن المصطفى * صحيفة الرياض

الحوار الذي أجراه السفير السعودي في واشنطن، الأمير خالد بن سلمان، مع صحيفة ”واشنطن بوست“، يمكن اعتباره مدخلا جيدا لقراءة مستقبل العلاقات السعودية - الإمريكية، في مرحلة مهمة للبلدين.

ال ”واشنطن بوست“ من الصحف ذات التأثير والحضور بين النخب السياسية والأكاديمية في الولايات المتحدة. وهي تتمتع بمصداقية عالية. وإطلالة الأمير خالد بن سلمان عبر هذه الصحيفة كباكورة حواراته، يعتبر خيارا موفقا، يعطي الحديث ”صدقية“ أكبر. خصوصا أن الحوار كان مع صحيفة طالما نشرت مواد ومقالات ناقدة لسياسات دول الخليج، وللرئيس الإمريكي دونالد ترامب.

إن التعامل الاحترافي مع الإعلام في الولايات المتحدة أمر مهم للغاية. فهو يمثل ”سلطة رابعة“، له استقلاله، وحصانته، وتأثيره على القرار السياسي والحكومي بشكل عام. ولذا من المهم أن يكون هذا التعامل على مستوى من الشفافية، والتعاون، والتواصل.

إن ما يهم الصحافيين هو توافر المعلومات عبر مصادر موثوقة ومستمرة. لأن أي عامل في الوسط الإعلامي يريد الحصول على السبق الصحافي قبل سواه، أو يأمل في صناعة تحقيق محكم، مدعوم بالأرقام والشواهد والوثائق، والمعلومات الخاصة.

السعودية اليوم حليف مهم للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، وهنالك مصالح سياسية واقتصادية وأمنية مشتركة. وهذه الملفات يجب التعاون فيها عبر عقلية ”الشراكة“ وتبادل المنافع، لا وفق مفهوم التطابق الكامل في وجهات النظر، أو التماهي التام كما يعتقد البعض، لأن لكل دولة مصالحها الخاصة وأولوياتها.

هذه الشراكة ”الاستراتيجية“، كيف يمكن للفريق السياسي والإعلامي وجهاز التواصل في السفارة السعودية في واشنطن، أن يصوغها ويبين فكرتها وأهدافها، لمراكز القرار في الولايات المتحدة؟. وما هي الطريقة المثلى التي يتم من خلالها إفهام الساسة والإعلاميين أن هذه العلاقة بين البلدين هي في خدمة الشعبين الإميركي والسعودي، وسيستفيد منها إنسان الشارع العادي.

ربما تكون أسئلة بسيطة وساذجة في نظر البعض، لكنها غاية في الأهمية، وليس من السهولة الإجابة عليها. خصوصا أننا أمام عقلية أميركية، تختلف في تفكيرها عن العقل العربي، الشرقي، والعاطفي.

إذا أردنا أن نوصل الرسالة السعودية إلى الإعلام وصناع القرار في الولايات المتحدة، فعلينا أن نفهم تفكيرهم، نتقمص شخصيتهم لنعي مخاوفهم وآمالهم. أن نخاطبهم بذات المنطق العلمي والموضوعي الذي يحترم حرية الصحافة، وأن نعمل على تحويل هؤلاء الإعلاميين المتوجسين أو الناقدين الدائمين، إلى أصدقاء، لا بالمال والهدايا كما هي الصورة النمطية، وإنما من خلال بناء الثقة المتبادلة، والحوار والتواصل الدائمين.