آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

التشكيلية نصر الله: أمزق لوحاتي حتى أستعيد صداقتي مع الخيل.. ولا مكان للوحة الفاشلة

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - تصوير: أحمد الصرنوخ، حسن الخلف - الدمام

أفتتح عيد الناصر في ثقافة الدمام المعرض الشخصي للتشكيلية ليلى نصر الله بعنوان ”ايقاع وصهيل“، أمس الخميس، وذلك بتنظيم لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي بجمعية الثقافة والفنون بالدمام.

للتشكيلية ليلى نصر الله  معرض ”ايقاع وصهيل“وضم المعرض 28 لوحة من أصل 35، وتم استثناء بعضها لكبر مساحة اللوحات والتي تتراوح ما بين متر وعشرين في متر ونصف، ومتر وعشرين في متر وثمانين، بالإضافة الى أكبر لوحة في للتشكيلية ليلى نصر الله  معرض ”ايقاع وصهيل“المعرض بحجم متر وعشرين في مترين ونصف.

وأشارت الفنانة نصر الله الى أن اللوحة الصغيرة لم تعد تشبعها، بخلاف الكبيرة والتي تضعها أمام مغامرة لونية تستنفذ معها كل طاقتها فتشعر بالرضا والنصر.

وبينت أن الصغيرة لا تأخذ منها طاقة او جهد او فكرة، فتستسلم معها منذ البداية.

وعن موضوع أكبر لوحة في المعرض والتي أحتوت كمية كبير من الخيول، قالت: ”رسمت الخيل القديم والجديد، بشكله الواقعي والمجرد، زمن الحاضر والماضي، في عملية تواصل واستعراض لجمالية الخيل الواقعي“.

ولفتت الى استخدامها ”الحياكة“ في موضوع معرضها الثالث، والذي تكرر في معرضها الثاني بعنوان ”حكاية ذاكرة“، في إشارة الى ”الحوار“ بين شخصيتها المنطلقة في الخيل، وبين الصديق الغائب الحاضر والمتمثل في ”الطير“.

واوضحت تقمصها لشخصية الخيل والذي يعود لحبها الخيل بكل تفاصيله؛ ارادته، طموحه، وحتى صمته.

ولفتت الى ان ذلك كاد يهزمها احيانا بما اطلقت عليه ”هزائم تشكيلية“، منوهة انها قد تضطر لإعادة رسم اللوحة عدة مرات لتستعيد علاقة الصداقة مع الخيل لتشعر انها حاضرة فيها.

وأضافت: ”احيانا تفرض تفاصيل الخيل نفسها وتلغي فكرتي، فأحاول بالإرادة السيطرة على فكرتي وعلى الخيل وهزمه بالشيء الذي أريده“.

واشارت الى غضب البعض من تصرفها حين تضطر لتمزيق بعض اللوحات فيحظرها، او يتهمها بالجنون، مبينة أن ”اللوحة التشكيلية الفاشلة، الشخص الفاشل، لاوجود له في حياتي“.

للتشكيلية ليلى نصر الله  معرض ”ايقاع وصهيل“وعن الخيوط في لوحاتها ذكرت هي ”محاولة انفلات، جمالية احتواء، واحيانا هروب من الواقع“؛ وما قصدته هنا ”حياكة، وعلاقة صداقة قوية في قدرتها على التواصل“.

وأضافت: قد تكون العلاقة قوية جدا فأفضل الابتعاد، وفي مرحلة أخرى تكون دفء وملجأ كالصديق الذي يحمل جروحك على ملامحه، او قد يمحوها فلا تعود تتذكرها حين تراه، وهذا ما عبرت عنه بوجود الطير في لوحاتي.

وقالت ان اللوحات تعبر عن الحالة النفسية الواقعية، وتعطي احساس قوي ”ارسمها بإحساسي، وانت تنظر لها بإحساسك“.

وأضافت أن ”الفن يصنع انسانيتنا ويعالج مشاكلنا، ويجعلنا نرى المجتمع من حولنا بشكل أجمل“.

وعلى هامش المعرض شارك هاني الرشيدان من الاحساء بعرض مجموعة أدوات خاصة بالخيل، وتعريف الحضور على الخيل وادوات ركوبه والاهتمام به وكيفية ركوبه وانواعه وما لذي يحتاجه من تلك الادوات.

ومن جهة اخرى عبر الفنان سلمان الامير: أن المعرض يوضح مدى خبرة الفنانة في العمل التشكيلي، كما تعكس أعمالها التجريدية مدى خبرتها في العمل الواقعي.

وقال ”لولا مقدرتها على رسم الخيل بالنسب الصحيحة لم تتمكن من عمل تجريدي بهذه الأناقة والجمال، ولفت الى ندرة هذا الامر في الفنان المحلي، من لجوئه الى الرسم الواقعي قبل دخوله على الاساليب الاخرى“.

وأوضح صعوبة الاكتفاء برسم وجه الخيل في اللوحة لوحده، فهو ليس كالوجه الادمي المليء بالتعبير.

وأشار الى ضرورة مراعاة وجود امور اخرى في تصميم او تشكيل هذا النوع من اللوحات، فبدون التعبير يفقد العمل أهميته ولا تظهر جماليته؛ مشيدا بوفرة اللوحات للفنانة، وانه ”لولا قدرتها على تصميم اللوحات لم تتمكن الخروج بهذا العدد“.