آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

شعر خائن!

ليلى الزاهر *

استعارت جهاز صديقتها لتهاتف زوجها وما أن أتمّت الضغط على آخر رقم حتى ظهر اسم زوجها شاخصا على شاشة هاتف صديقتها لم تعرف بتقنية إظهار الاسم بمجرد إدخال الرقم.

لقد وضعت جميع علامات براءة صديقتها في قائمة طويلة جدا لأنها تحبها كثيرا، وهي حبيبة القلب والعقل معا.

لكن يظل السؤال العابر لجميع القارات لماذا تخون المرأة صديقتها؟

لماذا تتصدر الخيانة الزوجية المشاكل الاجتماعية والأسرية؟ ويظهر ذلك جليًّا عندما تحرك مؤشر البحث باحثا عن أية علاقة؛ لتفاجأ بتلك العناوين الفاقدة للذوق الإسلامي: «زوجي تزوج صديقتي، صديقتي خطفت زوجي، زوجي يتحرش بالعاملة»

نقرأ من خلال تلك العناوين الفاضحة تجارب قاسية، وعلاقات محرمة يجمعها شيء من الحرام في ظل غياب الضمير.

إنه السلوك الشاذ الجامع بين زيف المشاعر والتحايل الغير منطقي والذي ينمو بعيدا عن مراقبة الله تعالى في الخفاء. هو ذاته الذي يرجّح الخيانة على الاستقامة.

إن بعض العلاقات الزوجية تعلوها ضبابية الفتور فيلجأ الزوج أو الزوجة لعلاقة جديدة يطلب كل منهما فيها الحديث وتمضية بعض الوقت مع أطراف أخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة فيزهو من خلالها الحرام في ضوء تفسيرات كاذبة يقدمها أصحابها، أو مبررات مصطنعة تُجمّل الخطأ.

وكأنهم يحاولون إقناع أنفسهم بأن الأمر طبيعي وخاصة في ظل هذا الانفتاح الضخم ويجبرون الآخرين على التصفيق لهم، بينما تظل هذه العلاقات في الخفاء وتخشى النور وسرعان ماتتهالك.

إن الشعر الخائن تُكتب كلماته باردة لاطعم لها، حروفه متهالكة، لاتكاد قافيته تقف حتى تسقط وتتوارى خجلا في التراب كذلك هي تلك العلاقات البائسة.

قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ.

وحتى لاتتسرب الخيانة الزوجية إلى مجتمعاتنا المسلمة لابد أن تحمل منازلنا ملامح منزل محمد وخديجة أو منزل علي وفاطمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأن ننتهج السلوك السوي في تعاملنا كأزواج فلا تقبل الزوجة على نفسها ماترفضه من سلوك تعده مخزيا من زوجها والعكس صحيح.

ما أجمل تقدير الأزواج بعضهم لبعض وذكر محاسن كل منهم للآخر لتبدو الحياة صافية لايعكرها فتور أو ملل وإنما يظل الحب فقط الجامع بينهما في ظل علاقة باركها الله تعالى فصارت أحسن سكن.

حب الزوجة الصادق لزوجها حصانة قوية تسجل من خلاله بطولة ذات رقم قياسي لم يصل إليه أحد. ناهيك عن حبه الأسمى لها لتعيش أميرة كونية من أساطير ألف ليلة وليلة.