آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

حتى تتضح كامل الصورة

 كنت متردد بين ان اكتب او اجلس على المدرج واستمتع بقراءة المقالات المتماطرة هنا وهناك، ولكن هو طبعي لم استطيع حتى الساعة ان أغيره كاملا لاسيما في نقاش المواضيع الاجتماعية. اعلم علم اليقين بحساسية بعض الجزئيات لهذا المقال وان المقال سيتعرض لمشرط البعض من زوايا عدة.

سجلت بعض ملاحظاتي بعد قراءة مكثفة لما كتبه السادة الكرام هنا وهناك من المنتديات والصحف والمواقع الالكترونية لتحليل بعض المشاهد الاجتماعية دون فرض رأي او فرض وصايا مقابل وصايا اخرى؛ واتقدم باعتذاري مسبقا لما قد أسطره هنا مع بعض التحفظ عن عدم التعبير بمسميات الاشياء بوضوح كامل لكيلا لا تُصنف الملاحظات او تُجيير او يُعاد استخدامها او توظف توظيف خاطئ. كما اني لا اسمح لاي كائن ان يوظف هذه المشاركة جزئيا او كليا للايحاء باني مع اي طرف ضد طرف آخر. ارجو قراءة الملاحظات بموضوعية تامه بهدف نبيل ووعي تام بعيدا عن اي خلفية مسبقة او حكم سابق.

الملاحظات:

- من الملاحظ ان قسم ليس ببسيط ممن ينادي بالتجديد للخطاب في حياة التيارات الدينية الفاعلة هم من محيط عوائل منتجة لرجال الدين او لانتماء محافظ. وذلك التداء تقاطع في مرحلة ما زمنيا مع مطالبات تيارات فكرية اخرى وكان احد اهداف المطالبة هو مواكبة لغة العصر واستيعاب المتغيرات واخد نتاج الانفتاح العالمي في الاتصالات والتواصل. اي ان احد اعمدة المنتقدين للواقع اتى من وسط شبه مشبع برجال الدين من حوله في الغالب. الا اننا نسمع انتقاد من ذلك البعض لكل رجال الدين بدون استثناء وانتقاد كامل لـ الموروث الديني والمطالبة بمراجعته وغربلته. كنت اتسأل حينذاك: هل تلكم المطالب هي نوع من حب جلد الذات او انقلاب الصورة او انقلاب معطيات المرحلة او صراعات انتقامية بسبب تنقل السلطة الروحية بين بعض العوائل او نزاع بين بعض رجال دين مقابل رجال دين اخرون او بين تيار غير ديني ب تيار ديني او هي في سياق حركة التاريخ وصراع الطبقات او ولادة متعسرة لمطالب زمكانية يقودها بعض من الناس. واتسأل مرة اخرى بالقول: لماذا الوقوف على النقد السلبي وطغيانه في الخطاب لدى البعض وعدم المضي قدما بتقديم رؤى وطرح مشاريع تجديد للخطاب والادارة الاجتماعية في الشؤون التي تم تسجيل الاخفاق فيها على جميع الاصعدة المقصودة في مواضيع النقد.

نلاحظ ان وتيرة التصعيد النقدي بين بعض التيارات لتيار الديني الكلاسيكي في الاشهر الاخيرة تتزامن مع احداث اقليمية صادفتها بعض الاحداث الاجتماعية والمحلية. بعض تلك الاحداث الاجتماعية صادمة للكثير ممن يعطون هالة مفرطة للأشخاص ويسقطون الموضوعية في تقييم السلوكيات البشرية ايا كان شكلها او نوعها.

