آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

لفتة إلى قادة السيارات قبل 10/10

علي بن يوسف بوعلي

النقلة النوعية التدريجية التي تحدث في وطننا هذه الفترة ماهي إلا دليل تَلَمُس القيادة الحكيمة لحاجات الشعب ومتطلباته العصرية، فرؤية 2030 التي دمجت النضج والخبرة بالحيوية والنشاط، وما تبعها من الكم الهائل من القرارات السامية والأوامر الملكية ماهي إلا استشعارًا بمصلحة الشعب بما يتوافق مع هذه الرؤية وتوجه القيادة في المستقبل، ولعل الأمر السامي الكريم بالسماح للمرأة بالقيادة وفقًا للضوابط الشرعية يُعَدُّ واحدًا من أهم تلك القرارات التاريخية في مسيرة الدولة.

فمنذ الوهلة الأولى لصدور هذا القرار التاريخي وحتى اقتراب موعد تنفيذه على أرض الواقع «أقل من شهر» لا زالت الأصوات ترتفع، والمطالبات تتزايد بضرورة التعامل مع هذا التوجه الوطني بما يلائم النظرة التفاؤلية للمسؤولين، فما كنا نراه - ولا زلنا - من مظاهر سلبية ومناظر مؤسفة من قِبل غالبية السائقين في التعامل مع الأنظمة المرورية، كسرعة جنونية، أو تجاوز متهور، أو لامبالاة بربط حزام الأمان، وعدم التزام بالمسارات الصحيحة أثناء السير يجب أن يصل إلى حد التلاشي النهائي من طرقنا، ذلك من شأنه أن يوفر قيادة شبه آمنة للطرفين، بعيدة عن كل ما يعكر صفوها من حوادث مادية أو خسائر بشرية لا قدّر الله.

إن الفترة المتبقية على تنفيذ قرار قيادة المرأة كافية لمحو التخوُف الكائن في نفس كل فرد مسؤول من تبِعات ومخاطر هذه القيادة، ويكون هذا باستغلال هذه الفترة الاستغلال الأمثل لنشر أخلاقيات وقوانين القيادة الآمنة وعكسها بصورة صحيحة لكافة الشعب، فالعمل يبدأ من الرجال وينتهي إليهم، بتهذيب تصرفاتهم وتحسين أساليبهم في التعامل مع المواقف الطارئة في القيادة اليومية إلى أن ينعكس ذلك إيجابًا على الجميع، ونشهده في شوارعنا.

إن الالتزام بالضوابط المرورية والقواعد الإرشادية أصبح ضرورة ملحة يجب ترسيخها في قيادة كل من يجلس خلف المقود، كما يتوجب أيضًا الضرب بيد من حديد على كل من يعبث بهذه الضوابط أو يخلق جوًا من الاستهانة بها.

أخيرًا؛ الفترة القادمة تتطلب وعيًا قياديًا في الجانب الرجالي أكثر منه في الجانب النسائي، وتذكروا قبل كل شيء أن القيادة فن وذوق. حمانا الله وإياكم من شرور الحوادث ومفاجآت الطرق.