آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 2:36 م

يوم الطفل من أيام الله

عباس المعيوف *

في حياة كل إنسان طفولة رسمة له الذكريات وخطة له أجمل الأمنيات، يوم الطفل يوم يدعونا إلى التوقف للإحتفال بالبراءة والحب والحنان والعاطفة، لنجعله يوماً مميزاً عن باقي الأيام، فهم يستحقون منا أكثر من ذلك، أنا على يقين أنا أغلبنا يسمع بهذا اليوم العالمي ولكن لا يكلف نفسه القيام بخطوة نحو زرع ابتسامة على شفاه أبنائه ولو بهدية عبارة تدخل الفرح والسرور عليهم، العجيب أننا أمة تحمل تراث من الاخلاق والقيم في دعم منظومة التربية، ولكن نرى قصور على أرض الواقع، في حين نرى الغرب والدول العلمانية تستوعب هذه المناسبات بشيء من التفاعل والتجاوب والممارسة الحية.

الاحتفال باليوم العالمي للطفل هو احتفال بما وصل به الحال في عالمنا الإسلامي من أمية وتخلف ونزاع وحرب، هو احتفال بما آلت له الحالة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية من تخلف قل نظيره من السنين الماضية. كنا نتأمل مع تقدم السنين أن ينعكس ذلك على التغير من حال إلى أحسن حال. الآن الملايين من أطفال العالم من شرقه إلى غربه مشردون يتوسدون الأرصفة ويلتحفون السماء يسارعون نحو لقمة العيش من القمامات والمساعدات الإنسانية والدولية، وللأسف الإحصائيات تشير إلى ارتفاع نسب تشرد وضياع واستقلال البراءة والمساومة عليها بالمال والجشع وماهو أعظم من ذلك الوضع الأليم وابعد مما نتوقع ونتخيل بل وصل الحال للمتاجرة بأجسادهم وأعضائهم.

الوقوف مع أبنائنا في هذا اليوم العالمي يعني المساهمة في تطوير قدراته وتعلمه آلية التعامل مع الاخرين، ألا نجعله قنبلة موقوته ضد الآخر الذي لا يشاركه في العقيدة والدين، فما أجل أن تكون الطفولة هي هي بعيدة عن التجييش والضغينة والكراهية، أطفالنا هم وعاء نقي نظيف بإمكاننا أن نضع فيها العسل وبإمكاننا نضع فيه السم. العلاقة بين أطفالنا يجب أن تكون واضحة وصريحة لبناء علاقة إيجابية وحيوية ولايمكن ذلك إلا من خلال الحديث والاحتضان والسماع والنزول إلى مقدار استيعابهم وقدراتهم، فهم يحتاجون منا وبصفة مستمرة المدح والثناء، فالكلمة تحمل الكثير من البناء العاطفي والتعليمي، أطفالنا هم ثروتنا فأحسنوا اغتنام هذه الثروة.

خلاصة كلامي هي رسالة كل أب وأم ومجتمع، أقول حافظوا بكل ما أوتيتم من قوة على فلذات أكبادكم من كل ما من يحاول أن يخدش قيمها واخلاقه من البرامج التطبيقية والأجهزة الذكية لأنها دمار للعقل والقدرات، عيشوا معهم واقع جميل بالتلوين واللعب بالرمل والطين ابعدوهم عن العالم الافتراضي قدر الإمكان هذا العالم الالكتروني مدمر لطفولتهم أصنعوا معهم ذكريات جميلة تبقى عالقة في أذهانهم طول العمر.