آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

رقمنة التعليم من خلال موقع Seppo لتصميم الألعاب التعليمية

رائف بودريس *

على مدى السنوات الماضية كانت فنلندا مركزًا للتميز والريادة في مجال التربية والتعليم. حيث قامت العديد من الدول «بما فيها المملكة العربية السعودية» بابتعاث مجموعة من معلميها إلى دولة فنلندا لمشاهدة أفضل الممارسات التعليمية والخبرات التربوية لكي ينقلوها إلى مدارسهم، مما يجعل نظامهم التعليمي ناجحًا ومتقدما لتحقيق رؤية المملكة 2030. كما بدأ المعلمون والممارسون الفنلنديون في الترويج لأفكارهم ومواردهم التعليمية في البلدان الأخرى.

أحد هؤلاء المعلمين هو السيد ريكو ألكيو Riku Alkio، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Seppo Finland، وهي شركة رائدة على مستوى العالم في مجال التعليم والأنشطة التعليمية الخارجية. ويسعى السيد أليكو وزملاؤه إلى إنشاء نوع جديد من أساليب التدريس يجمع بين التعلم الاجتماعي والطرق المتعددة لاستخدام تكنولوجيا الهاتف المحمول.

وبعد إطلاق فنلندا منهجها الوطني الجديد للتعليم الأساسي منذ عامين، أصبح هناك الكثير من التركيز على دمج المواضيع، وهو ما يطلقون عليه اسم "التعلم القائم بالظواهر“Phenomenal Based Learning، الذي يهدف إلى إعطاء الطلاب صورة واسعة لظواهر العالم الحقيقي، حيث يقوم الطلاب بتنفيذ مشاريع متعددة التخصصات لدراسة ظاهرة أو حدث عالمي خلال ذلك العام الدراسي.

ومما وجدته في نظام التعليم الفنلندي، أنه يعطي الكثير من الحرية للطلاب ولكن في نفس الوقت يتوقع منهم تحمل مسؤولية تعلمهم. ومن أهم القضايا الرئيسية في فنلندا في الوقت الحالي هو مفهوم رقمنة التعليم، والذي يغير بسرعة من أدوار المعلمين. حيث يتم تحويل دورهم من المتحكم إلى دور الميسر والمنظم للعملية التعليمية. وهذا هو السبب الرئيسي وراء حاجة المعلمين إلى دورات التطوير المهني المستمر والتدريب على كيفية استخدام التكنولوجيا لتحديث تدريسهم بطريقة سليمة تربويا.

ولكن يخشى بعض الخبراء «كما سمعته من عالمة الأعصاب البارونة سوزان قرينفيلد The Baroness Susan Greenfield في منتدى المعلمين الدولي في مدينة الرياض 2018 «من أن التكنولوجيا ستغير من طريقة عمل الدماغ وعملية التعلم للجيل القادم، ولكن من وجهة نظري إن استخدام الحلول التكنولوجية بطريقة صحيحة من شأنه سيثري طرق التواصل بين المعلم والطالب. كما أعتقد أنه يتوجب علينا كمربين متطورين أن نخلط بين أساليب التدريس التقليدية والحديثة، وبذلك لن نفقد أبدًا العلاقة الحساسة والمهمة بين المعلم والطالب. فنحن بشر!!! نحتاج إلى التواصل الإنساني المليء بالأحاسيس والمشاعر، وهذا ما نفقده عند استخدامنا للتكنولوجيا بشكل كامل.

ومن ضمن الأدوات التقنية الحديثة التي وجدتها في فنلندا هو استخدام موقع Seppo في تصميم الألعاب التعليمية، والذي يمكن المرء من العثور على مستخدمي لعبة Seppo في حوالي 40 دولة مختلفة حول العالم، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة. حيث يمكن أن يدعم ذلك الموقع جميع أنواع المناهج الدراسية. ولا يقتصر الأمر على الأطفال فقط الذين يستمتعون باللعب، وإنما أيضًا يمكن استخدامه مع مستخدمين في المراحل الجامعية. حيث يتم تحفيز الطلاب بجميع فئاتهم العمرية للتعلم عن طريق اللعب.

ولأن فنلندا تؤمن بأن المزيد من التعلم سيحدث خارج الفصل الدراسي مستقبلا، وبناءً على ذلك، ستصبح الأنشطة الخارجية وأنشطة التدوين ذات أهمية متزايدة لطلاب الجيل القادم. وهذا ما تحدثت به عالمة الأعصاب سوزان جربنفيلد ”أنه من خلال إضافة الحركة البدنية إلى اليوم الدراسي، ستعمل أدمغة الطلاب بشكل أكثر فعالية وسيزداد تركيزهم ونمو تعلمهم“.

وما نجده حاليا من تقدم في تكنولوجيا التعليم، من انتقال عملية التعلم من داخل غرفة الصف إلى بيئات مختلفة مثل الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز أو البيئات المادية المختلفة. وباستخدام موقع Seppo، سيتمكن المعلمين من استخدام بيئتهم المحلية كملعب تربوي بطريقة سهلة وآمنة. حيث أن ذلك الموقع يعمل على جلب طرق غير رسمية للتعلم إلى بيئة رسمية كالمدرسة أو الجامعة مثلا.

وبالتالي يعتبر موقع Seppo هو حل قائم على الويب، بحيث يمكّن المعلمين من إنشاء الألعاب التعليمية ومشاركتها من خلال إنشاء لعبة تعتمد على أي بيئة مادية مثل ساحة المدرسة أو الحديقة أو المتحف أو مركز المدينة. كما يمكن للطلاب أيضًا لعب اللعبة داخل الفصل الدراسي وعلى المعلم فقط مراقبة تعلمهم بالحركة واللعب عبر اتصاله بشبكة الإنترنت.

وقال ألكيو «مصمم موقع سيبو» بأنه قام بتصميم ذلك الموقع ليكون أداة بسيطة وسهلة يمكن لأي معلم استخدامها. بحيث لا يحتاج المرء إلى أي مهارات خاصة في تكنولوجيا المعلومات - هناك ثلاثة أزرار فقط تُستخدم لإنشاء تلك اللعبة التعليمية.

تعليم المنطقة الشرقية