آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

450 شجرة وقف في القطيف للناشطة البيئية ”بخاري“ كأول مبادرة نوعية في الوطن

محمد التركي، مريم العبد العال - القطيف

أطلقت جهات تطوعية مهتمة بالبيئة صباح اليوم أول مبادرة وقفية تطوعية من نوعها في الوطن، في مبادرة وقف 450 شجرة سدر وفاكهة محلية وفاء للفقيدة الناشطة البيئية نجوى بخاري التي وافتها المنية يوليو الماضي.

ونفذت المبادرة رابطة سدر التطوعية بالرياض بالتعاون مع جمعية أصدقاء البيئة وجمعية الصيادين، بعد التواصل مع عائلة الفقيدة باختيار محافظة القطيف الحاضن لهذه المبادرة لما لها من قضايا بيئية كثيرة احتوتها الفقيدة الدكتورة نجوى بخاري في حياتها للحيلولة من تأثير نقص المياه على الأجيال القادمة في المملكة.

ونُسق لإنطلاق المبادرة عدة جهات تطوعية مهتمة والتي ستستمر في الفترة القادمة بمدن القطيف، حيث جُلبت الشتلات من مقر «سدر» في الرياض والقيام بزرعها بمشاركة 40 متطوع ومتطوعة.

وذكر رئيس الحملة محمد آل سيف أن المبادرة انطلقت بتعاون «سدر» مع كل من رابطة «مشتل»، جمعية الغواصين، جمعية العطاء الخيرية النسائية، جمعية البيئة بالرياض، ورابطة آل قريش، وعدد من الناشطين البيئيين.

وبين رئيس رابطة سدر التطوعية محمد عبدالله العامري المعنية بأشجار السدر خاصة والبيئة بوجه عام، أن فكرة المبادرة للإعلان عن وقف 100 شجرة سدر جاءت عندما وصل الرابطة خبر رحيل الدكتورة نجوى بخاري وبعد مشاهدة مقطع فيديو المتداول لها وهي تبكي على تدهور أشجار القرم.

وأشاد العامري بالمشاركة التي وصفها بالرائعة من رجال ونساء وأطفال وحماس رغبتهم في خدمة المجتمع والوطن.

وذكر فريد بخاري _شقيق الفقيدة_ أن المبادرة هدفت لتخليد ذكرى الدكتورة بخاري بعمل خيري توعوي يدعو المجتمع لتشجير البيئة وحيث أن الدكتورة كانت تهتم بقضايا البيئة وبالأخص قضية شح المياه.

وأكد أن الحملة مستمرة، حيث ستنطلق السبت القادم في مدينة صفوى، فيما سيعلن عن نشاطها في أماكن أخرى في القطيف لاحقاً.

وأوضحت -صديقة الراحلة- آناء منصورة أن شجرة السدر متكاملة في جانب أنها من الأشجارة المثمرة والمتناسقة مع بيئة المملكة الصحراوية.

وتابعت: وحيث دعت بخاري إلى الإكثار من زرع الأشجار في الوطن والتشجيع عليها حماية من التصحر لافتة إلى أنها تجلب المطر في ظل أزمة شح المياه.

وذكرت أن الفقيدة كانت حريصة على تروج تشجير البيئة كحل للأزمة المائية في الوطن، رغم الصعوبات والإمكانيات المتوفرة لتحقيقه، حيث بادرت بالتواصل مع المجتمعات والبلديات في مناطق المملكة وطرح مبادرة التشجير، وكان تفاعل وتجاوب مجتمع القطيف هو الأكثر بروزاً.

وقالت منصورة: ”عند مبادرة رابطة سدر لزرع 100 شجرة سدر، كانت محافظة القطيف هي المرحب والمكان الأكثر استعداداً لاستقبال المبادرة.“

وعن اختيار القطيف لإطلاق المبادرة تابعت: "كانت الدكتورة تحمل حباً وشغفاً لبيئة القطيف وأهلها حيث تملك ذكريات من طفولتها وشبابها بين بساتينها، وعرفت بمساندتها القوية لقضية أشجار القرم في المحافظة، وكذلك البحارين والقضايا البيئية.

يذكر أن الفقيدة كانت رئيسة لمجموعة المدافعين والمتطوعين من أجل البيئة التي أدركت خطر تدمير النظام البيئي لأشجار المانجروف في خليج تاروت، وتعاونت مع بعض النشطاء في المجتمع ونظمت حملات تنظيف شهرية، بهدف توعية المجتمع بخطورة تدميرها.

فكان لها اهتمام شديد حول تأثير نقص المياه على الأجيال القادمة في المملكة العربية السعودية، ودعمت حلول الزراعة المستدامة كزراعة الأشجار، كما صورت مع ابنتها إعلاناً دعائياً لتقليل استهلاك المياه في الاستخدامات الخارجية، وكان مسعاها الأخير في تخطيط ودعم حملة ”أشجار للحياة“، والذي نتج عنها زراعة أكثر من 280 من أشجار الفواكه في منطقة القطيف.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
د أحمد السنان
[ القطيف ]: 23 / 10 / 2017م - 7:01 م
الدكتورة نجوى بخاري رحمها الله تعالى هي زميلة عزيزة لي وللعشرات من الأطباء والطبيبات في مستشفى أرامكو بالظهران منذ بداية التسعينات وكانت تتسم بالهدوء والسكينة والخلو من الشر والأذى لمن يعمل معها بل كانت محبة للجميع ومحبوبة من الجميع وكانت رحمها الله تعالى مرهفة الحس رقيقة المشاعر حينما تتحدث معها ينتابك الشعور أنها تعيش عالما حالما خاصا بها يتميز بالذوق الرفيع والأدب والإحترام لنفسها ولمن تعمل معهم والإتيكيت الذي يميزها عن الكثيرين ممن عاصرناهم. اهتمام الدكتورة الفقيدة بالطبيعة والبيئة هو انعكاس لإحساسها المرهف التلقائي والغير مصطنع وحبها للطبيعة البكر. رحم الله الفقيدة السعيدة التي يفتقدها من عاصروها وعملوا معها.