آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 1:24 م

المعطف.. والتضاريس..!!

عيسى الجوكم * صحيفة اليوم

يلبس البعض معطفا ويتفنن في تضاريس الخياطة والحياكة، ويسبح في بحر متلاطم من التناقضات، ويبكي في أحيان كثيرة دموع التماسيح.

يشجب أفعالا خارج دائرته، ويرميها بحجر النار ويكيل لها أقبح الأوصاف، ويلزم الصمت لأفعال أقبح وأشد حدثت في محيطه، ويصبغ عليها «مكيجة» لتحسين الصورة دون ضمير حي، ومسؤولية حقه تجنب محيطه ويلات المستقبل.

الصوت المرتفع هناك، يجب أن يرتفع هنا، دون مواربة أو مخادعة، لأن النشء الواعد يجب تغذيته بحقن صحية غير ملوثة بأنبوب المبررات كشعار زائف، وأن التجربة المرة والأليمة هي صنيعة تبعية حمقاء لشخوص يعتبرهم البعض ملائكة، وهم يرمون من غرر بهم إلى التهلكة.

صمت الكثرة عما يفعله نزر قليل في طريق أقل ما يوصف بالمسلسل الخليجي الشهير «درب الزلق» يعد هروبا من تحمل المسؤولية اتجاه المجتمع.

الحياة مواقف، والمواقف يجب أن تكون على حسب الحدث، وما حصل ليس حدثا عابرا، بل محطة إجرامية لعبت فيها أفكار خارجية عبثية تدميرية استخدمت فيها أدوات بالداخل انساق البعض خلفها جهلا أو عمدا، وفي الحالتين المتضرر هم الأبرياء الراغبون في العيش في دائرتهم ومحيطهم بسلام تحت قيادة كريمة عادلة مارست الحلم لسنوات طوال من أجل المحافظة على اللحمة، وقدمت لأبناء الدائرة حقوقا كغيرهم من أبناء الدوائر الأخرى صحيا وتعليميا واجتماعيا وابتعاثا ووظائف من أجل حياة كريمة مرفهة.

من يشذ عن القاعدة ويخرج عن النص لا بد من معاقبته، والضرب على وتر العاطفة ليست في مصلحة شبابنا الواعدين، وليس في مصلحة الأجيال القادمة.

الجميع سواسية في الحقوق والواجبات بغض النظر عن المناطق والأفكار والمسميات، وما يفرض على الآخرين من واجبات يجب الالتزام به بنفس القدر من المحيط الذي نعيش بين جنباته، أما تبريرات الحالة الإجرامية فتعد خيانة لأهلنا ومجتمعنا، وإعطاء الغير فرصة لتفسيرات خاطئة تمعن بأن الجميع في مركب واحد لا سيما في إبداء حالة التعاطف غير المنطقية مقارنة بأحداث في أمكان أخرى تم شجبها واستنكارها.

علينا أن نفهم المعادلة جيدا، فالتبعية للخارج من اي جهة كانت، أو طرف كان، ليس لها إلا مصطلح واحد وهو خيانة المجتمع جغرافيا وتاريخيا وذنب لا يغتفر، ولا يمكن تبريره للأجيال القادمة التي ستكون ذخيرتها الوعي والرفض لكل ما هو خارجي يريد أن تكون له أدوات في الداخل.

في الأزمات التاريخ يدون كل شيء والرأي السديد غير المقبول من البعض حاليا، سيكون نبراسا للأجيال في المستقبل، لأن المنطق يفرض نفسه في حالة الوعي المتنامي.

مؤلم أن تطعن الأرض التي ولدت فيها، ومؤلم أكثر أن تعض اليد التي امتدت إليك حانية عبر العصور لتعيش برفاهية يحسدك الغير عليها، ومؤلم أكثر وأكثر أن يغيب الوعي عن البعض ويتم استخدامهم أدوات لأناس لا يهمهم سوى فك اللحمة والتدمير والفوضى.

من يمارس لغة المبررات لأمور واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار يضر مجتمعه بخداع ممنهج بقصد او بدون قصد بوعي او بدون وعي ولقد تمت ممارسة هذا الداء القاتل في كثير من المحطات وكانت النتيجة كارثية على مجتمعكم، وآن الأوان أن يدرك البعض وهم قلة أن الولاء للأرض والقيادة صِمام أمان للأجيال القادمة.

مدير تحرير الشؤون الرياضية في جريدة اليوم, محلل رياضي برنامج صدى