آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:48 م

هل كل ذكي موهوب أم كل موهوب ذكي

عباس المعيوف * صحيفة الوطن

هناك عدة تعاريف لمصطلح الموهوبين، ولكل مدرسة خطها في التأصيل لهذا التعريف، وهناك شبه إجماع على أن الطالب الموهوب هو الذي يملك إبداعا وقدرات تفوق قرنائه، ولعل تعريف المؤسسة التعليمية في الولايات المتحدة الأميركية هو التعريف السائد. يُعرَّف الموهوب بأنه الفرد الذي يُظهر قدرة على الأداء المرتفع مقارنة بأفراد الفئة العمرية التي ينتمي إليها، وذلك في واحد أو أكثر من المجالات الآتية: القدرة العقلية العامة، والاستعداد الأكاديمي الخاص، والقدرة الإبداعية «التفكير المنتِج»، والقدرة القيادية، والقدرة في الفنون الأدائية البصرية. في حين تعرف وزارة التعليم السعودية الطلاب الموهوبين بأنهم الطلبة الذين توجد لديهم استعدادات وقدرات غير عادية، أو أداء متميز عن بقية أقرانهم في مجال أو أكثر من المجالات التي يُقدّرها المجتمع، وبخاصة في مجالات التفوق العقلي، والتفكير الابتكاري، والتحصيل العلمي، والمهارات والقدرات الخاصة. ويحتاجون إلى رعاية تعليمية خاصة، قد لا تتوافر لهم بشكل متكامل في برامج الدراسة العادية.

بين هذا التعريف وذاك نقاط مشتركة وهي الإجماع على القدرة العقلية والإبداع والاستعداد لتقديم ما يعجز عنه غيرهم، مع العلم أن الموهبة تولد مع الإنسان وتبدأ ملامحها المدفونة بالبروز من سن 3 إلى 5 سنوات، فمنا من يطورها ويستغلها، ويكتشف مكنونها والأغلب للأسف من يدفنها وهي حية. القدرة الإبداعية في الموهبة هي نواة تحتاج إلى بناء وتطوير وتدريب حتى تتم الاستفادة منها بالشكل المطلوب. على الأسرة أن تعي أهمية مصطلح الطالب أو الطالبة الموهوبة، وأن تسعى جاهدة إلى تنمية وتشجيع هذا الحس الإبداعي.

خلاصة كتاب المؤلف الأميركي جون سى. ماكسويل، والذي يعد من أكثر الكتب مبيعاً في العالم، تتمحور في السؤال التالي لماذا الموهبة لا تكفي؟ ويقول إن كثيراً من الموهوبين الذين بدؤوا بأفضلية على الآخرين يفقدون تلك الأفضلية، لأنهم يعتمدون على موهبتهم بدلاً من تنميتها وتطويرها، وبالتالي تقع المسؤولية الكبرى على عاتق الأسرة أولاً، وبعد ذلك يأتي دور المعلم الحريص على اكتشاف المواهب الإبداعية، فهم يفترضون أن الموهبة وحدها سوف تبقيهم في المقدمة، ولكنهم لا يدركون الحقيقة، وهي أنهم لو ركنوا إلى موهبتهم فقط، سرعان ما سيسبقهم الآخرون ويتفوقون عليهم، فالموهبة أكثر شيوعاً مما يظنون، وكما يقول ستيفن كينج «إن الموهبة أرخص من ملح الطعام. كل ما في الأمر مزيد من الوقت والجهد والصبر والتحدي والمثابرة، وما يميز الموهوبين عن الناجحين هو الكثير من العمل الجاد»، لذلك فإن أي شخص يرغب في تحقيق النجاح يحتاج إلى أكثر من مجرد الموهبة وإثقالها بالخبرات والتدريب. إذًا ما الذي يتطلب النجاح؟ وهل يستطيع أي إنسان أن يحقق النجاح؟ وكيف تفيد الموهبة؟ بعد كل هذه الأسئلة نجد الإجابة في دور الأب والأم تجاه أبنائهم الموهوبين.

ولهذا يطرح الكثير تساؤلا، وهو هل كل ذكي موهوب أم كل موهوب ذكي؟ والإجابة عن هذا التساؤل باختصار أن الطالب الموهوب هو من وهبه الله قدرات إبداعية تفوق غيره بكثير، بينما الذكي يختلف عن ذلك في بعض التصورات الإبداعية والفنية.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
هلال الوحيد
[ القطيف ]: 2 / 11 / 2017م - 12:59 م
الناس مثل الارض. كل أرض يمكن حرثها والبعض يعطي ناتجاً أفضل ولكن مزيد من الحرث يعطي مزيدا من المحصول الزراعي.