آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:16 م

التعبد لله بالاساءة

سامي الدبيسي *

تستغرب عندما تكون الاساءة والعدوان بدافع ديني فالدين بمفهومه الفطري يدعو للقيم والاحسان والدفاع عن النفس كرد للعدوان وليس للانتقام لكن مايحدث انعكاس للثقافة الاجتماعية الفاسدة وصياغة الدين على مقاسها بحيث تصبغ بصبغة دينية كي تكون مبررة.

فاذا كان المجتمع يفتقد الاخلاق الحسنة في التعامل ويغلب عليه الهمجية السلوكية كثقافة اجتماعية فسيدافع عما يعتقده مقدسا بمختلف الاساليب القذرة ويبرره بأنه انتصار لما هو حق.

وابرز مثال هو التجاذبات الدينية والمذهبية التي نسمعها ونقرأها ونراها والتي لو عاد الانسان لفطرته السوية لاشمئز من هكذا تعامل وتسائل بأي مبرر يتم ذلك فالاله والنبي والامام ومايعتقدون أنه صدر منه مايتبنون هل يرضى بالسوء من القول والعمل في سبيل الدفاع عنه وهل يحتاج هو لذلك؟

عندما يختلف اثنان أو أكثر في أمر دنيوي كمال أو قطعة أرض مثلا ويغيب ضمير أحد منهم أو جميعهم سيسلك مختلف السبل سواء المشروعة أو غير المشروعة في سبيل أن يكون له/لهم لكن أن يكون السبيل في الدفاع عن العقيدة أو الشريعة كما يعتقد من يدافع عنها ويسلك سبيل الاساءة فذلك غير مفهوم الا ان يكون ذلك طريقا لامتياز مالي أو وجاهة اجتماعية أما ان كان ممن لايروم ذلك فتلك حماقة غير مفهومة.

مجرد أن يطرح أحد رأيا مخالفا أو يعلن عما يعتقد أنه صحيح لكنه يخالف السائد فستنبري الالسن وتسخر الاقلام في سبيل اسقاطه واثبات خطأ مايقول ويبدأ التشكيك وكيل الاتهامات والجدل المضحك ولوي عنق الكلمات وقد يصل للشتم والبذاءة وكل ذلك باسم الدفاع عن الدين!

سابقا وقبل سن القوانين الحكومية التي تجرم الاساءة الالكترونية مثلا كان الناس يأخذون راحتهم في البذاءة والاتهامات الباطلة والتشكيك لكن ومع تطبيق العقوبات حد ذلك من حريتهم فيه لانهم يعلمون أن الجزاء سيكون قاس فأصبحوا يتبعون أساليب يمكن أن تؤول على أنها ليست اتهاما أو اساءة لكنها في واقعها تشكيكا ومحاولة لاخراس المختلف.

مع أن الدين في خطابه القرآني لايقبل الاساءة وفرض الاراء لكن واقع من يبنونه على العكس.