آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

استقرار القطيف ليس ورقة بيد المُقامرين!

حسن المصطفى * صحيفة الرياض

منذ شهر أغسطس الماضي، عندما بدأت عملية مواجهة المجموعات المسلحة في حي ”المسورة“ بمدينة العوامية، والتي أسفرت عن مقتل عدد من المطلوبين أمنياً وإلقاء القبض على آخرين، شهدت محافظة القطيف هدوءاً - وإن كان حذرا - وتراجعا في العمليات الإرهابية سواء ضد رجال الأمن أو المواطنين، وهو الأمر الذي أتاح لمئات العوائل أن ترجع آمنة إلى منازلها، وتبدأ عمليات تنظيف أحياء العوامية، وعودة الخدمات الحكومية شيئا فشيئا، بجهد مشترك بين المؤسسات الرسمية والأهالي، وهو العمل الذي لا يزال مستمرا، بل لم ينقطع حتى في أشد لحظات المواجهة بين قوات الأمن والإرهابيين، بفضل جهود وجهاء المنطقة وعدد من رجال الدين، والشباب الشجعان الذين أصروا على إرادة الحياة، وتقديم أفضل ما لديهم في مواجهة ثقافة الموت!.

خلال الأشهر الماضية كانت الشخصيات الوطنية في القطيف تتحرك بشكل مستمر، وتتواصل مع الجهات الرسمية في المنطقة الشرقية، والقيادة السياسية والأمنية في الرياض، بهدف إخراج المنطقة من دوامة ”العنف“ التي كان المسلحون يريدون لها أن تستمر إلى ما لا نهاية. وظهرت العديد من الشخصيات في وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، معلنة مواقفها بشجاعة ووضوح ضد ”الإرهاب“ أيا كان مصدره أو مذهبه. وما كانت هذه التصريحات إلا جزءا يسيرا من مشهد أكبر، وعمل صعب، اتخذ العقل والكتمان منهجا له، بالتوازي مع الجهود الأمنية، وهو ما حقق الهدوء الذي نعمت به المنطقة في الأشهر المنصرمة.

قبل بضعة أيام، وفي السادس من نوفمبر الجاري، تم قتل رجل أمن بالقرب من قرية ”البحاري“، بمحافظة القطيف. وهي العملية التي يجري التحقيق لمعرفة المنفذين وأهدافهم.

هذه الحادثة أعادت إلى الأذهان حوادث مشابهة وقت في وقت سابق من السنة الجارية. ما جعل الكثيرين يتساءلون عن سبب وقوع هذا العمل ودوافعه. خصوصا أن الأهالي مؤمنون بأن ”الإرهاب“ ليس إلا بندقية عمياء، لن تقود إلا نحو مزيد من الدماء والفوضى!.

إن الاستقرار ونبذ العنف، والاشتراك في العمل المدني، هو المفتاح الحقيقي لأي تنمية. هذا ما يؤمن بها المواطنون في القطيف. ولذا، هنالك حالة من الاستغراب والغضب نتيجة العمل الإرهابي الأخير، والذي لن يجد أي غطاء شعبي أو ديني من جميع تيارات المجتمع.

المواطنون في القطيف، شأنهم شأن باقي السعوديين يتطلعون إلى المستقبل بأمل كبير. هم اليوم يتابعون التغيرات التي تحدث في مملكتهم بعناية كبيرة واهتمام، ويريدون أن يكونوا جزءا منها، يساهمون بشكل رئيس ومباشر في تحقيق رؤية 2030، كما ساهم أجدادهم وآباؤهم في بناء ”أرامكو“ والشركات البتروكيميائية العملاقة في الجبيل الصناعية، وسواها من المشروعات الاقتصادية التي شهدتها المنطقة الشرقية وعموم السعودية.

القطيفيون يريدون أن يكونوا صُناعاً للمستقبل، نماذج للحداثة والوعي والالتزام الوطني، كتفاً بكتف إلى جانب شركائهم في الوطن، وفي مقدمة ركب السعودية الجديدة، وهي المهمة التي لن يسمحوا لأن تمنعهم عنها أعقاب البنادق، التي سوف ترتد سوءاً على رافعيها!.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ابومحمد
[ العوامية ]: 10 / 11 / 2017م - 9:41 ص
اشكر كاتب المقال على وطنيته وحبه لوطنه وتفانيه للمشاركة بقلمه للحفاظ على مكتسبات الوطن. اشاطرك الرأي بأن لا مكان لمن يقامر بدمائنا وامننا وعندما اقول ذلك فأنني اعني بدملئنا جميعا كسعوديين ولا مكان هنا عن المناطقية او الطائفية. فأن كان لنا مطالب فكل مناطق الوطن لها مطالب ولكن يجب ان تكون هذه المطالب عبر القنوات المشروعة كبقية مناطق الوطن وليس لنا افضلية على غيرنا. اما بالنسبة لحقوق المواطنة، نعم الكل يعلم ان هناك وظائف معينة لا يحق لأبناء طائفتنا تبؤها ولكن يجب قبل المطالبة بهذه بالمساواة كمواطنين من الدرجة الأولى يتوجب علينا إظهار حسن النوايا لولاة الأمر، نعم ان اهل القطيف كانوا ومازالوا مخلصين ومحبين لوطنهم ولكن هذا لا يكفي يتوجب علينا جميعاً اظهار الحب والتفاني والولاء للوطن وقادته.