آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

زيارة الرسول (ص) وأهل بيته... ولاء ووعي

رضي منصور العسيف *

عن الإمام الصادق عن النبي ﷺ أنه قال: «من زارني حياً أو ميتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة». [1] 

يتوافد المئات من محبي الرسول الأكرم وأهل بيته لأداء الزيارة رغبة في الثواب العظيم، ونيل الشفاعة، والفوز بالجنة.

والزيارة ليست حالة ترفيه، أو سياحة، أو تعاطي جامد مع مراقد أهل البيت ، بل هي «صيغة واعية من صيغ التعامل مع العمق التاريخي في حركة الأمة» و«زيارة قبور الأنبياء والأوصياء والصلحاء تملأ وعي الإنسان ووجدانه ومشاعره بفيض من قيم الخير والفضيلة والهدى والصلاح» «فزيارة الرسول ﷺ تفتح ذاكرة الإنسان المسلم على تاريخ الرسالة بكل ما يزخر به من مواقف ووقائع وأحداث. وزيارة أئمة المسلمين تعود بوعي الأمة إلى المنطلقات التاريخ الأصيلة في المسيرة الإسلامية». [2] 

ولكي تكون زيارتك لأهل البيت زيارة مثمرة ومقبولة إن شاء الله، أنصحك بقراءة فصل آداب الزيارة في مفاتيح الجنان، ويمكن التأكيد على بعض النقاط:

كن عارفاً بسيرتهم: عليك أن تقرأ ألفباء سيرة الرسول الأكرم ﷺ وأهل بيته وتتعرف على مكارم أخلاقهم، وفضائلهم، ومواقفهم، ومواعظهم، بصورة مختصرة.

اقرأ الزيارة قراءة المتأمل والمتدبر في كلماتها، لا لقلقة لسان وقلبك متشاغل بأمور الدنيا. وعش في رحاب كلمات الزيارة، تأمل في حالة التوحيد، والرسالة، «أَشهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُهُ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ» تأمل في خطاب وآلية الدعوة المحمدية «وَنَصَحْتَ لاُمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ» وهكذا تأمل في بقية مفردات الزيارة.

الإخلاص في الزيارة: ورد عن الإمام الصادق أنه قال: «الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل، والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله» [3]  ابتعد عن وسائل التواصل الحديثة، واخلص العمل لله فقط.

حافظ على صلواتك الواجبة في المسجد النبوي، فقد ورد عن رسول الله ﷺ: «الصلاة في مسجدي كألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام، فإن الصلاة في المسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي». [4] 

اتخذ الزيارة محطة للتقوى والخشوع، وأعقد العزم على التوبة: جاء في الزيارة: ”إِلهي فَقَدْ أَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبِي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْها لِي، يا سَيِّدَنا أَتَوَجَّهُ بِكَ وَبأَهْلِ بَيْتِكَ إِلى الله تَعالى رَبِّكَ وَرَبِّي لِيَغْفِرَ لِي“.

احترام المسجد النبوي الشريف، فلا تشتغل بالكلام، واللغو، والضحك، ووسائل التواصل الحديثة، وإنما ينبغي الاشتغال بكثرة الذكر، والصلاة، وقراءة القرآن والدعاء.

الالتزام السلوكي، والانضباط الأخلاقي، ومراعاة الآداب العامة، فكن منضبطاً في زيارتك، فلا ترفع صوتك أثناء القراءة بما يسبب لك الأذى مع الطرف الآخر. وكن منضبطاً في مشيتك، وكلامك، محترماً لقدسية المكان، مطبقاً وصية قادة أهل البيت فقد ورد عن الإمام العسكري : «اتّقوا الله، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جرّوا إلينا كلّ مودّة، وادفعوا عنّا كلّ قبيح». [5] .

[1]  مفاتيح الجنان.

[2]  التشيع نشوؤه، مراحله، مقوماته، عبدالله الغريفي، ص 308.

[3]  وسائل الشيعة، للحر العاملي، ج‏1، ص‏60

[4]  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 97 - الصفحة 148

[5]  تحف العقول: 488.
كاتب وأخصائي تغذية- القطيف