آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

هل من أمل جديد؟

جعفر الشايب * صحيفة اليوم

في حديثين جادين لكاتبين معروفين شاركا في ندوات عامة تابعتهما أخيرا، أعربا عن ألمهما الشديد مما آلت إليه أحوال الدول العربية، مستعرضين حالة الانحدار والتدهور والضياع والانكسار التي تمر بها دول وشعوب المنطقة أكثر من أي وقت مضى. الحديث كان مؤلما ومعبرا وواصفا الحال بدقة من مختلف النواحي والأبعاد، ومستذكرا الماضي القريب - بدايات القرن الماضي - الذي سعت فيه قيادات المنطقة الفكرية والسياسية إلى التخلص من الاستعمار بعد مقاومته ومحاولة البحث عن إجابة سؤال التطور في مقابل التخلف وسبل تحقيق ذلك.

لا نقاش في أننا فعلا نعيش أزمة تراجع على جميع الأصعدة، لكن المثير هو أن الرسالة المقدمة للأجيال الحالية التي لم تعايش فترات النهوض والتمرد على الاستعمار ومراحل التحرر قد تكون رسالة سلبية تحمل في طياتها مضامين التراجع واليأس والفشل، وقد تشكل في مجملها معوقات إضافية تكرس الهزيمة والخذلان، بدلا من أن تشحذ الهمم والعزيمة.

الأجيال الجديدة التي تبحث عن أمل وتواجه المنافسة والتحدي عالميا، وتعيش حالة المواجهة المستمرة بسبب العولمة والتداخل المباشر مع الحضارات الأخرى بسبب وسائل التقنية الحديثة، لا مفر أمامها إلا أن تتفاعل مع هذه التحديات بصورة متوازنة وفاعلة. وأجد لدى الشباب والشابات الرغبة الجامحة في تحقيق ذواتهم وأهداف مجتمعاتهم من خلال التفاعل الإيجابي مع مختلف الأطراف الفاعلة عالميا.

هذا يتطلب إعطاء جرعات من الثقة بالنفس واستعراض نماذج المجتمعات التي قفزت من الحضيض لتكون في مصاف الدول المتقدمة، وليس استرجاع آلام الماضي، لأن ذلك لا يقدم حلولا وإنما يكرس التراجع. وجدت أن هناك من يضع إشكالات معقدة تحد من مدى تفاعل الجيل الشاب.

أرى أنه يجب علينا بعث الأمل في النفوس ومواجهة التحديات القائمة بالمزيد من المثابرة والعمل والجدية والإنتاج، ومأسسة المبادرات والمشاركات الشبابية حتى تكون فاعلة وتسجل حضورها وطنيا وعالميا، وأن ندرس تجارب الأجيال السابقة ليس للتوقف عندها وإنما من أجل استلهام الدروس والعبر والتجارب للانطلاق لعوالم أرحب وآفاق أوسع.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
هلال الوحيد
[ القطيف ]: 16 / 1 / 2018م - 11:14 ص
نعم هناك أمل وهناك جزر من الضوء وسوف تكبر.

انا كتبت موضوع عنوانه نقد النقد بمعنى انه لا بد من لغة وكلمات ثقة نعلمها لأبنائنا بدلا من تهوين العزيمة والحط منها وهذا لا يجوز.

كل الأمم تمر عليها لحظات صعبة ولكنها تجتازها وتخرج أقوى ومنها أمتنا.

الف تحية لك.