هناك توجس من اهل الغيرة الدينية ان بعض الشباب قد ينفلت او ينفر او ينقلب على مفاهيم الدين بسبب استمرار مشاهد سوء عرض او شطحات بعض رجال المنبر الديني وتعارض مايقدمه البعض كغذاء روحي مع ابسط مبادئ العلوم الطبيعية والفيزيائية. وللاسف هذا الكلام صحيح اي ان هناك سجل لانفلات او انقلاب البعض من التدين الاجتماعي الى الالحاد الانتقامي. ولكن سقط هذا البعض من الشباب في خلط الدين بمفهوم الدين لدى ذاك المتكلم او لنقل انهم حصروا فهم الدين في رجل المتكلم كمن حصر علم الاقتصاد في كاتب لعمود اقتصادي في جريدة ما. وهذا الخلط يتم في كل العلوم لدى بعض قليلي الاطلاع او سريعي التشخيص دونما تفعيل للموضوعية. ونطالب كما طالب الاخرون من جهة بضرورة تطوير مناهج العلوم الدينية ومزاوجة الجامعة بالحوزة وحوكمة كل اصحاب المهن بمن فيهم رجال الدين وطلاب العلوم الدينية عند التقصير في الاداء او الانحراف في السلوك او لاسامح الله استغلال المنصب الاجتماعي او الديني او العلمي او المهني. كما نطالب ذاك النوع من الشباب بزيادة مساحة المطالعة والمعرفة والتقييم الموضوعي والفكري لاي غذاء يقدم لهم باسم الدين او العلمانية او الاقتصاد او الاستثمار او الراسمالية او الشيوعية. والاستفادة من تجربة الصراعات والتطاحن التي وقعت في امم اخرى في استنطاق خطابات العقل والبعد عن العنف والتشرذم. وفي ذات الوقت نطالب اهل التأثير باستدراك التصحيح اللازم داخليا لتفادي المزيد من الترهل في المؤسسات الاجتماعية الاعتبارية والمعنوية والروحية.

من حق المثقفين مساءلة بعض رجال المنبر، كل انواع المنابر، لكثرة حشو الكلام الغير دقيق علميا ممن يتكلمون من منصة المنابر؛ لاسيما ان عوام الناس تتقبل ذاك الكلام على انه دين لا تشوبه شائبة وليس رأي اذا ما قيل في دور عبادة او على انه اقتصاد ناصع وليس تحليل شخصي اذا ما قيل في غرف التجارة وهكذا دواليك. كما يجب حسن انتقاء الخطباء لـ المنابر في دور العبادة ليقدم وجبة غذاء روحي وعلمي واخلاقي دسمة تليق بتضحيات الانبياء والاولياء. والتسويق لـ دين الله وليس لـ دين رأي رجل هنا او هناك او رأي جماعة هنا او هناك.

كثرة عدد الموردين لمشاكل المجتمعات الدينية وشبه الليبرالية الاقليمية ادى الى وجود صفيح ساخن اجتماعيا في مجال او مجالين على مدار السنة وهذا ادى الى زيادة الانشقاقات داخل الصف واللون الاجتماعي الواحد وهذا زيادة وإمعان في تجزيئ المجزئ والتبعية للاخر في مجال بعض السلوكيات الليبرالية او المساجلات النقدية. فنسال الموردين لهكذا امور ان لايغرقوا مجتمعنا ببضائعهم في القيل والقال. وان يتقوى الله في ابناء مجتمعهم ويوردوا بضائع العلوم النافعة والسلوكيات الجميلة والاخبار المفيدة والبحوث العلمية الرائعة. لا بل عليهم ان يفكروا في تصدير الجميل مما يصنعه البعض من ابناء مجتمعاتنا ممن يتشرف العاقل بجميل إنتاجهم وغزير مخرجاتهم.

رصدت اكثر من مرة انه، كلما ذكرت منقبة فاعل او ناشط او اطلقت مبادرة اصلاح ذات البين، نُسجل صراعات هامشية وسعي خلف الكواليس لـ التسقيط لذاك الناشط او لتلك المبادرة وإجهاضها!!

