آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

”نحن لسنا بلدية“

أمين محمد الصفار *

يُتداول في مجتمع الأعمال احيانًا عبارة ”نحن لسنا جمعية خيرية“ وذلك لنسف اي مقترح ذا صبغة اجتماعية أو يخدم في جانب منه المجتمع، فعادةً ما يُنظر البعض في المجتمع الوظيفي لمثل هذه المقترحات نظرة قاصرة، فهي بالنسبة له مجرد تكلفة إضافية على الشركة وأن كان المقترح ذا عائد مادي مرتفع على المدى المتوسط أو البعيد.

هذه العبارة تستخدم احيانًا من قبل الذين تستهويهم فكرة المزايدة على زملائهم في الولاء للشركة التي يعملون لها، وهم صادقون في كلمتهم بأنهم ليسوا جمعية خيرية، لكنهم ليسوا صادقين في مسؤولية الشركة تجاه المجتمع.

أتذكر هذه العبارة كلما شاهدت ردود حسابات البلدية في وسائل التواصل الاجتماعي، فالردود تكاد تكون محاولة فاشلة للتنصل من أي تبعية أو مسؤولية تتحملها البلدية، وكأن لسان حالها يقول ”نحن لسنا بلدية“.

قامت قبل أيام بلدية القطيف ممثلة ببلدية تاروت - وبعد مطالبات - بإزالة مكب ونقطة فرز للنفايات أقامها مقاول البلدية في أرض خاصة في حي الوقف بتاروت، لكن للأسف اكتشفنا أن عملية الإزالة هذه - التي فرح بها الناس - لم تكون سوى عملية نقل مكب النفايات من حي سكني إلى حي سكني آخر في تاروت!.

لقد كافأت البلدية بهذا العمل المؤسف الأحياء السكنية التي فشلت البلدية حتى الآن في إقامة حديقة أو ملعب فيها، فقامت بزراعة مكب نفايات بين هذه الأحياء السكنية وإجراء مناقلة للمكب بين هذا الحي وذاك.

لقد تحدثت قبل مدة بسيطة عن مكتب من مكاتب بلدية تاروت غير الصالح من الناحية البيئية والسلامة للمراجعين الذين يضطرون لدخوله لإنهاء معاملاتهم ثم ينتقلون إلى مبنى البلدية فقط لأخذ توقيع وختم البلدية، وإذا بنا الان أمام كارثة بيئية أخرى أعظم بين الأحياء السكنية بصمت أو مباركة البلدية لتفتح الباب واسعاً على مختلف التهديدات البيئية والصحية وتشويه المشهد الحضري والبصري في الأحياء السكنية، ولا يستفيد من هذه الخطوة المؤسفة سوى مقاول النظافة.

لقد تداعى بعض الأهالي للرفض والاستنكار فقط لمجرد أن شاهدوا بعض الأعمال والصور التشكيلية التي قام بها المتطوعون وهي مشوهة، فما بال البلدية ترد على هؤلاء الغيارى بممارسة هذا النوع من الأخطاء التي تفتك بجسور الثقة في الأداء البلدي، في حين تبذل الوزارة جهود عظيمة لتدعيم هذه الثقة والبناء عليها.

أنني ادعو المجلس البلدي وبلديته للتحرك الفوري وإيقاف مثل هذه الممارسات ومراقبة الأداء البلدي للوصول إلى مستوى أداء أرقى يستحقه الأهالي ويفخر به كل منسوبي الجهاز البلدي.