آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

نفحات من حياة الإمام الحسن العسكري

زاهر العبدالله *

1 - اسمه ونسبه وألقابه وكناه

الترتيب الحادي عشر

الاسم الإمام الحسن العسكري

الكنية أبو محمد تاريخ الميلاد 8 ربيع الثاني 232 هـ تاريخ الوفاة8 ربيع الأول 260 ه

مكان الميلاد المدينة المنورة

مكان الدفن سامراء، المسجد الذهبي

ألقابه: العسكري السراج، الخالص، الصامت، التقي.

الأب علي الهادي

الأولاد: محمد المهدي

انتقل الحسن العسكري مع أبيه الإمام علي الهادي إلى سامراء بعد أن استدعاه الخليفة المتوكل العباسي إليها. وعاش مع أبيه في سامراء 20 سنة حيث استلم بعدها الإمامة وله من العمر 22 سنة. وذلك بعد وفاة أبيه سنة 254 هـ.

2 - أهم أدواره في هذه الأمه

استمرت إمامته إلى سنة 260 هـ، أي ست سنوات. عايش خلالها ضعف السلطة العباسية وسيطرة الأتراك على مقاليد الحكم وهذا الأمر لم يمنع من تزايد سياسة الضغط العباسي بحقه حيث تردد إلى سجونهم عدّة مرات وخضع للرقابة المشدّدة وأخيراً محاولة البطش به بعيداً عن أعين الناس والتي باءت بالفشل. وبالرغم من كل ذلك فإن الحسن العسكري استطاع أن يجهض كل هذه المحاولات مما أكسبه احتراماً خاصاً لدى أتباع السلطة بحيث كانوا يتحولون من خلال قربهم له إلى أناس ثقات وموالين وحرصاء على سلامته.

بل استطاع أن يفرض احترامه على الجميع مثل عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير العباسي الذي ينسب إليه أنه قال بحقه: ”لو زالت الخلافة عن بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غيره لفضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه“.

أراد الحسن العسكري من خلال مواقفه الحذرة المحترسة في علاقته بالحكم أن يفوّت على الحكم العباسي مخططه القاضي بدمج أئمة أهل البيت وصهرهم في بوتقة الجهاز الحاكم وإخضاعهم للمراقبة الدائمة والإقامة الجبرية التي تهدف إلى عزلهم عن قواعدهم ومواليهم. فكان العسكري كوالده مكرهاً على مواصلة السلطة من خلال الحضور إلى بلاط الخليفة كل يوم اثنين وخميس.

وقد استغل الحسن العسكري هذه السياسة لإيهام السلطة بعدم الخروج على سياستها. ليدفع عن أصحابه الضغط والملاحقات التي كانوا يتعرضون لها من قبل الدولة العباسية. ولكن من دون أن يعطي السلطة الغطاء الشرعي الذي يكرّس شرعيتها ويبرّر سياستها، كما يظهر ذلك واضحاً من خلال موقفه من ثورة الزنج التي اندلعت نتيجة ظلم السلطة وانغماسها في حياة الترف. وبفعل الفقر الشديد في أوساط الطبقات المستضعفة، وكانت بزعامة رجل ادّعى الانتساب إلى أهل البيت، وقد أربكت هذه الثورة السلطة وكلفتها الكثير من الجهد للقضاء عليها، فكان موقف تجاه هذه الثورة موقف الرفض ولكنه أثر السكوت وعدم إدانة تصرفاتها لكيلا تعتبر الإدانة تأييداً ضمنياً للدولة.

