آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

رياضة.. سياسة

محمد أحمد التاروتي *

توظيف الرياضة لأغراض سياسية امر شائع، حيث تحاول العديد من البلدان، استغلال المناسبات الرياضية، لتحقيق مكاسب سياسية، اذ باتت الفرق الرياضية، بمثابة سفراء للدول الاخرى في الوقت الراهن، لاسيما وان الرياضة قادرة على تحقيق اختراق، يصعب إنجازه عن طريق الدبلوماسية، الامر الذي يفسر الاهتمام الكبير بالمناسبات الرياضية على المستوى العالمي، خصوصا فيما يتعلق بالاهتمام اللافت بالاحداث الرياضية الكبرى، مما يفسر الصراع الكبير والانفاق الضخم، للفوز بتنظيم احدى المناسبات الرياضية العالمية او القارية، فالدول تقاتل في سبيل المناسبة للحصول على شرف احتضان احدى المنافسات الرياضية، بيد ان الصراع يشتد في مناسبات كرة القدم، وكذلك الامر في منافسات ألعاب القوى.

ادراك الدول بقدرة الفرق الرياضية، على ترطيب الاجواء المتشنجة بين الدول، يدفعها لمحاولة استقطاب مختلف الفرق، من اجل فتح الطريق امام عودة المياه لمجاريها مجددا، الامر الذي يفسر حرص القادة السياسيين على التواجد في المناسبات الرياضية، بغرض تمرير رسائل سياسية عبر البوابة الرياضية، فالتسامح الكبير لاستقبال الفرق المعادية، يعطي رسالة للطرف الاخر بامكانية فتح المجال امام الطرفين لاستغلال الاحداث الرياضية، لتناسي الماضي والبدء بصفحة جديدة، بمعنى اخر، فان الاستغلال السياسي للأحداث الرياضية، لعبة يتقنها الكثير، نظرا للنتائج الإيجابية التي تحصدها في التقاء العداء مرة اخرى.

كما ان الاحداث الرياضية تلعب دورا كبيرا، في الازمات السياسية، فالشغب الذي تمارسه بعض الجماهير تجاه بعض الفرق الرياضية، يتحول الى خلاف سياسي حاد، مما يدفع بعض الدول للانسحاب من البطولة، واحيانا قطع العلاقات الدبلوماسية، سواء نتيجة الضغط الجماهيري، او بسبب اصرار تلك الدول على موقفها، وعدم الاعتذار على الهجوم على الفرق الرياضية، مما يولد ازمة سياسية قد تمتد لسنوات طويلة، بحيث يتحول الوئام الى عداء في مختلف الاصعدة، الامر الذي يقود الى حروب إعلامية، وشحن الجمهور تجاه تلك الدول.

ان التلاعب بالاحداث الرياضية بطريقة فجة للغاية، يقود الى صراع عميق بين الجماهير، مما يحيل متعة المتابعة للمنافسات الرياضية، الى حلبة صراع سياسي، خصوصا وان التوظيف السياسي يشكل خطورة على الاهداف الحقيقية، لاطلاق البطولات العالمية، الامر الذي يستدعي ابعاد السياسة عن الجانب الرياضي، نظرا لما يمثله من تداعيات سلبية، على طبيعة المنافسة الشريفة بين الفرق الرياضية، بيد ان تلك الأماني صعبة التحقق بفعل التداخل العميق بين الاهداف السياسية والمنافسات الرياضة، فكثيرا ما استغل الساسة بعض الرياضيين لتمرير بعض الأغراض السياسية، حيث يستخدم الرياضي كواجهة مقبولة جماهيريا للحصول على تنازلات، او تمرير مشروع سياسي سواء محليا او اقليميا.

تبقى المنافسات الرياضية محط أنظار الساسة، ويبقى الصراع قائما بين ابعاد الرياضة عن التوظيف السياسي، واصرار الدول على الحصول المكاسب، من وراء تمويل الفرق الرياضية بالميزانيات الضخمة، خصوصا وان الرياضة تحظى بحضور جماهيري كبير، مما يوفر مساحة واسعة للحصول على منافع كبرى، بواسطة الألعاب الرياضية على اختلافها.

كاتب صحفي