لا تتوهق باللثد أو صاحب الفم الكبير
ذهب فريد مع أفراد أسرته لمدينة دبي بقصد التنزه وقضاء إجازة قصيرة مع أفراد أسرته. وبالفعل استمتع بوقته مع أفراد أسرته في عدة أماكن سياحية على مدار عدة أيام. صادف ان التقى فريد قبل يومين من جدول رجوعه واسرته لأرض الوطن بأحد مواطنيه. تقدم ذاك الشخص وصافح فريد وعرف بنفسه على ان اسمه خالد وهو شخص للتو متقاعد من عمله وهذه أول سفرة له خارج البلاد بعد التقاعد وبعد طول عهد بالسفر. وفي سياق الحديث والتعارف، تكشف لكلا من فريد وخالد إنهما من نفس المدينة. لكون خالد حديث عهد بالسفر بعد انقطاع زمني كبير، أكثر خالد التصاقه ب فريد تارة من خلال التساؤل عن اهم الاماكن التي يجب زيارتها وتارة عن اماكن التسويق الانسب واخرى عن اماكن البضائع المميزة... الخ.
ألمح فريد لخالد أكثر من مرة بأن وقته مضغوط وان كل ماتبقى له من إجازته الاسرية فقط يومان وانه سينهمك بالتسوق مع افراد اسرته خلال تلك الفترة؛ واشار عليه ان يستعين بجوجل للبحث عما يريده. باشر خالد الرد على فريد بالقول وانا كذاك بقي لي من الزمن يومان قبل الرجوع، ثم اردف قائلا: ما رأيك لو تصاحبنا معكم في التسويق والتنزه!. تفلت فريد بعد جهد من كماشة خالد اللثدة بخلق اعذار واصطناع امور.
بعد عدة ساعات تصادف وجود فريد وعائلته مع خالد وعائلته في صف واحد لشراء تذاكر لألعاب ترفيهية بمركز kidzania. وعند شباك التذاكر صرح خالد لبائعة التذاكر بأن سن «age» ابنه الصغير هكذا عدد من السنين. فنطق خالد الفضولي متدخلا وبصوت مسموع للجميع «فريد، ألم تقل لي بأن سن ابنك هو أكبر مما قلته الآن». احس فريد بأن خالد اصبح عبئ عليه وانه سيخلق له متاعب فحاول تجنبه.
قضى فريد مع اسرته فترة اللعب والتسوق في المركز التجاري متجنبا الالتقاء ب خالد. واختتم فريد يومه بشراء هديه الله الصغير عبارة عن طائرة تعمل بالريموت كونترول «التحكم من بعد».
بعد انقضاء اليومين وحيث تحاشى فريد الالتقاء بخالد او الرد على مكالماته الهاتفية، توجه فريد واسرته الى ارض المطار وهناك شاهد فريد وجود خالد واسرته وصعودهم على نفس الرحلة المتوجهة لارض الوطن. بعد هبوط الطائرة بأرض الوطن، عند نقطة الجمارك لدخول البلاد، تجاوز فريد نقطة تفتيش الجمارك بسلام دونما اي معاينة لمقتنياته او مقتنيات حقائب سفر اسرته. في نقطة جهاز تفتيش الجمارك المجاورة تم مصادرة لعبة طائرة الريموت كونترول من قبل موظف الجمارك في احد حقائب خالد وتم مصادرتها في الحال. هنا ولا شعوريا اشار خالد بأصابعه نحو حقائب فريد ونحو فريد وقال بصوت مسموع: حتى هذا المسافر الذي تعدى نقطة التفتيش لديه لعبة طائرة تعمل بالريموت كنترول! فلماذا انا صادرتم لعبة ابني وهذا لم تصادروا لعبة ابنه. هنا، نادى موظف الجمارك على فريد بالرجوع لاخضاع حقائبه للتفتيش مجددا.
لك أخي القارئ ان تستشف شعور فريد حينذاك.
