آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

على أبواب الحسين (ع)

زاهر العبدالله *

تتجدد الذكرى ليسقي مائها أروح قلوبنا فتنبت فيها أوراق التقوى وغصون الزهد وجذور الإيمان.

إن أنفاس الحسين تلهمنا معاني الإباء والتضحية بالدم لإعلاء كلمة الحق وحفر معالم التوحيد واستمرار نور الرسالة المحمدية. فثورة الحسين حملت في طياتها معاني كثيرة سأسلط الضوء عليها من خلال هذا الحديث عنه «وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي ﷺ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين» [1] 

 على ماذا ثار الحسين ؟

ثار حين بدأت تختفي معالم التوحيد فأبت نفسه الطاهرة أن تكون متفرجة

ثار حينما رأى الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتراجع في عروق الأمة ولا تبلغ أثرها في النفوس ولا تنهاهم عن منكر ولا تقربهم من طاعة

ثار حينما رأى انتشار الظلم على المستضعفين في الأرض

ثار حينما زادت أعداد الفقراء وزادت هيمنة المستكبرين وكثرت اليتامى والمساكين.

ثار حين هُجر القرآن الكريم فلا يُعمل به. لا في نهي ولا في أمر.

ثار حينما رأى تراجع العلم وتكاثر الجهل والبعد عن الحق والتمسك بالباطل

ثار حينما رأى آثار النبوة والإمامة ضُيّعت ولبِسها من ليس أهلاً لها كذباً وعدواناً وحسداً وبغياً

ثار ضد ظلم النفس وخضوعها للباطل واستسلامها للذل والهوان وعاشت في غياهب الضلال وغرقت في الفواحش من الذنوب والمعاصي

ثار حينما اختلط الحق بالباطل لكي يميّز بينهما ليهلك من هلك على بينة وليحيا من حيا عن بيّنة

ثار ليجدد العشق الإلهي في قلوب المؤمنين وليظهر أولياءه منهم وليقتدي الناس بهم وهم أنصاره

ثار ضد الأمراض النفسية مثل الحسد والحقد والبهتان والنميمة والكذب والبغي وسوء الظن والتوهم وكل ما يلوث الروح من أوساخ الغفلة

فجاء بثورة أعادت معالم الدين إلى سابق عهده وأعلت كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله.

فعلى من بيده زمام المحراب للصلاة والمنبر الحسيني والقروبات الثقافية على وسائل التواصل والمنتديات والجلسات أن تبرز معالم مدرسة الحسين بأقوالها وتنعكس تعالميها على أفعالنا وسلوكنا لنرتقي مع فكر الحسين وأهدافه وقيمه

لذا أيها الأحبة نريد أن نستلهم من الحسين هذه القيم الربانية والنفحات الرحمانية ونجدد العهد مع الله سبحانه بتمام العبودية الحقة تحت راية يا لثارات الحسين فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ، السلام عليك وعلى اختك الحوراء زينب وأخيك أبي الفضل العباس عليهما السلام

 

[1]  بحار الأنوار: ج 44، ص 329، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1، ص 188 - 189، مقتل الحسين للمقرم: ص 139.
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
علي بن حسين
[ القطيف ]: 31 / 8 / 2018م - 12:08 م
احسنت بارك الله فيك... فعلى مثل الحسين فليبكي الباكون.
اللهم اجعلنا من خدمة الحسين (ع )