وفعلاً انشغلت السلطة عن مراقبته بإخماد ثورة الزنج. مما سمح له أن يمارس دوره الرسالي التوجيهي والإرشادي. فكان يشجع أصحابه على إصدار الكتب والرسائل بالموضوعات الدينية الحيوية، وكان يطلّع عليها وينقحها. كما تصدى للرد على كتب المشككين وإبطالها. ويُروى أنه اتصل بالفيلسوف الكندي الذي شرع بكتابة كتاب حول متناقضات القرآن. فأقنعه بخطئه. مما جعل الكندي يحرق الكتاب ويتوب. وعمل على إمداد وتدعيم قواعده ومواليه بكل مقومات الصمود والوعي فكان يمدّهم بالمال اللازم لحل مشاكلهم، ويتتبع أخبارهم وأحوالهم النفسية والاجتماعية، ويزودهم بالتوجيهات والإرشادات الضرورية مما أدّى إلى تماسكهم والتفافهم حول نهج أهل البيت والتماسهم كافة الطرق للاتصال به رغم الرقابة الصارمة التي أحاطت به من قبل السلطة، ويُروى أن محمد بن علي السمري كان يحمل الرسائل والأسئلة والأموال في جرّة السمن بصفته بائعاً ويدخل بها على الحسن ليرجع بالأجوبة والتوجيهات وبذلك استطاع الحسن أن يكسر الطوق العباسي من حوله ويوصل أطروحة الإسلام الأصيل إلى قواعده الشعبية ويجهض محاولات السلطة ويسقط أهدافها.

3 - التمهيد الأمام الحجة والنص على ولايته:

خليل رزق/ كتاب الامام المهدي واليوم الموعود

ممّن شرّف بنبأ الولادة من أصحاب الإمام العسكري أحمد بن إسحاق، وهو من ثقات أصحاب الإمام الذي علم بالخبر عن طريقين:

الأوّل: الرسالة التي بعثها إليه الإمام والتي يبشّره فيها بنبأ ولادة الإمام المهدي . فقد روى الصدوق عن أحمد بن الحسن بن اسحاق القمي قال: «لمّا ولد الخلف الصالح ورد عن مولانا ابي محمد الحسن بن علي الى جدّي احمد بن اسحاق كتاب، فإذا فيه مكتوب بخطّ يده الذي كان ترد به التوقيعات عليه وفيه:

«ولد لنا مولود، فليكن عندك مستوراً، وعن جميع الناس مكتوماً، فإنّا لم نظهر عليه الاّ الأقرب لقرابته، والولي لولايته، أحببنا إعلامك ليسرّك الله به مثل ما سرّنا به، والسلام».

الثاني: الزيارة التي قام بها احمد بن اسحاق الى بيت الامام العسكري ، والتي يريد أنْ يسأله فيها عن الخلف من بعده، ومن يتولّى الإمامة بعد وفاته ويضطلع بشؤون الأمّة عند ذهابه إلى ربّه، فيدخل على الإمام ، فيقول له الإمام مبتدئاً: «يا أحمد بن إسحاق إنّ الله تبارك وتعالى لم يخل الارض منذ خلق آدم ولا يخليها الى ان تقوم الساعة، من حجّة على خلقه، به يدفع البلاء عن اهل الارض وبه ينزل الغيث وبه تخرج بركات الارض. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله، فمن الإمام والخليفة بعدك؟.

فينهض الإمام مسرعاً ويدخل أحد الغرف، ثم يخرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء ثلاث سنين. ثم يقول : يا أحمد بن اسحاق لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا. إنّه سمي رسول الله ﷺ وكنّيه الذي يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. يا احمد بن اسحاق، مثله في هذه الامّة مثل الخضر ومثله مثل ذي القرنين، والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة الاّ من ثبّته الله عز وجل على القول بإمامته ووفقه الله للدعاء بتعجيل فرجه.

قال احمد بن اسحاق: فقلت: يا مولاي فهل من علامة يطمئن بها قلبي.

فنطق الغلام بلسان عربي فصيح: «أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه، ولا تطلب أثراً بعد عين، يا أحمد بن إسحاق».

قال احمد بن اسحاق: فخرجت مسروراً. فلما كان الغد عدت إليه، فقلت له: يا ابن رسول الله، لقد عظم سروري بما مننت عليّ فما السنّة الجارية من الخضر وذي القرنين، قال : طول الغيبة يا أحمد.

قلت: يا ابن رسول الله، وإنّ غيبته لتطول.

قال : أي وربي حتى يرجع عن هذا الامر أكثر القائلين به، فلا يبقى إلاّ من أخذ الله عزوجل عهده بولايته وكتب في قلبه الإيمان وايده بروح منه. يا احمد بن اسحاق هذا أمر من أمر الله وسرّ من سرّ الله وغيب من غيب الله، فخذ ما أتيتك واكتمه وكن من الشاكرين، تكن معنا في علّيين».

