آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 5:37 م

هل آن الأوان للخروج من اتفاق «أوبك+»؟ «2»

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة الاقتصادية

موقف السعودية أن جميع الخيارات على الطاولة. لكن ما الخيارات المتاحة على الطاولة؟ ستعقد ”أوبك“ الشهر القادم اجتماعا، لكن  في حقيقة الأمر  هل هي من سيقرر أم ”أوبك2+“؟ أم الدول التي تملك ”سعة متاحة“ لإنتاج مزيد من النفط؟ ثم، هل تعطيل أو تعديل اتفاقية ”أوبك+“ سيعني نكوصا على نهج تحقيق ”توازن السوق“؟

”توازن السوق“ ليست فكرة هلامية، بل حالة محددة من حالات السوق التي يساوي فيه العرض الطلب، هذه الحالة هي التي تفرز سعر التعادل. لكن هل السوق النفطية حاليا في حالة تعادل؟ هناك من يجيب ب ”نعم“ انطلاقا من أن المعيار الذي أقرته الدول الموقعة على اتفاقية ”أوبك+“ هو المتوسط المتحرك لخمس سنوات لمخزون دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وأنه قد تراجع إلى ما دون قيمة متوسطه المتحرك لخمس سنوات، فهل تحقق التوازن؟ الإجابة ”لا“، والسبب أن من سمات الوصول إلى سعر التعادل، أن ينتج فعلا عن ”توازن السوق“، حتى يحقق استقرار السعر، باعتباره  إن جاز التعبير  نقطة تراض. لكن ما تعايشه السوق الآن هو تأرجح ناتج عن قلق. وهكذا، يمكن القول إن ما دفع السعر إلى الأعلى، وجعل السوق صاعدة bullish ليس الوصول إلى ”توازن السوق“ موضوعيا، بل لتعرض جانب العرض لضغوط جيوسياسية جوهرية، وهي ضغوط قد تتفاقم وقد تتضاءل. وبالمقابل، يشهد جانب الطلب نموا ”1,4 مليون برميل يوميا، حسب وكالة الطاقة الدولية“. إذن، نحن أمام سوق العرض فيها يتصدع ”وبالأخص فنزويلا وإيران“ والطلب فيها يتنامى، وفي النتيجة تتصاعد الأسعار، وهكذا، يبدو أننا أمام وضع معاكس لما أدى لانهيار الأسعار في العام 2014. نحن أمام حالة يمكن التعبير عنها ب ”قصور عرض أوبك“، ما يعني إما تلبيته، أو أنه سيذهب  وبأسعار مغرية  إلى المنتجين الجدد ولا سيما في أمريكا الشمالية، وبذلك تتقلص حصة ”أوبك+“. بل قد يؤدي هذا القصور في عرض ”أوبك“ إلى الإخلال بالتزام توفير إمدادات كافية للسوق. 

وهكذا، فدول ”أوبك+“ بحاجة لزيادة الإنتاج، ليس بسبب تحقق حالة ”توازن السوق“، بل لقصور في العرض لأسباب جيوسياسية. ما يعني وجاهة صياغة آلية mechanism ضمن اتفاقية ”أوبك+“ للتعامل مع قصور العرض، تكون مقابلة لآلية مجابهة ”انتفاخ الطلب“ ”المتوسط المتحرك“، وبذلك تتوافر آليتان، إحداهما إلى جانب الطلب والثانية إلى جانب العرض، تمكنان ”أوبك+“ من التعامل رياضيا باردا مع الجانبين، وبذلك نحصن اتفاقية ”أوبك+“ بأن نمنحها المرونة.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى