«المقرازي».. طبق تُركي أشتهر في قلعة القطيف وأندثر
يتحلى شهر رمضان بالأطباق الشعبية الموروثة التي يميل لها أهالي المنطقة وتصبح من الأطباق الرئيسية والمميزة على مائدتهم طوال الشهر الكريم مثل الهريس واللقيمات وغيرها، إلا أن بعض الأطباق التراثية شارفت على الإندثار ويكاد لايعرفها الجيل الجديد ومنها طبق «المقرازي».
يُعد طبق «المقرازي» من الأطباق الشعبية الحلوة التي اندثرت تقريبا في محافظة القطيف، بعد إن كان يُعد كطبق جانبي للتحلية في شهر رمضان قديما وفي بعض مناسبات الفرح كالعيد وحفلات الزفاف.
ذكرت الحاجة أم عدنان لـ «جهينة الإخبارية», أن «المقرازي» طبق تراثي أشتهر سابقا في منطقة القلعة بالقطيف حيث كان مقتصرا على الأغنياء بسبب غلاء مكوناته آنذاك، لافتة إلى أنه من الأطباق التركية الأصل التي دخلت على المنطقة أثناء حكم العثمانيين للساحل الشرقي.
وبينت أنه طبق شبيه بـ «الحلوى» أو «الساقو» ببعض مكوناتهما، إلا إنه يختلف عنهما بكميتا السكر والنشا الكبيرتان ويكتسب لونه المحمر نتيجة تحميص كمية السكر به وليس عبر إضافة لون، مشيرة إلى أن تحضير «المقرازي» يستغرق مايقارب 5 ساعات.
ولفتت أم علي الغمغام إلى أنه من الممكن إضافة ماء الورد أثناء طهي «المقرازي» وكذلك الهيل لإضافة نكهة مميزة له.
وترى إنه أوشك على الإندثار تماما نتيجة للوقت الطويل الذي يستغرقه أثناء الطهي، وقالت: ”للأسف الفتيات في الوقت الراهن يتنافسن على ديكورات المطبخ وألوان أدوات الطهي إلا إنهن لايقمن بالطهي ولايتعلمنه إلا نادرا، وعدم رغبتهن بتعلم الطبخ أدى إلى إندثار بعض الأطباق التراثية مثل المقرازي والماقوطة وغيرها“.
وأضافت: ”أعتقد لو كانت هناك محضرة طعام كهربائية للمقرازي لربما قامت الفتيات بتعلمه وطهيه، فأغلب فتيات هذا الجيل يرغبن بطبخ السهل والجاهز، وكذلك الحال بالنسبة للمطاعم والمقاهي التي تعتمد الأطباق الشعبية في قائمة طعامها“.
وعللّت الحاجة أم بشير إندثار «المقرازي» بتوجه الناس إلى التقليل من الدهون والسكريات خوفا من الأمراض مثل السكري، حيث إن «المقرازي» يحتوي على كمية كبيرة من النشا وصفار البيض وكذلك كمية السكر أكثر من التي في «الساقو».
وتوافقها الرأي الحاجة أم عدنان، التي أفادت بأن «الساقو» يحتوي على كميات سكر أقل من «المقرازي»، وبالتالي يعطي قواما خفيف ومُحبب في الكل أكثر، علاوة على ذلك فإن الطعم متشابها.
