آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

فن تغيير العادات السيئة

رضي منصور العسيف *

قال أمير المؤمنين علي «عليه السَّلام»: «غالبوا أنفسكم على ترك العادات تغلبوها، وجاهدوا أهواءكم تملكوها» [1] .

ما هي العادة السيئة وكيف يمكن التغلب عليها؟

يقول مدرب المهارات البشرية المهندس محمد سعيد العولقي «العادة هي كل سلوك يتكرر بشكل لا إرادي، فإذا أضفنا لها مفردة السلبية، فنحن بذلك نقصرها على العادة التي يكون لها أثر سلبي على حياة الإنسان».

والعادات قد تكون: صحية، أو اجتماعية، أو مالية، أو غيرها.

إن العادة السيئة تسيء إليك وتشوه صورتك في أعين الآخرين وتمنعك من النجاح والتقدم، ولكن ليس من المستحيل التخلص منها إذا أردت ذلك.

ولا شك أن الإنسان قادرٌ على ترك عاداته السيئة، واستبدالها بعادات حسنة شريطة الإيمان بأن الله جل جلاله قد منحه هذه القدرة.

يقول الله تعالى: ﴿... إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ... سورة الرعد، الآية: 11

ويقول سبحانه: ﴿... وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ... سورة الطلاق، الآية: 3

ولكي تتخلص من العادات السيئة يمكن إتباع الخطوات التالية:

  •  يجب أن تتعرف على العادة السيئة التي ترغب بتركها، ابحث في نفسك وكن صريحاً معها. فقد تجد عادة سيئة، حياتك ستكون أفضل بدونها.
  •  بادر بالتغيير وإياك والتسويف أو التأجيل: ورد فيما كتبه الإمام على إلى بعض أصحابه: ”فتدارك ما بقي من عمرك، ولا تقل: غدا وبعد غد، فإنما هلك من كان قبلك بإقامتهم على الأماني والتسويف، حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون“. حينما تتعرف على العادة السيئة أبدأ العمل من وقتها. ولا تقل سأنتظر ليوم غد حتى أقلع عن هذه العادة، ذلك أن مجرد التأجيل هو عادة سلبية يجب تغيير إلى عادة المبادرة.
  • استبدل عادة سيئة بأخرى حسنة، كاستبدال عادة السهر بالنوم مبكراً. وفي هذا الصدد يقول الإمام علي : «عود نفسك فعل المكارم وتحمل أعباء المغارم تشرف نفسك وتعمر آخرتك ويكثر حامدوك» [2] .
  •  تجنب أي موقف يجعل من السهل عليك العودة إلى ممارسة العادة السيئة. ينقل أنه " أُتي أمير المؤمنين بفالودج فوضع قدامه فقال: «إنك طيب الريح حسن اللون، طيب الطعم، ولكن أكره أن أعود نفسي ما لم تعتد» [3] .
  •  اشغل وقت فراغك بممارسة أعمال إيجابية تبعدك عن العودة للعادات السلبية. ذلك لأن الفراغ مفسدة كما ورد عن أمير المؤمنين : «إن يكن الشغل مجهدة فاتصال الفراغ مفسدة». [4] 
  •  قاوم كل ما يحول دون بلوغك هدفك: كمقاومة ضغط أقرانك السلبي عبر البحث عن صحبة جيدة. يقول أمير المؤمنين علي «عليه السَّلام»: «تجنب من كل خلق أسوأه وجاهد نفسك على تجنبه فإن الشر لجاجة». [5] 
  •  العزم على الاستمرار والمتابعة: يقول تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ آل عمران «159»، أن تكون عازماً «متوكلاً على الله» مصمماً على التغيير، وستجد النتيجة الحسنة.
  •  كن صابراً، وابتعد عن اليأس والاستسلام، فإذا فشلت في ترك عادة ضارّة فلا تترك مساعيك ولا تلم نفسك إذ لا ينبغي أن يكون الخطأ مقدمة لأخطاء أخرى.
  • كن إيجابياً. شجّع نفسك ببعض الكلمات الإيجابية وحتى بعض المُكافآت في كل مرحلة تشعر فيها بأنك اقتربت أكثر من تحقيق الانتصار على عادتك السيئة.

أخيراً: يجب على من يريد الإقلاع عن العادات السيئة إعلان الحرب والجهاد ضد هذه العادات والصمود في وجهها حتى يتمكن بعون الله من التغلّب عليها.

[1] غرر الحكم: 243، حديث رقم: 4934.

[2]  «غرر الحكم»

[3]  «كنز العمال خ 36549».

[4]  «البحار ج77ص 419».

[5]  «غرر الحكم: 242، حديث رقم: 4912».
كاتب وأخصائي تغذية- القطيف