آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

التوأمان: الذات والآخر

محمد الحرز * صحيفة اليوم

1 - الذات:

«ذات» هو اسم رواية من أجمل روايات الرائع صنع الله إبراهيم، وهو في نفس الوقت اسم البطلة، التي عبر من خلالها عن المجتمع المصري، وكيف أن هذا المجتمع ينوء بأثقاله الاقتصادية، مبرهنا على ذلك بأحداث واقعية ترويها الصحف الحكومية والمعارضة معا، منها مثلا:

«انهار زواج تاجر السلاح عدنان خاشقجي من الانجليزية «ساندرا»

«محكمة القيم تقدر ثروة عصمت السادات التي كونها في 12 سنة من عمله سائقا بمبلغ «125 مليونا» و«640 الفا» من الجنيهات».

سأريحك من رياح الخماسين، أي من «تعريفات» «الذات» فقد تكاثرت تكاثر «الظباء على خراش، فلا يدري خراش ما يصيد» وسأصوغ منها تعريفا أراه رشيقا، خفيف الدم.

«الذات مصطلح نفسي، يعبر عن المحتوى الداخلي للفرد: من مشاعر، واتجاهات، وعقائد.. يكونها المرء لنفسه، وعن نفسه، حسب قدراته الذهنية والجسدية، «والوراثية» وحسب تفاعله الاجتماعي، وذلك لأن المحرك الاساس في التاريخ هو صراع الذوات الانسانية فيما بينها.. لذا فهي متطورة فنحن بالامس غيرنا اليوم، واليوم غيرنا غدا.. وهذا ما يحكمه قانون التطور، وذلك لا يعني أننا بلا يقين، بل ان اليقين عندنا يعلو على نفسه صقلا واضاءة، وليس هو يقين ابن الرومي:

غير ان اليقين اضحى مريضا

مرضا باطنا شديد الخفاء.

اظنك ستتذكر قصة «حي بن يقظان» الذي نشأ مفكرا عارفا، بدون تفاعل اجتماعي، وسأقول لك «ان القصة، لولا رمزها الصوفي، لكانت اشد الخرافات بعثا على السخرية والضحك الابيض، والاصفر، والاخضر»

ما تقدم كله مقدمة، ولك ان تعتبره سفسطة، او هرطقة، اما الدافع الاساس لهذا المقال فهو غير هذا.