آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 4:48 م

الشيخ المشاجرة: النموذج المعرفي التوحيدي هو الممثل للفطرة التي دعا إليها الأنبياء

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - القطيف

أكد الشيخ اسماعيل المشاجرة على أهمية إتقان ودراسة علم نظرية المعرفة بدقة حتى لا يغبن الانسان، أو يتعرّض للخداع نتيجة مايثيره أصحاب الإتجاه المادي من جدليات وإشكاليات ومغالطات عقدية قد تؤدّي إلى الإلحاد، إضافة إلى خطورة أسئلته والتي شطرت إجاباتها الفكر الانساني إلى شطرين.

وأشار في محاضرته أول أمس، في مأتم أهل البيت حسينية السنان بالقطيف، بعنوان، ”أسس النموذج المعرفي التوحيدي“ إلى أن الأهمية الفعلية له تكمن في احتوائه نماذج صغرى وكبرى، لافتا إلى أن النماذج الصغرى تعبّر عن طريقة تفكير الفرد بحسب تخصصه وبيئته، وهي محكومة بنماذج كبرى، حيث قسمها العلماء بحسب أهميتها إلى ثلاثة أقسام: الواقعي، والمادي، والغيبي.

وأوضح ان النموذج الواقعي يقوم على أساس الواقع، في مقابل الوهم لدى ”السفسطائية“ ومنهم الفيلسوف والفيزيائي الشهير ستيفن هوكنغ والذي يقول: ”مايدرينا أننا ننظر للواقع ربما نعيش هذه السنوات في الوهم“، محذّرا من الإنجرار لذلك الإتجاه من تصديق الوهم، والتشكيك في صدق الحواس.

وأشار إلى أن النموذج المادي يقوم على الحواس والمنهج التجريبي، حيث يسود الساحة الغربية وجل معارفهم مبنية عليه، وحذّر من ذلك النموذج لنكرانه ما لاتدركه الحواس، كالخالق، والورائيات، ومابعد الموت.

وبيّن أن النموذج الغيبي هو ما دعت إليه الأديان والأنبياء، لافتا الى ان سبب البعد عنه يكمن في أنس الانسان بالنموذج المادي، وعدم موازنته في القراءة والاطلاع، ودعا النخب والعلماء بشكل خاص الى الموازنة، وتعزيز المعتقد الغيبي باستسقاء منابعه.

وأشار إلى نظرة النموذج التوحيدي لجميع النماذج التي تحكم التخصصات والمعارف، ضمن منطلق توحيدي في وجود إله واحد، وعالم غيب.

وأوضح الأسس التي يقوم عليها ذلك النموذج من الإيمان بالغيب، والتسليم والإذعان بوجوده، وعدم الفرار منه أو إغفاله، خشية الوقوع في الإلحاد.

وأشار أن ملاك الحقّانية في تلك المعارف هو مايوصل إلى الله، لافتا إلى النظرة البراجماتية للمعرفة بأنها مايوصل للمنفعة أو المصلحة الجيدة، وقد تؤدي إلى إبادة أمم بكاملها.

ودعا إلى أهمية العودة للمعرفة الشهودية القلبية و”مرجعها الفطرة“، في ظل تداخل النظريات والأمور حتى لا يقع الإنسان في الشك.

وتطرق إلى كتاب انتوني فلو ”هناك إله“ والذي يتمحور حول قضايا ”الفطرة“، وإعلان إيمانه بعد سنوات من الإلحاد، مشيرا الى انها دعوة الأنبياء والأئمة في تحريك المخبوء من المشاعر في النفوس.

وأرجع تاريخ علم المعرفة الى العبارة الشهيرة للفيلسوف الفرنسي ديكارت، حين قال: ”انا افكر اذن انا موجود“، فانشطرت الفلسفة إلى شقّين: الوجود والتفكير، وبعدها دشّن الفيلسوف الانجليزي جون لوك لعلم مستقل في علم المعرفة ضمن كتابه ”مقاله في الفهم الإنساني“، لافتا إلى البدايات الحقيقة لذلك العلم على يد الفيلسوف الأسكتلندي جيمس فيرير والذي قال: ”لابد أن تشطر الفلسفة بما يتناول علم الوجود“ الأنطولوجيا ”، وعلم التفكير“ الأبستمولوجيا".

وأوضح المشاجرة اهتمام هذا العلم بالاجابة عن الأسئلة الكبرى المرتبطة بها: من إمكانية المعرفة، وطبيعتها، وأدواتها، مشيرا إلى من قال بإمكانية المعرفة هم ”محبو الحكمة“، ومنهم سقراط وأرسطو وتلامذتهم، في مقابل ”السفسطائيين“ والذين يرون ان العالم كله خيال في خيال، لافتا إلى إنقسام الناس حول طبيعتها فيما إذا كانت مادية أو ما ورائية.

وأشار إلى ان أدواتها تتمثل في الحسية، والعقلية، والقلبية والتي لم يعترف بها الغرب إلا مؤخرا، مطلقين عليها بالحالة الداخلية الخاصة ”الحدس“.