نعم، نظرية نرجسية المجتمع المحلي سقطت وعلية يجب التعامل بان هناك صراع محاور تجاذبات قوى وحب المال والسلطة بين اقطاب اطراف عدة داخل المجتمع سواء اسر او تكتلات. ولكن هناك فرق بين صراع التنافس البناء والتنافس السلبي. ونرجوا ان يسود التنافس البناء، بان يعرض كل فريق احسن بضائعه وبرامجه وخططه لتقوية ابناء مجتمعه اقتصاديا وتعليميا وتنمويا وحقوقيا واكتساب مكانه تجعل من المجتمع رقم صعب ومحترم ومنتج ومؤثر وصانع احداث ايجابية مؤثرة في عالم التجارة والعلوم والثقافة والترجمة ولتأليف والصحافة وكل ماهو متاح عمليا.

ينادي بعض المقربون ومن داخل بعض الاسر الدينية باسقاط هالة القداسة عن رجل الدين ليسهل انتقادهم ومحاسبتهم وحتى المطالبة بعزلهم وفي ذات الوقت هم يعفون انفسهم عن اداء هذا العمل لا بل في بعض الجزئيات الحياتية للبعض منهم يتكسبون من هالة اقاربهم المتوشحين بلباس الدين. لسان حال البعض منهم «قاتل انت وربك انا هاهنا قاعدون» في حق المطالبة بالتجديد. اتسأل من هم ابناء البطة السوداء او يريدون ان يكونوا هكذا.

يتوارد للذهن عند الإطلاع على بعض التسجيلات المنشورة على مواقع النت واليوتيوب ان هناك معلومات مشينة يحتبسها البعض من داخل الاسر ذاتها عن اشخاص مرمزين بثياب الدين او الوجاهة الاجتماعية ولا نعلم هل هي تناقضات اسرية او مناكفات بين بيوت نفس الاسر او تراشق كلام وتطلع على السطح بين الفينة والاخرى.

- لاحظت ان من ينزل للميدان من عوام الناس بهدف طرح تصالحي او حفظ اللحمة الاجتماعية ولملمت الجراح والتغلب على الانزفة هم ليس لهم في محيطهم الاسري من ارتدى / يرتدي عباءة رجال الدين او اُقعد اي مقعد في السلطة الدينية ويلمز له / لهم بان اطروحاتهم اكل عليها الدهر او اكتسحها الزمن. فهل هناك بديل عن الاصلاح والتشاور والتنقيح والمعالجات سوى الاصطدام وقد يكون الدم او القطيعة او الانشقاق او الانفلات احد تلكم الفواتير البديلة وهناك حالات

مسجلة تاريخيا!!

- نسمع كما يسمع الاخرون عن وقوع بعض من ينتحل لباس رجال الدين بانه سقط في براثن الفاحشة او الشهونة او حب المال او تكديسه او سوء ادارته او تذبذب المواقف او خذلان البعض وقت العصرة او سوء ادارة المكاسب الجماعية او حب السيطرة الخانقة للابداع او مايعرف ب one an show وهذا واقع في كل الملل والنحل والمذاهب والديانات حتى التي لاتنتسب لدين سماوي.

اشعر بالشفقة لمن يملكون نصف الصورة وليس كامل الصورة ويوظفون بدون ادراك منهم او باستغلال حب البروز فيهم في داخل صراعات لم ولن يكسبون منها سوى دخان الحرائق. لان في صراع الاسر او اصحاب النفوذ الاجتماعي يبقى في النهاية المنتصر اسر قديمة او جديدة وليس فرد.

هناك اسر من مختلف الطبقات سطرت تضحيات وهناك اسر قطفت ثمار تلكم التضحيات وعلى المجتمع ان ينصف الجميع ويختار مايخدم اهدافه على المدى القصير والبعيد ويفعل ملفات الاستحقاق في صنع الصوت الجمعي والاداري للمجتمع.

هناك من يعتقد بانه كشف كامل افكار نهاية التاريخ ووصل للحق المطلق بمجرد عقد مراجعة لفكرة او فكرتين لديه، والواقع ان كل مايدور حولنا هو ان التاريخ يعيد نفسه بمسميات مستحدثة فالرأفة بالنفس رحمة والتطلع في الواقع اكبر.

