آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

ظاهرة التسلط وسوء استخدام السلطة ومطالب الحماية

المهندس أمير الصالح *

في تنامي ظاهرة التسلط لدى المراهقين، يُسجل في المدارس المتوسطة والثانوية نمو ظاهرة التسلط bullying عالميا. النزعة في فرض النفس على الاخرين مع بداية ولوج البعض من الطلاب سن المراهقة لفرض سلطة الذات على الاخرين او لجني مصالح كفرض إتاوات او ارضاء غرور ونرجسية معينة هي بداية خطيرة في السلوك قد تطرأ على البعض من الناس في سن مبكرة من المراهقة. من المهم جدا تثقيف الابناء الطلاب والطالبات ب التبليغ عن تلكم الظاهرة ومن يمارسها في حقهم في المدرسة او خارج المدرسة. يقول السيد اليكس هولمس، سفير مكافحة التسلط بالمدارس anti - bullying ambassador، نقلا عن تسجيل فيديو منقول من موقع اذاعة BBC البريطانية الشهيرة، يقول هولمس على الضحية من الطلاب لهجوم المتسلطين ان يقوم ب الامور التالية:

1 - يبلغ ويتكلم عما حصل speak out

2 - لا يجعل المتسلط يتحكم به او يجعله احد معاونيه

3 - يكن ايجابيا في التعامل لحل المشكلة او ايجاد مخارج منها

نفس المصدر يقول، أحصائيا، في بريطانيا يتعرض 63٪؜ من الشباب لاعتداءات تسلط بالمدارس bulling at school. وإحصائيا في بريطانيا ايضا، يعمد 22٪؜ من ضحايا جريمة التسلط على انهاء حياتهم بأيديهم اي الانتحار هربا من واقعهم السيئ. اضحى الان وجود تصنيفات متنوعة لـ انواع التسلط والمضايقات التي تُمارس ضد الضحايا فمنها على سبيل المثال التسلط على اساس اللون او العرق او الدين او الانتماء لمنطقة. وحتما يزداد القلق لدى اولياء الامور اذا ما كان التسلط يصل الى منازل الضحايا من خلال رسائل الشتم والتهديد والابتزاز المرسلة عبر الوسائط الاجتماعية ك الفيس بوك والتويتر والعاب البلاي ستيشن الجماعية.

وبمناسبة اطلالة السنة الدراسية الجديدة التي اتمنى لجميع طلاب المدارس في ارجاء المعمورة حسن التوفيق والنجاح واجواء علمية مريحة، الا ان الواقع لا يبنى على التمنيات ولذا ارجو من الاباء الاوفياء ان يكونوا لصقين بأبنائهم وبناتهم الطلاب لدفع اي ممارسات تسلط تُقترف بحقهم من قبل طلاب اخرين غير أسوياء نفسيا. وادعو ان يكون كلا منا سفير مكافحة التسلط الممارس من قبل الطلاب في حق الطلاب الطيبين حيثما وحينما نرصد ذلك.

كان ذاك مقال كتبته وبعد ان تم نشر المقال اعلاه في احد المواقع الإلكترونية، كنت في زيارة لديوانية احد الاصدقاء. وفي وجودي بالديوانية، قرأ صديقي سليم بصوت مسموع المقال؛ كان بين الحضور ابن سليم ذو الاربع عشر ربيعا واخوه ذو السادس والعشرين ربيع. فطرح ابن سليم سؤال يستفسر فيه مني عن اسباب ظاهرة التسلط لدى الطلاب؟ وأعقبه، سؤال لأخ سليم عما اذا كان هناك انواع اخرى من التسلط ك التسلط الوظيفي.

سالم: اذا تفضلت عليهم بالإجابة نكن لك شاكرين.

الكاتب: انا لست متخصصا ولكن ما لا يُدرك كله لا يُترك جله. السؤال الاول جوابه هو ان هناك بعض اناس لديهم انهزام داخلي يعوضونه بانتصارات خارجية دونما وازع من ضمير ودونما وجود مثال اعلى يحتذى به في الاخلاق والادب والسلوك. اما جواب الثاني فانه هناك عدة انواع من التسلط ك التسلط الاسري او التسلط الذكوري والتسلط الوظيفي... الخ.

وشخصيا اطالب بإصدار تشريعات تُجرم التسلط وكذلك سوء استخدام السلطة بكل أنواعها في المنزل او العمل او النادي او المستشفيات او حتى الطرق والانطلاق نحو التشريع لمكافحة التسلط وسوء استخدام السلطة على غرار صدور وتفعيل تشريعات مكافحة التحرش.