آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

ممارسات أكثر من شاذة

أمين محمد الصفار *

قبل سنوات، صُدم الرأي العام المحلي بقضية غريبة وغير متوقعة، واستمر وقع الصدمة مدة طويلة بسبب قيام جمعية خيرية بإقراض شركة مساهمة محلية قرضًا بملايين الريالات.

وبالرغم من وصول القضية إلى القضاء إلا أن القضية أحدثت هزة قوية، فكما هزت هذه القضية الرأي العام، هزت أيضا أكثر من قطاع ذي علاقة بما فيها القطاع الخيري نفسه، ففي الوقت الذي يُنظر ويُتوقع أن تقوم هذه الشركات بدعم الجمعيات الخيرية بمختلف الوسائل والأساليب المعروفة والمبتكرة، اكتشف الناس أن شركة من هذه الشركات تقوم بالاقتراض «قرض خيري كما كانت تقول الشركة» من جمعية خيرية متخصصة بدعم المحتاجين من الناس وليس الشركات.

هذه الحالة الغريبة والصادمة بكل تفاصيلها تثبت أننا بحاجة أكثر لمتابعة أداء المؤسسات والشركات والأجهزة الخدمية المكلفة بتقديم الخدمات المختلفة للناس لتلافي اي انحراف في الأداء يؤثر سلبًا على حياة الناس. فهذه القضية عكست طبيعة الأشياء بشكل فج، حيث خالفت طبيعة كل الأنظمة الرئيسة المعمول بها في القطاعات ذات العلاقة، والتي حدثت بعيدًا عن أعين الناس.

اتذكر هذه الحادثة واربطها بظاهرة شبيهة ولا تقل غرابة عن القضية التي ذكرتها وتحدث أمام أعين كل الناس، وهي ظاهرة تعدي واستغلال بعض الشركات والمؤسسات لأغراض تجارية بعض المواقع والأراضي الحكومية المخصصة أصلا للخدمات العامة المختلفة داخل الأحياء السكنية وخارجها مثل: مدارس وملاعب للحي وأسواق النفع العام.

لقد أصبحت هذه الشركات تقوم بتلقائية من أمن العقوبة باستخدام هذه المواقع كمواقف لشاحناتها ومعداتها الثقيلة، متعدية على حقوق الناس بالازعاج ومهددة ومعرضة حياتهم للخطر، لقد أدى سكوت البلدية عن هذا الحال إلى تشجيع الأفراد أيضا الذين لديهم حافلات ومعدات خاصة للقيام بنفس هذه الممارسة الفجة، بل أصبحت مشكلة مركبة بتحويل الأهالي لهذه المواقع غير المستغلة إلى مستودع ومرمى لمخلفاتهم المختلفة، حتى أصبح وسط بعض الأحياء السكنية الذي تم تخصيصه وتخطيطه كمتنفس لسكان الحي اصبح همًا جاثمًا على سكان الحي يهدد استقرارهم في كل لحظة، ولم يعد الأمر مجرد تشوه أو تلوث بصري فقط.

ستظل هذه الممارسة خاطئة وهذا المنظر شاذًا مهما طال الأمر وحتي لو استمرت البلدية بالسكوت عنه، وأنه متى ما حصلت الإرادة القوية فأن الحل لهذا الأمر سيصبح أسهل من الحديث عنه، لكننا نظل دومًا بحاجة أساسية للحديث بلغة واحدة مقبولة تتفاعل إيجابيًا مع التحديات البلدية التي تواجه محافظتنا وتمنع تبوأها المكانة التي تستحق بين مدن المملكة كافة.