آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

الصورة الذهنية للمملكة في 10 أيام

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

لا بد من إنشاء هيئة علاقات عامة وطنية تعمل على تعزيز الصورة الذهنية للسعودية، وصناعة هوية متكاملة للدولة، ترتبط بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي

هذه أسماء الصحف التي تناقلت الخبر الإيجابي عن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأميركية ولقائه الرئيس الأميركي، وما تخللها من توقيع اتفاقيات وزيارات لمؤسسات علمية وتكنولوجية: بزنس انسايدر، الإندبندنت، بي بي سي، يو اس توداي، ديلي إكسبرس، ماشابل، إي بي سي، فورتشن. فايننشال تايم... وقائمة طويلة لا تنتهي من التداول الإعلامي الإيجابي، لم تنته القصة هنا، بل اشتعلت شاشات التلفزة المحلية والعالمية للقاء التلفزيوني مع شبكة «سي بي إس» الأميركية في برنامج «ستون دقيقة» «60 Minutes» مع الصحافية «نورا أودونيل» التي كانت قد قضت أسبوعا في المملكة، والأمر اللافت هنا هو في توقيت خروج الأمير في البرنامج، حيث بثت الحلقة قبل وصوله أميركا بيوم واحد فقط، وهذا يدل على أن الرجل يتحكم ببراعة في التسويق ورسم الصورة الذهنية عن المملكة الجديدة في أذهان العالم.

السؤال: ما الصورة الذهنية للمملكة في الأيام العشرة الماضية؟ هل هناك تغير في الصورة النمطية؟ كيف ينظر لنا الشيخ جوجل؟ ستجدون الفرق.

في كل العالم يتزايد الاهتمام بموضوع الصورة الذهنية وأهميتها في العلاقات الدولية ونجاح السياسة الخارجية للدولة، نظرا للقيمة الفعالة التي تؤديها في تشكيل الآراء وتكوين الانطباعات الذاتية، وخلق السلوك الإيجابي للدول الأخرى تجاه الدولة، وأصبح تشكل هذه الصورة هدفا أساسيا تسعى إليه معظم الأمم المتحضرة، إذ أصبحت الدول المتقدمة تولي أهمية عالية لدراسة وقياس صورتها الذهنية المتكونة في أذهان الدول الأخرى، بما يتناسب مع خلق بيئة ملائمة لتقبلها سعيا لتعزيز إمكاناتها وتسهيل الظروف المساعدة على تحقيق أهدافها.

إن العمل في هذا المجال يسهم بشكل فاعل في دعم جهود الدولة على الخروج من الصورة النمطية إلى الصورة الإيجابية، والمسؤول عن ذلك هي هيئات ومكاتب العلاقات العامة، ولذلك أطالب هنا بإنشاء هيئة علاقات عامة وطنية تعمل على تعزيز الصورة الذهنية للمملكة وصناعة هوية متكاملة للدولة يكون ارتباطها بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ويتولاها مجموعة من الخبراء والأكاديميين والممارسين في مجال العلاقات العامة، وتكون مهامها واختصاصها على النحو الآتي:

- 1 العمل على رسم صورة ذهنية جيدة للمملكة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، من خلال رسم خطة للعلاقات العامة وتنفيذها مع جميع أجهزة الدولة ذات العلاقة.

- 2 تحديد رسائل اتصالية بشكل دوري في جميع المجالات، وتمريرها لكل وسائل الإعلام المحلية لخلق صورة ذهنية إيجابية عن الوطن.

- 3 صناعة محتويات إعلامية إيجابية عن المملكة ذات هويات متنوعة وتدويرها لمكتبات العالم التلفزيونية والرقمية.

- 4 إنشاء مجلس محلي للمراسلين الأجانب وتزويدهم بكل احتياجاتهم.

- 5 تقييم الرسائل الاتصالية لكبار موظفي الدولة التي تتم في الحوارات التلفزيونية والمؤتمرات والتصريحات الصحفية.

- 6 إقامة الفعاليات الداخلية والخارجية التي تعمل كمنصات اتصال لتمرير الرسائل الوطنية.

- 7 التحليل والرصد المستمر للمحتوى الإعلامي في الصحافة الأجنبية ووسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي الرد يكون احترافيا من قبل مسؤولين وخبراء من العلاقات العامة.

- 8 الإشراف على المؤتمرات الصحفية الحكومية، والتأكد أنها تحمل رسائل إيجابية للمواطن والعالم.

- 9 مواجهة الحملات في وسائل التواصل التي تهدد السلم الاجتماعي.

- 10 عمل دراسات مسحية عن سلوك الجمهور المحلي وتوفيرها للمستثمرين الأجانب.