آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:39 م

كم هلال هَلَّنْ وأنتَ ما هليتْ؟

تصطف الأعيادُ عند المسلمينَ في طولِ السنةِ وكأنها تقولُ لهم أنتمْ الاجملْ، أنتمْ الأكرمْ. خذوا عيداً كُلَّ أسبوعٍ بين الأعيادِ الكبرى. تنسوا فيها آلامكم التي جلبتموهَا لأنفسكم. في هذا العيدِ هناكَ شخصٌ في هذه الدنيا يرجوا ويطلبُ من الربِّ أن يكونَ عيدكم هذا أسعد من كُلِّ ما فاتَ من أعياد، هذا الشخصُ هو أنا.

يأتي عيدُ الحج في آخرِ شهرٍ من السنةِ الهجريةِ قبل أن يوصدَ الزمنُ على السنةِ البابَ ويقولَ لما بعدها تعالي. كلنا لنا آمالٌ وربما انتظرنا الزمنَ طويلاً دون أن نعلمَ متى تنتهي حصةُ اللعب وخسرنا الفوز. أنا عشرين، أنا ثلاثين، أنا أربعين وبقيَ لي عشراتُ السنين. كُلُّ الصلاةِ من أجلِ أن يطولَ عمرك ولكن الإحصائيات واسأل من مضى أن عمركَ في عشراتِ السنين وليس مئات. سوف يكون القَدَرُ صديقكَ إن حصلتَ على عمرٍ من ثلاثِ خانات.

عليك أن تخالفَ الواقع وتضعَ ما يفيد في سلةِ السنةِ قبل انتهائها. ذَرَّ العالمُ في هذه السنةِ في الهواءِ كثيراً من المالِ وأشلاءَ البشرِ وكُلُّ الأماراتِ توشي أن الأخَ ينادي أخاهُ في ظلامِ الليلِ ليحمِلا السلاحَ ويقتلا أخاهمَا الثالث دونَ سببٍ أو حنانٍ أو عطف. كان في السنةِ جزرٌ لو اتصلت بمشيئةِ الربِّ أصبحت أبحراً من السعادةِ إن وضعت الإنسانيةُ يداً بيد. لن يكونَ هذا العالم أفضل إلا إذا توقفَ الإنسانُ عن تدمير ذاته وغيره.

من يصدق أن ملايينَ البشرِ الذين تهفو أنفسهم أن يتعلقوا بأستارِ كعبةٍ واحدةٍ يتلونَ سورةً واحدةً من قرآنٍ واحد تزلفاً لربٍّ واحد ألاَّ يكونوا يداً واحدةً تطرد الظلامَ والجهل والفقر! سوفَ تتحقق مشيئةُ اللهِ أن يعم السلامُ بين البشريةِ  جمعاءَ يوماً ما وتكونَ الأيامُ كلها أعياد، من يدري متى وحتى ذاكَ الحين إن كان عندكَ قصةَ حُبٍّ عشها أو شجرةَ عشقٍ ارويها تصبح شمعةً تنير ظلامَ عالمنا المعتم.

يأتي العيدُ غداً أو بعدَ غد، خُطَّ على شاطئِ الأحلامِ التالي: أنا سوفَ أكونُ بين الأحياءِ وبينَ الأصحاءِ في العيدِ القادم في سطرٍ وفي السطر التالي اكتب: أنا وكل الناسِ يا رب. مشيئةُ الله سوف تبقيكَ للعيدِ القادم. أنا حينها سوفَ أطلب منك أن تخط جملةً أخرى للعيدِ الذي بعده وفيما بين العيدين أنا وأنتَ نحققُ آمالَ من يأتي العيدُ وهو مكلومٌ موجوع ليضحكَ من أعماقِ قلبه.

إن كنتَ ممن ينتظر أفعالاً لا جملاً إنشائيةً ورديةً اسخر من هذه الأسطر، تَصْدُقُ بعضُ الكلماتِ بعضاً من الوقتِ ولكن الأفعالَ تصدق كُلَّ وقت. نحنُ أمةُ الكلام!

لكم أهنأ الأعياد. قولوا معي يا رب.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
طاهرة آل سيف
21 / 8 / 2018م - 8:54 م
وفي كل عام لك أمنيات السلام التي تبثها للعالم من خلال تلك الأسطر المليئة بالتفاؤل والإشراق ، لا غاب هلال أمنياتك ولاغاب قلم هذا الهلال .
مستشار أعلى هندسة بترول