آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:39 م

عاشوريات «3»

محمد أحمد التاروتي *

استحباب زيارة الامام الحسين المتعددة على طوال العام بشكل عام، من خلال الزيارات المخصوصة الواردة عن اهل سواء في ايام العيد ”الفطر - الاضحي“ وليالي القدر وايام عرفة، او ايام ”عاشواء - صفر“ وكذلك ليالي الجمعة، تكشف الحرص الشديد على توثيق الارتباط بقضية قضية كربلاء، بحيث تصبح حاضرة في الوجدان الانساني واللا شعور على مدار العام، خصوصا وان معركة كربلاء تمثل مفصلا تاريخيا في العصر الاسلامي، باعتبارها معركة فاصلة لتصويب الاعوجاج في مسيرة الامة الاسلامية.

زيارة الامام الحسين ، بما تحمل من مضامين وعبارات دقيقة، تسهم في كشف الكثير من الخفايا، والدعايات المغرضة، التي سعت لتشويه الحركة الاصلاحية، لمسيرة سيد الشهداء ، وبالتالي فان الارتباط المتوصل مع قضية كربلاء، تشكل حائلا في المساعي الهادفة لطمس هذه المعركة الخالدة، فالزيارات على اختلافها تركز على المبادئ، والخطوط العريضة، التي انطلقت منها معركة الطف، بمعنى اخر، فان الزيارة لا تقتصر على توثيق الروابط، مع قضية الامام الحسين فحسب، وانما تتحرك باتجاهات متعددة، بهدف فك الحصار المفروض على شريحة اجتماعية واسعة، فهناك أطراف عديدة تعمل على مدار الساعة، في وضع حواجز للتواصل مع حقيقة الثورة الحسينية، وبالتالي فان الزيارة تضع الجميع امام مسؤولية حمل المبادئ، التي حملها سيد الشهداء .

عملية الاتصال غير المباشر، مع قضية الامام الحسين ، عنصر حيوي لمواصلة الارتباط المستمر، حيث تشكل الزيارات احدى الادوات المستخدمة، لتعميق الترابط مع معركة الغاضرية، لاسيما وان عملية استمرارية القضايا الكبرى، مرتبط بوجود منهج متكامل، بحيث يكون متاحا للجميع، ويمتاز بسهولة الوصول اليه في جميع الاوقات، الامر الذي توفر الزيارات العديدة للأمام الحسين ، فالروايات تحث على مواصلة الزيارة، في جميع الظروف وفي مختلف الاوقات.

استحباب زيارة الامام الحسين ، ينطلق من اهداف كثيرة، فمنها الحصول على الثواب الجزيل، ونيل الشفاعة من سيد الشهداء ، بالاضافة الى الترغيب الشديد في الارتباط المتواصل، مع قضية كربلاء على الدوام، خصوصا وان المعركة الخالدة بحاجة الى الكثير، من الادوات لتأخذ مداها الطبيعي، نظرا لوجود جهات عديدة تعمل بمختلف الوسائل، لايقاف الاشعاعات المتواصلة لقضية الطف، وبالتالي فان الزيارات ليست لاستذكار حوادث تاريخية، وقعت قبل 14 قربا، وانما تتحرك باتجاه وضع النقاط على الحروف، فيما يتعلق بازالة الغموض، ورفع الحجب، التي تحيط بهذه القضية الكبرى.

تبقى زيارة الامام الحسين ”ع،“ احد الاسلحة الفعالة، في بقاء القضية في الضمير الحي الانساني، فهذه الزيارات قادرة على التجديد بشكل مستمر، نظرا للمضامين العميقة التي تحتويها، كافة الزيارات المخصوصة لشيد الشهداء ، وبالتالي فان المحاولات المستميتة، التي بذلت في طمس معالم فاجعة الطف، باءت بالفشل نتيجة عوامل متعددة، ولعل احد العوامل الفاعلة، في تكريس هذه القضية في الوجدان الانساني، يتمثل في وجود الزيارات العديدة، لاسيما وان الروايات الكثيرة تحض على مواصلة هذه الزيارات، للاثار العديدة المترتبة، على مداومة قراءة هذه الزيارات، وبالتالي فان الزيارات تمثل شعلة مضيئة قادرة، على تبديد العديد تفاصيل قضية كربلاء، المراد تغطيتها من قبل بعض الجهات.

كاتب صحفي