آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

هل سأنتقل لشريحة اقتصادية أقل في 2018؟

أمين محمد الصفار *

في كل عام وقبيل نهاية شهر رمضان المبارك، تتردد - تقريبًا - نفس الأسئلة التفصيلية حول زكاة الفطرة التي يدفعها الجميع تقريبا كواجب ديني كل عام، بالرغم من عدم الشعور بالخوف من تأثيرها على ميزانية أو دخل الأسرة.

تذكرت هذا الأمر بعد محاضرة لي بعنوان «ضريبة القيمة المضافة، الدوافع والنتائج» في منتدى الثلاثاء الثقافي، حيث حاولت أن أقدم مادة تعريفية عن الموضوع الذي أصبح هامًا، مركزًا وملتزمًا فيها كما العنوان بالأسباب التي تدعو الدول - بشكل عام - لفرضها والنتائج المتوخاة منها، وأكدت على أن الكفاءة في التطبيق هي أهم تحدي يواجه إدارة الضريبة، ووضعت شريحة عرض واحدة فقط بها بعض الأرقام المعروفة عن الضريبة المزمع تطبيقها في المملكة.

من خلال الأسئلة الكثيرة التي تلت المحاضرة، استفدت من مجمل العدد الأكبر من الاسئلة، أنه بالرغم من كل الجهود الإعلامية التي بذلت للتعريف بضريبة القيمة المضافة الا انه - للاسف - حالة الضبابية حولها بين الناس مازالت قائمة، وأن الشريحة الأكبر مازالت تتساءل وتريد أن تطمئن من خلال هذا التساؤل فقط ومهما تعدد صيغ السؤال وطريقته: هل آثار ضريبة القيمة المضافة ستضعني وعائلتي في شريحة اقتصادية أدنى وأقل مما أنا عليه الآن؟

في المملكة نشاهد جميعًا بعض العادات والممارسات الاجتماعية غير رشيدة مختلفة، قد تبدأ من الإسراف في إقامة الولائم وإطلاق الرصاص الترحيبي بالضيوف - كما في بعض المناطق - مرورا بحالة الشراء للتباهي بكل شيء تقريباً - في مناطق أخرى - وليس إنتهاءً بإستهلاك المال الناتج عن الإهمال وغياب الوعي وبإدارته.

بعيدا عن ما تنقله بعض الصحف من مغالطات التي تضر أكثر مما تنفع، لا يمكن الاتكاء في تصويب أو معالجة مثل هذه العادات والممارسات على فرض الضرائب، فلا مجال للتطرق لهذا الجانب أو ربطه بالضربة، فلكل طريقة للمعالجة، وأكيد أنه ليس بهذه الطريقة من العبث، أوكما يقول الأطباء ”ليس كل محلول معقم هو مفيد، فبعضها يقضي على البكتيريا الضارة والبكتيريا النافعة معًا وفي آن واحد“.

بالعودة إلى السؤال الهام الذي يختصر العديد من الأسئلة والهواحس والتوجسات التي تشغل بال شريحة واسعة من الناس، أعتقد أن الإجابة عليه ستكون عبر تصريح صريح وواضح يمكن الركون إليه، أو الاستمرار في العيش مع كل هذه التوجسات لغاية عام 2018 م.