آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 7:29 م

الموظف وجنون العظمة

أحمد منصور الخرمدي *

يتواجد على هذه البسيطة من البشر من هو مرتديآ لباس الوهم بتصرفات لاعقلانية وبأنماط أرتجالية لا تخلوا عادة من التعنت والمكابرة وكذلك الخيلاء والغرور واللهف في خلق التعقيدات والنكد والهالات الشديدة والغير منسجمة تمامآ مع الروح البشرية السوية السمحة.

فلا يخلو أي مجتمع من تلك المنغصات والتصرفات وأمثال هؤلاء الأشخاص قلة قليلة، فمن يمارس تلك الهفوات المريضة، نؤكد والحمد لله هم من صغار الموظفين ومن بعض المدراء والرؤساء «وإن كبرت مناصبهم فهم صغار» الذين للأسف الشديد ما يجدون لنفسهم قيمة للفت أنتباه الأخرين «كما هم يضنون ويعتقدون» ألا بممارسة أبشع الصور من الدكتاتورية الزائفة بالتحكم الوهمي البغيض والذي طالما فسره العلماء بأكثر من معنى وخصائص ومن تلك المصطلحات العلمية والطبية والنفسية نذكر منها ما يسمى بالميفالومانيا والتي تعني وسواس العظمة، البارانويا وهي قريبة لأحد الأمراض العقلية الخطيرة والشيزوفرنيا وهي المنتشرة في وسط تلك الفئات المعنية من الناس وأختصارها «جنون العظمة» وهي الرديفة لمعاني متعددة منها على سبيل المثال وليس الحصر، مرض التعالي والغرور والتكابر على الناس وهو الأقرب بمرض يصنف بجنون الأرتياب وهو الأخطر في السلوك على من يقوم بهذا العمل والأداء وضرره يعود على الشخص نفسه وعلى الأنفس البشرية المحيطة به سواء من الأسرة والأصدقاء بما في ذلك المجتمع بوجه عام.

وليس من الصعوبة بمكان معرفة هؤلاء البشر، فمن السهل تمييزهم من خلال عدة عوامل وصفات منها سرعة الأنفعال بشكل تعسفي ومقزز وملاحظة حالة من الأنفصام التي طالما تظهر على الشخص منهم والعياذ بالله، على الرغم من وجود دلائل قد يدركها الأغلبية منهم، أن ما يقومون به هو تصرف خاطئ ومؤلم للأخرين ولكن لا يكترثون ولا يبالون بما يعانيه الآخر ومن دون مراقبة الله والضمير ضاربين بعرض الحائط ما عليهم من واجب وأن من أهم مهامهم وعملهم قضاء حوائج الناس.

أننا وأزاء هذا الوضع ولكي لا يتزايد ويتسع عدده لا سمح الله، راينا من واجبنا الأنساني والوطني مناشدة الجميع المشاركة المجتمعية والتعاون الهادف والبناء للحد من ذلك، كما ونهيب بالجميع بعدم السكوت عن هؤلاء ضعفاء النفوس التي تعكس صورة سيئة وسمعة مشوشة للأدارة الذين يعملون بها والبلد بوجه عام ولكي نعالج هؤلاء ونخرجهم من محنتهم وتقليل الضرر هو تقديم النصح والأرشاد لهم حتى تكون مشاركتهم في الحياة المجتمعية بشكل أفضل، كما نطالب الجهات المختصة بوضع الحلول المناسبة والمعنية وأهمها أعطاء دورات تأهيلية للموظفين المعنيين في العلاقات العامة والأدارة وطريقة التعامل مع المراجعين وتحسين الاداء العملي وفن التعامل على أن تكون تلك الدورات بمراكز ومعاهد متخصصة، بشكل دوري يدرس فيها ما أستجد من أنظمة وتوجيهات ضمن الاستراتيجية الوطنية «المباركة» لحماية النزاهة ومكافحة الفساد «صوت المواطن» الصادر بقرار مجلس الوزراء الموقر رقم «43» وتاريخ 1428/2/1 ورؤية المملكة 2030/2020 «الواعدة» بأرتقاء الخدمات للمستفيدين وصولآ إلى مستقبل زاهر وتنمية مستدامة ونحو وطن أمن بأذن الله وبتوجيه المواطن والمقيم نحو التحلي بالسلوك واحترام النصوص الشرعية والنظامية وتحقيق العدالة بين أفراد المجتمع.

كما نتمنى من المجتمع الكريم عدم التهاون ورفع الشكاوي للمسؤولين لمن يتجاوز تعامله وتصرفه الحدود المشروعة وبالأساليب المهينة للأنفس البشرية والتي لا ترضي الله ورسوله، وحتى يرتدع وينال عقابه الصارم والحاسم وكما يقال «من أمن العقاب ساء الأدب».