آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

”وارديات“ ثلاث مدافع رمضانية.. كانت تدوي في القطيف حتى الثمانينات

مدفع قلعة تاروت الأثري منذ عهد الأتراك - متحف الدمام الإقليمي
جهات الإخبارية مريم آل عبدالعال - القطيف

منذ القدم وصوت المدفع في شهر رمضان هو أكبر مبلغ لتوصيل رسالة صوتية معلنة عن غروب الشمس والإستعداد لرفع أذان المغرب موعداً للإفطار حيث غياب مكبرات الصوت التي تعلو بأصوات الأذان وتوصله من المساجد إلى البيوت آن ذاك.

وحيث لم يتوقف الاستمرار في اتباع هذه العادة حتى عهد قريب في منطقتنا إذ كان صوته لايزال مدوياً حتى الثمانينات تقريباً، هذا على الرغم من أنه ليس قديماً كقدم ”المسحراتي“.

ثلاث مدافع في مدن القطيف

ذكر الباحث ومؤرخ التراث عبدالرسول الغريافي أن المدفع كان يوصل الصوت بقذيفة هوائية إلى كل منزل من منازل أحياء وقرى القطيف مؤكداً أن جميع مدن القطيف الثلاث؛ سيهات والقطيف وصفوى، كانت مزودة كأي منطقة ومدينة من مدن المملكة بمدفع خاص للإعلان عن موعد الإفطار.

عبدالرسول الغريافيفيما كانت فكرة ”المسحراتي“ موجودة قبل المفع مهما قدمت فكرته، مرجعاً ذلك إلى أن الناس كانت تنام في حين كان المسحر رجل متخصص للتذكير بوقت السحور، وفي الماضي كان له دور كبير فهو يمر على جميع ببيوت أهل الديرة ويوقظهم من نومهم ولو لم يمر لباتوا دون سحور.

يحكي الغريافي أن الناس كانوا يقولون عند سماع صوته: ”فار الطوب“ أو ”رموا الوارده“ وهي تعبيرا عن إطلاق قذيفة صوتية من البارود تزن كيلوا ونصف ومعناها ”أطلقت القذيفة“.

وأما الأطفال فإنهم يتجهون إلى منازلهم فرحين زرافات زرافات فور سماعهم لصوت الواردة وهم يصفقون ويغنون مرددين: ”فار الطوب.. اسمع يادبدوب“.

مدفع قلعة تاروت الأثري

ولفت إلى أن المدفع بشكله التقليدي لازال حتى عهد قريب من أيامنا هذه صامداً أمام مركز شرطة القطيف الجنوبي الشرقي وآخر عند بوابة شرطة سيهات.

وأشار إلى وجود مدفع أثري قديم جداً وجد فوق سطح قلعة حمام تاروت يرجع تاريخه لمئات السنين وهو الآن في المتحف الإقليمي بالدمام.

وأضاف أنه كان يستخدم للحرب في عهد الأتراك لصد الحملات البرتغالية أو الإنجليزية منذ قرابة القرن على أقل تقدير مرجحاً أنه قد يكون استخدم لمواعيد الإفطار والسحور في شهر رمضان أيضاً.

21 واردية

ينقل الغريافي أن المدفع يطلق عدة طلقات «وارديات» في أول ليلة من ليالي رمضان معلنة عن ثبوت رؤية هلال شهر رمضان المبارك. إضافة لطلقات خاصة بالسحور وأذان الفجر في الماضي، وعدة طلقات أخرى تطلق في ليلة العيد معلنة عن رؤية هلال العيد في أول شوال وتصل في مجموعها إلى 21 طلقة تقريبا.

وأبان أن هذه العادة كانت تعود إلى فترات زمنية قديمة إذ كانت تمارس منذ مئات السنين كما ذكرها المؤرخون، وأن مصدر تأسيسها كان محضا للصدفة وأن بداية استخدامها كان في القاهرة وبالتحديد في عام 865 هجرية.

تاريخ استخدام المدفع للتذكير

وأرجع الغريافي بدايتها بحسب ما ينقل في الوثائق التاريخية، إلى أن السلطان المملوكي خشقدم كان يجرب مدفعا جديدا قد وصل إليه وقد صادف أن تزامنت لحظة اطلاق القذيفة بوقت أذان المغرب تماما فظن الناس أن السلطان قد أراد بهذه الفكرة للإعلان عن وقت الإفطار فجاء الناس ليشكرونه فقرر السلطان على المضي في استمرار هذه العادة.

وأوضح أن السلطان بعد ذلك استخدمها للسحور والعيد أيضا ثم انتشرت الفكرة بعد ذلك في الشام وفلسطين والعراق والخليج إلى أن تم تداولها في جميع الأوطان الاسلامية.

ونوه إلى أنه يقال أنها بدأت في عهد الخديوي اسماعيل حين كانوا يقومون بالتنظيف فانطلقت قذيفة دوت في سماء القاهرة وكان ذلك وقت اذان المغرب، فيما يرجح البعض إلى أن أول ما استخدم المدفع لهذا الغرض كان في عهد محمد علي الكبير في عام 859 هجريه.

وأشار إلى أن في مدينة جدة كان هناك مدفع قديم جدا في منطقة القشله وضعه العثمانيون من مئات السنين لنفس الغرض ثم أضيف مدفع آخر بعد إزالة اسوارها.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
رحمه
[ القطيف ]: 22 / 5 / 2018م - 11:19 م
والله شتقنا الي ايام زمان حتى كان قبل مايجي رمضان كان فيه ريحة رمضان واني كل ماشتقتا الي ايام زمان اروح اسمع في الايوتيوب سوداني يقارن أيام زمان في الحاضر مره رووعه ?????
2
غالب عبد الرحمن
[ القطيف ]: 24 / 5 / 2018م - 3:06 ص
ايه والله راحة ايام زمان كنت اذكر حتى ليلة العيد نسمع صوت المدفع وكانت فرحه تغمر القلوب وكل النيات كانت طيبه وحلوه خساره راحة