فقد روى الشيخ الطوسي في غيبته عن جماعة من الأصحاب قالوا: اجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي فسأله عن الحجّة من بعده وفي مجلسه أربعون رجلاً فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له: يا بن رسول الله ﷺ أريد أنْ اسألك عن أمر أنت أعلم به مني فقال له: «اجلس يا عثمان» فقام مغضباً ليخرج فقال : «لا يخرجّن أحد» فلم يخرج منّا أحد إلى أنْ كان بعد ساعة فصاح بعثمان فقام على قدميه فقال : «أخبركم بما جئتم»، قالوا: نعم يا بن رسول الله قال : «جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي».

قالوا: نعم.

فإذا بغلام كأنّه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد .

فقال : «هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم، ألا وإنّكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتمّ له عمر فاقبلوا من عثمان ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم والأمر إليه».

ومثله ما رواه الشيخ الصدوق في «كمال الدين» عن جماعة منهم محمد بن عثمان العمري قالوا: عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي ولده ونحن في منزله وكنّا أربعين رجلاً فقال: «هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه، ولا تتفرقوا من بعدي في أديانكم لتهلكوا، أما إنّكم لا ترونه بعد يومكم هذا»، قالوا: فخرجنا من عنده فما مضت إلاّ أياماً قلائل حتى مضى أبو محمد .

4 - بعض مرويات الأمام موعظة للناس

1 - قال الامام الحسن العسكري :

علامة الإيمان خمس: التختم باليمين، وصلاة الإحدى وخمسين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وتعفير الجبين، وزيارة الأربعين

الوافي ج4 ص177 ح42 حديقة الشيعة ج2 ص194

2 - قال الامام الحسن العسكري :

ليس العبادة كثرة الصيام والصلاة، وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله.

مستدرك الوسائل ج11 ص183 ح12690

3 - قال الامام الحسن العسكري :

خصلتان ليس فوقهما شيء: الإيمان بالله ونفع الإخوان.

أصول الكافي ج1 ص519

4 - قال الامام الحسن العسكري :

قولوا للناس حسنا، مؤمنهم ومخالفهم، أما المؤمنون فيبسط لهم وجهه، وأما المخالفون فيكلمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان.

مستدرك الوسائل ج12 ص261 ح14061

5 - قال الامام الحسن العسكري :

حسن الصورة جمال ظاهر، وحسن العقل جمال باطن.

بحار الانوار ج1 ص95 ح27

6 - قال الامام الحسن العسكري :

من وعظ أخاه سرا فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه.

بحار الانوار ج75 ص374 ح33 تحف العقول ص489 س20

7 - قال الامام الحسن العسكري :

لشيعته: أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار.

بحار الانوار ج75 ص372 ح12 أعيان الشيعة ج2 ص41 س30

8 - قال الامام الحسن العسكري :

من تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند الله من الصديقين، ومن شيعة علي بن أبي طالب حقا.

بحار الانوار ج41 ص55 ح5 احتجاج الطبرسى ج2 ص517

9 - قال الامام الحسن العسكري :

إن الوصول إلى الله عز وجل سفر لا يدرك الا بامتطاء الليل.

بحار الانوار ج75 ص380 ح1 أعيان الشيعة ج2 ص43 س29

10 - قال الامام الحسن العسكري :

أكثروا ذكر الله وذكر الموت، وتلاوة القران، والصلاة على النبي «صلى الله عليه واله وسلم» فان الصلاة على رسول الله عشر حسنات.

بحار الانوار ج75 ص372 ضمن ح12

للإستماع للكلمة على الرابط:

https://www.youtube.com/channel/UCPib2puSMmBYKrCiCnNSqZg

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
هلال الوحيد
[ القطيف ]: 29 / 12 / 2017م - 8:00 ص
شكرا لك على هذا المختصر المفيد. المقالات كهذا في المواقع الاجتماعية يقرأها الكثير ممن لا يستطيع قراءة كتاب فيحصل على جرعة غنية بالمعرفة.
جزاك الله خيرا
2
العبدالله
[ الأحساء ]: 29 / 12 / 2017م - 4:51 م
لمن يريد المزيد والأستمع الكلمة
على الرابط الكاتب زاهر العبدالله
للأستماع
?
https://youtu.be/ndzVgksEELc
والأشتراك في القناة
https://t.me/zaher000