آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

نهائي مدريد قد يقتل تغريد

جلال عبد الناصر *

بينما كانت تغريد تلف السمبوسة وتبلل الثريد دخل عليها زوجها سعيد قائلا «هلا مدريد».

فاحمر وجه الزوجة وصاحت قائلة: هل من نهائي قريب؟... وتلون وجه سعيد واستدار وعلى عينيه ملامح الوعيد قائلا: ويحك إن خسر مدريد فو الله لأحول رمضانك إلى ويل شديد ولن تري شمسا للعيد...

فصكت على وجهها ورمت السمبوسة وسكبت بالثريد صارخة: اللهم انصر ريال مدريد واكفني شر زوجي سعيد.

اللهم انصر زيدان واستر علي بين الجيران.

اللهم وفق رونالدو وكريم ولا تفضحني بين الحريم.

مع اقتراب نهائي دوري أبطال اوروبا والذي سوف يكون ريال مدريد أحد أطرافه حتما سوف ترتفع وتيرة التوتر بين أنصار الملكي من جهة ومن جهة أخرى ستقف كل جماهير كرة القدم في كل أنحاء المعمورة بوجه ريال مدريد، أي أن زيدان ورفقاه سوف يواجهون جماهير العالم أجمع. ويسعى الفريق الاسباني لإنجاز غير مسبوق في تاريخ كرة القدم وهذا ما يؤرق الجميع. فهناك من لا يرغب لهم بتحقيق هذا الإنجاز وهنا مفترق الطرق فقد تتحول المتعة الى نقمة.

أي تتحول الاستراحات إلى حلبات مصارعة وينتقل الأصدقاء نحو الصفوف الأولى لمعركة مجتمعية تبدأ بالنقاشات العقيمة والعبارات الساخرة تنتهي بالقطيعة أو المضاربات.

يقول الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا «أحرص على ان أكون وحيدا خلال فترة المونديال كي لا أشاهد المشاحنات المزعجة».

وفي لقاء متلفز لوزير الرياضة البحريني الشيخ عيسى بن راشد يقول «انا مدريدي وعشقي للفريق الملكي منذ الخمسينيات وأشعر بالسعادة في حال حقق أية بطوله. وأشعر بالانزعاج في حال خسارته ولكن لا يعني بأن أعكر صفو مزاجي. ومن الخطأ أن تؤثر نتائج المباريات على مجرى حياتي».

وفي شهر نوفمبر نظمت كلية دار العلوم في جامعة القاهرة حملة توعوية تحت شعار «لا للتعصب» لما لمسه المجتمع المصري من حاجة ماسة لمثل هذا النوع من التوعية. وفي المقابل أقام نادي الصقر بالقصيم حملة توعية قبل 9 أشهر تحت شعار «الرياضة تجمعنا». وكانت تحت رعاية الأمير مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم ودعت تلك الحملة إلى نبذ العنف والتعصب الرياضي.

ولكن تظل هناك فئة بحاجة إلى جهد أكثر معهم. حيث ذهبت مجموعة من المواطنين لإقامة الولائم احتفالا بهزيمة الهلال من «أوروا» الياباني في البطولة الاسيوية.

وسعيد أحد أفراد تلك الفئة فهو دوما يهدد تغريد فإما أن يفوز مدريد أو ستكوى بالحديد. حتى أن المسكينة صارت تهلوس قائلة «اللهم أنصر أحباب زوجي الخجول ودمر خصمه ليفربول اللهم أني أسألك الستر إن خسر الريال فحالي لن يصبح له حال»... وهكذا تستمر معاناة تغريد مع ريال مدريد.

اختصاصي نفسي في مجمع إرادة للصحة النفسية بالدمام