نعم نحن والجميع مع التغيير للافضل فالمجتمع يستحق المكاشفة في موارده ومصروفاته المالية وحفظ كرامته ولكن.............

صفق البعض كثيرا لـ القوميين والثوريين والعروبيين وغيرهم.. ومازال البعض يصفق للمجهول.. كل ذاك باسم نريد التغيير دونما وجود خارطة ولا قائد لذاك التغيير المجهول المعالم!! ولذا الوعي هو الاساس كما اراه. نعم نحتاج لـ ممارسة النقد البناء والتحليل ومناقشة الامور ذات الاهتمام الاجتماعي المشترك والحوار الهادف بعين البصيرة وانتقاد الموروث ومساءلة الرموز الاحياء لخلق فرص نجاح اكبر ويكون ذلك ب حكمة وحنكة وروية.

what is in it for us اي ماذا لنا في هذا الخضم هو سؤال المجتمع الجوهري؛ الجميع يعيش صراع الوجود بكل معانية ومع تعقد المشهد الاقتصادي في المعمورة من الذكاء هو كسب نقاط لكافة ابناء المجتمع وليس المزيد من الاستنزاف والغرق في المشاكل الداخلية التي تاكل من جهود واوقات وطاقات ابناء المجتمع.

شخصيا احتفظ باستقلال رأيي واعزف بنفسي عن اي تقاذف او تلامز داخلي - داخلي لان التنابز لا يبني مجتمع ولا يسرع في الاصلاح المنشود. نعم انتقد اي ظاهرة او سلوك سئ يصدر من اي شخصية اتخذت مقعد شخصية عامة وتتكلم باسم الدين او المجتمع او تريد ان تمثل مجتمعي ولكن احتبس نفسي في الانخراط في اي تجاذبات قد تهدم او تناوش جهة على حساب جهة اخرى او تُستخدم الفاظ وتوصيفات مبتذلة. وانادي كل اطراف القوى الاجتماعية بما فيها النخب الاكاديمية والعلمية والثقافية للجلوس حول الطاولة المستديرة لتدارك الامور وتشخيص الواقع وايجاد طرق وحلول للخروج من ضيق الحوار والتناوش الى سعة افق التحاور والقبول والمشاركة وادراج الاولويات وصنع الوعي ولحلحة ملفات ومشاركة اكبر في ادارة المشهد الاجتماعي.

كنت اود ان تتكاشف جميع الاطراف بصورة اوضح لتشخيص الواقع والتعرف على حقيقة ما يدور هذه الايام في داخل البيت الاجتماعي الواحد وهل هو صراع من اجل الاستحواذ مع تغيير اللاعبين ام مناكفة بين اسر وداخل اسر ام صراع من اجل تصحيح مسار فهم الدين او سعي حثيث لتجديد الخطاب العام ام ان هناك امور لم تتضح بعد والزمن كفيل بكشف مايدور في اجندات الاطراف ذات الصلة. قد يكون من الحكمة في بعض الاوقات: الاستقلال في المواقف حتى تتضح كامل الصورة.

مواقف:

- كنت اعتصر الما وانا اكتب المقاله هذه لاني وددت ان يكون مستوى الوعي بين بعض ابناء مجتمعي اكبر من ان يقع ايا منهم في اخطاء مجتمعات اخرى ويستفيدون من العبر التي مرت على امم ومجتمعات اخرى.

- في الوقت التي تعالج المجتمعات الناضجة والمؤثرة في الدول الصناعية لايجاد مخارج وحلول لأسواق العمل والتنافس العلمي هنالك، نرصد مشاكسات وتسقيطات وفائض في خلق المشاكسات في مجتمعات فقيرة او دخولها المالية في تدني متسارع.

- طرحنا هذه الورقة بدافع الحب والاهتمام والسعي النبيل ونسأل الله العلي القدير ان يلقى محتوى عذه المقاله صدى ايجابي بين المؤثرين في الوسط الاجتماعي بجميع اطيافهم.