آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

الصدمات الأخلاقية في عالم اليوم من يعالجها

المهندس أمير الصالح *

هل القيم الاخلاقية للشعوب والامم تشابه البرامج التشغيلية للحواسيب الالكترونية من حيث التجديد للإصدار اي هل يمكن لكل امة ان تستبدل قيمها بشكل دوري في كل عقد او اقل؟!

الجواب المتوقع والعام هو لا.

قد يكون هناك من الناس من صُدم بتوالي نجاح الشواذ جنسيا على نطاق عالمي في انتزاع قوانيين تحميهم من المحاسبة القانونية والاخلاقية. 8 سبتمبر 2018، الهند شهدت اخر تلكم الانتزاعات القانونية لحماية الشواذ جنسيا بعد اوربا وامريكا وكندا وبعض دول امريكا اللاتينية.

مايلفت الانتباه هو ان الهند تعتبر اكبر دولة ديمقراطية في العالم وهي شرقية الهوى والنزعة. وقبل ذلك نجح مستهلكي مخدر الماريجوانا في كندا وقبلها في بعض ولايات امريكا الغربية ك كولورادو من انتزاع قوانين تشرع حفظ حقوق استهلاكهم وزراعتهم لنبتة الماريجوانا ولو بغطاء وعناوين مخففة ك الماريجوانا الطبية.

المواطن العالمي اي الشخص كثير السفر او الانتداب او المبتعث او الذي لديه تشعب نسبي في بعض قارات العالم الحي، ستثير هكذا تشريعات هواجس امنية واخلاقية كثيرة في داخل نفسه لاسيما انه او احد ابناءه المبتعثين او المنتدبين للعمل يتنقل / يتنقلون بين دول مختلفة التشريعات والقوانين. وهذا يدعو ذاك المواطن العالمي ان يثقف نفسه قانونيا ليتفادى الوقوع في التصادم ما بين موروثه الاجتماعي وعرفه الديني من جهة وبين الجديد من قوانين تلكم البلاد التي يزورها عملا او سياحة او زيارة لانسابه حيث يصادف رؤيته مع من يمارس سلوكيات غير محافظه.

هذا القلق من تماطر القوانين المؤيدة للشواذ والمتعاطين للممنوعات، يصاحبه السؤال الجوهري وهو انه كيف انقلبت الصورة في بعض المجتمعات المتطورة او الفقيرة الى درجة الكفر بقيم الاخلاق والسلوك السابق من موروثها الفكري والاخلاقي او القانوني؟. فمثلا، امريكا اطلقت حملة عسكرية في نهاية التسعينات من القرن العشرين ضد دولة افغانستان ب دعوة محاربة منابع زراعة المخدرات وتصفية الامور في مهدها واليوم نفس النبتة او احد اخواتها يزرعها محارب امريكي سابق في الجبهات الافغانية في مدينته بوردو بولاية أوريغون الامريكية وبغطاء قانوني كامل على اراض بلاده!!

بالامس القريب جدا يعتبر تقبيل بطل فيلم هندي لحبيبته في الفيلم السينمائي من المحظورات اجتماعيا وقانونيا ويعاقب ممارس الشذوذ بالسجن عشر سنوات واليوم المشرع الهندي اي المحكمة العليا توافق على قانون يجيز الممارسات الشاذة في علاقات بني البشر!!

هل هي لعبة الحرية والديموقراطية ومن يجيدها يكسب الساحة ام هي لعبة سلطة الاموال القذرة ونظرية المؤامرة على اخلاقيات بني البشر؟

شخصيا ارى بان خذلان المؤمنين بافكار العفة والاخلاق المرموقة، من كل الديانات والمدارس الفكرية والقوميات، لترويج أفكارهم بطرق جميلة ومحببة للنفس في هذا الصدد هي احد اسباب الفراغ الذي قد تم ملئه خلسة من قبل المروجين للافكار السيئة سلوكيا والشاذة فطريا؛ وقد تكون احد تلكم الافكار هي افكار تروج للشذوذ الفكري او الجنسي او السعي لتسويق إباحة المخدرات او اباحة العلاقات الشخصية بعناوين ومشاريع مختلفة وتحت أقنعة براقة.

نقل لنا حديثا بانه اطلق برنامج جديد يلزم الطلاب بكل خلفياتهم الاثنية والعرقية والدينية حضور دروس التعليم الجنسي منذ فصول الروضة في مقاطعة كيوبيك الكندية وفي مدارس بعض الدول الإسكندنافية لايحق للأبوين الزام ابناءهم بلبس مخصص لـ الجندر «ذكوري / أنثوي» لان حق تقرير الجندر يكون للابن بعد بلوغه!!! وفي ايرلندا تم حديثا اعتماد حق الإجهاض!! وقبله بعدة اعوام تم تمرير الموافقة على مايسمى بالقتل الرحيم في هولندا!!!

ليس المطلوب ان يكون ايا منا شرطي للفضيلة ولكن الكل مطلوب منه التعبير الاستباقي بالكلمة الصادقة والموقف الذكي لافشال او اجهاض او تقليص اي تمدد لاي تسويق لسلوكيات شاذة عابرة لـ القارات تتصادم مع العفة السلوكية والامن الاجتماعي فيما لو احتمالية تأثر منطقتنا به او انسانية الانسان في اي مكان شبه ملموسة ولو بعد حين.

فعلى سبيل المثال اقرار المحكمة الهندية لحرية ممارسة الشذوذ حتما يثير المخاوف لدى اسواق العمل الخليجية لكثافة العمالة الهندية في كل المدن الخليجية. ولك ان تتصور ابعاد هكذا سلوك في اماكن التجمعات السكانية لمدن العمال او مخيمات سكن العمال المجاورة للمدن الكبرى وكذلك تسرب العمالة المنزلية ذات السلوكيات الممقوته والشاذة تتلاقى مع الاطفال من خلال الخدمات ك النقل او نقاط البيع ك البقالات. الكل منا مطالب بحفظ محيطة بكل ما اوتي من علم وحنكة واساليب ناجعة والسعي الدؤوب لـ تثبيت القيم المحترمة. وكخطوة وقائية نطالب بتفعيل اقرار الهوية الجنسية في حق القوى العاملة القادمة من دول تبيح الشذوذ كإجراء وقائي مبدئي وباجراءات سرية صارمة وفي ذات الوقت اعطاء الحق للعمالة بعدد إجازات اكثر من مرة في السنتين لتفادي مخاطر الكبت. من المهم للجميع ان تعم الفضيلة وتسقط الرذيلة ليكسب الجميع أمنه النفسي وكرامته الوجودية.