آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

نبيه البراهيم.. رجل الموقف

جعفر الشايب * صحيفة اليوم

جاء تعيين المهندس نبيه البراهيم في عضوية مجلس الشورى تأكيدًا على دوره الوطني وجهوده التنموية ومواقفه الواضحة من مختلف القضايا والأحداث، حيث دفع ثمنًا باهظًا لكل ذلك عن قناعة ووعي والتزام.

بداية معرفتنا وصداقتنا الممتدة لعقود كانت في الأمسيات الثقافية التي كنا نلتقي فيها سويا مع وجوه ثقافية متعددة من مختلف مناطق المملكة والخليج. وبعد فوزنا سويا في أول انتخابات للمجالس البلدية بالمحافظة، توثقت علاقتنا كثيرًا حيث لزم التنسيق في الفعاليات والأنشطة ودراسة احتياجات المحافظة التنموية، وبسبب خبرته الطويلة في إدارة المشاريع بشركة أرامكو السعودية، ولأنه يدير ويملك مكتب استشارات هندسية بالمحافظة فقد كان ملمًا بالكثير من التفاصيل حول المخططات والدراسات الهندسية.

هذا التواصل قادنا إلى التعاون المشترك في زيارات ميدانية متواصلة لمختلف بلدات ومدن المحافظة قبل تشكيل المجلس البلدي وتعيين بقية أعضائه؛ لجمع المعلومات ولقاء المواطنين وتشكيل قاعدة بيانات حول احتياجات كل بلدة لتكون جاهزة عند بداية أعمال المجلس البلدي. كان موظفو مكتبه من مهندسين وكتبة يعملون تحت إشرافه على إعادة ترتيب المعلومات التي يتم جمعها، وصياغتها على شكل مشاريع عبر عروض مرئية موثقة.

ظل مثابرًا ونشيطًا وفاعلًا طوال فترة عمل المجلس التي امتدت ست سنوات، وتسلم منصب نيابة الرئاسة في الفترة الثانية للمجلس، حيث أبلى خلال تلك الفترة بلاء حسنًا يشهد بذلك جميع الأعضاء. فقد قدم العديد من المشاريع والمقترحات التنموية للمحافظة تم تنفيذ جزء يسير منها، وبقي الكثير منها تتقاذفه أمواج البيروقراطية العاتية. لا يفوتني أن أشير إلى كثرة وأهمية اللقاءات التي تم إجراؤها مع العديد من المسئولين في مختلف وزارات الدولة لغرض دفع بعض المشاريع واعتمادها ومعالجة قضايا متعثرة في وزارة المالية، والزراعة والمياه، والنقل، والشئون البلدية والقروية، والإسكان وغيرها. كانت تنتهي معظم هذه الزيارات الجادة بنتائج إيجابية نتيجة ما يتم تقديمه من مقترحات بناءة وحلول مناسبة.

طوال الأحداث المؤلمة والمقلقة التي جرت في المحافظة، وعلى مدى أكثر من ست سنوات، كان للمهندس نبيه البراهيم مواقف علنية ثابتة وواضحة، لم يتردد في الإعلان عنها على الرغم من مختلف المواجهات والمعارضة التي واجهته. فقد جرت محاولات لإشعال الحرائق في منزله بالعوامية، والاعتداء المسلح على منزله ومكتبه، وأخيرا محاولة اختطافه وهو في سيارته وإطلاق النار عليه. انتقل لفترة من الزمن للعمل في أحد مشاريع الشركة في جدة هروبًا من هذا الواقع المرير، وشاءت إرادة الله أن يخرج سالمًا من كل هذه التحديات التي واجهها، مؤمنًا بقضائه وثابتًا على مواقفه.

يحمل في داخله حبًا عارمًا لمجتمعه ووطنه، ولا يتردد في تقديم أي دعم أو مساعدة لأي عمل أو نشاط خيري، أو يشارك في أي مبادرة يرتجى من ورائها الخير. من المؤكد أن عضويته في مجلس الشورى ومشاركته فيه مكسب كبير للجميع لما يملكه من خبرات وتجارب، ولما قدمه من أعمال كبيرة للمجتمع. نسأل الله له العافية وأن يواصل مساهماته الاجتماعية والوطنية وعطاءاته الجمة في مختلف المجالات.