آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

المشاجرة: قراءة كربلاء بمنهج مختلف يؤكد على أثر العامل الثقافي والديني

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - القطيف

أكد الشيخ إسماعيل المشاجرة في محاضرته أول أمس، في مأتم أهل البيت حسينية السنان بالقطيف، بعنوان ”اعادة تشكيل السردية التاريخية في أحداث كربلاء“ على إمكانية المقاربة بين منهج السرديات القرآنية في نظرتها للسنن الكونية والتي تتحكم في مسار الأحداث والأمم والتاريخ، والعناصر المؤثرة في رسم الظاهرة الاجتماعية في منهج اميل دور كايم، واسقاط تلك القراءة على سرديات الأحداث التاريخية التي أدت إلى حادثة كربلاء، للخروج بقراءة تختلف عن القراءة النمطية التاريخية.

وأشار الى الإختلاف بين صفات الظاهرة الاجتماعية والسنن الكونية، فالظاهرة الاجتماعية لدى دور كايم وماكس فيبر، تتكون من مجموعة من الأحداث، لها وجود خارجي مستقل عن الافراد، مجبرة وملزمة للافراد بسلوكيات معينة، ترتبط مع غيرها من الظواهر ولاتتحرك بمعزل عنها، بينما السنن الكونية تحكمها قوانين كبرى، وتصب فيها إرادات الأفراد وفق إرادة الهية لتحقيق الهدف من الخلق دون سلب أو مساس بالحرية الفردية، كسنّة التغيير، والصراع بين الحق والباطل.

ولفت إلى دور المعصوم في اختطاط السنن وتموضعه فيها، وتأثُّر السنن بتموضعه، باعتباره يمثل الحق.

وتطرّق في المقاربة الإقتصادية باعتبارها أحد العوامل المؤثرة في قراءة السرديات التاريخية وبإسقاطها على الأحداث التي أدت كربلاء، إلى دراسة لأحد الإخوة المصريين، بالإضافة إلى ماذكره المفكر طه حسين في كتابه ”الفتنة الكبرى“ والتي ربطت ثورة الامام الحسين باستشراء الحالة الطبقية منذ أيام الخليفة الثالث، والتفاف الطبقة الكادحة بالحسين ع، والثرية مع يزيد.

وأعلن الشيخ المشاجرة رفضه لهذا الطرح، لافتا الى انه لايمثل حقيقة الثورة، فالمعصوم منطلقه رسالي وهو امتداد لمن سبقه، ويرمي الى اشاعة العدل والمساواة ضد حالة من الظلم، ولاينحصر في الجانب المادي، مشيرا إلى عبارته ”انما خرجت لطلب الاصلاح أريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي“.

كما رفض المقاربة الإجتماعية والتي تقوم على الوجاهة والإنتماءات العرقية، لافتا الى ان البعض يرجع الثورة للصراع القبلي العرقي بين بني هاشم وبني أمية، لافتا إلى الروايات المشكوكة منذ ايام ولادة هاشم وعبد مناف وحادثة الإلتصاق والفصل بينهما.

وأضاف ان هذا المنطلق قد يؤثر في بني أمية، وليس في الإمام الحسين ع، فهو امتداد لحالة الوحي والرسالة، وفي إعلان رفضه ليزيد لم يقل عن نفسه أنا فلان بن فلان، بل قال: ”إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة“، كما لم يفعل ذلك مع يزيد بل أشار إلى صفاته ”شارب للخمور معلن للفجور“، مما يعني ان القضية ”صراع بين الحق والباطل“.

واشار إلى ان المقاربة بين المنهجين تتفق في أثر العامل الثقافي والديني في تحريك الصراع السياسي والإجتماعي في صنع الأحداث التاريخية، كما حدث حين مُنع تدوين السنة، وتشجيع القراء على الحفظ بعيدا عنها، وتحذير الإمام علي ع من منزلقات ذلك، وظهور فئة الخوارج.

ولفت إلى دور الامام الحسين في مجريات الأحداث وشهادته التي أحدثت صعقة أثّرت بشكل خاص في نفوس القراء، حيث أدركوا ان ”القاريء الواعي لايصح أن يقف مع من يحارب كتاب الله“ وماقاموا به من الثورات الارتدادية والتي اسقطت الحكم الاموي بعد ذلك بزمن.