آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 7:46 م

توطين وظائف وتعدد أنشطة الاستثمار لضمان نسب نجاح أعلى

المهندس أمير الصالح *

بشكل ملفت قفز عدد المطاعم والبوفيات والكوفي شوبات التي تُفتح وكذلك التي في طريقها لان تفتح قريبا الى مايقارب العشرات وقد تجاوزوا المائتين في قطر لا يتجاوز اثنان الى اربعة كيلو متر من الحي الذي أقطنه. قد لا ابالغ، في الشهرين الماضيين كان معدل ادراج المطاعم او الكوفي شوب او البوفيات في الخدمة ب معدل مطعم او بوفية واحد / ة كل يوم / يومين!!!!

الحي الذي أعنيه هو حي يقع في الدمام ومتاخم لـ مدينة سيهات شمالا ومحاط بعدة مجمعات وعدد من البلازا ومراكز تجارية بأحجام متنوعة من باقي الاتجاهات. حديثا رصدت حزام خدمات مطاعم على طول الشارع الممتد بين سيهات الى الدمام بداءا من مراكز عصائر ومطاعم عدة بحي الكوثر ومرورا ب مطاعم الكريب الفرنسي ومطاعم بيرجر وكوفي شوبات ومطعم ومطاعم الكشري والفلافل والبيتزا ومطاعم المعجنات ومطاعم الأسماك ومطاعم اكل شعبي ومطاعم اكل لبناني ومنتجات طعام لاسر منتجة ومطاعم اكل سريع ومطاعم اكل صيني ومحلات الحلويات واماكن بيع الدونات والكيك الجاهز.. و.. و.. و.. وانتهاءا بمطاعم الرز البخاري والبروستد في اطراف حي السلام. هذا فضلا عن الباعة المتجولون للاغذية الساخنة بالعربات. هذه الصورة تتكرر في احياء عدة على امتداد حاضرة الدمام.

المتامل اقتصاديا عن توجيه الاستثمار والاموال من قبل الاهالي في قنوات محددة وانشطة مستنسخة مكررة من قبل البعض سيدرك ان هناك افق استثمارية تكاد ان تكون غير خلاقة او تترجم حالات الاستنساخ المتبعة لدى البعض دونما استيعاب التبعات لحالة التشبع او الاغراق في العرض التجاري لنفس الخدمة في ذات المكان او محيطه. في حال التامل بصورة اكثر تنقدح اسئلة عديدة عن امور كثيرة منها دور المراكز الاستثمارية ومؤسسات الأقراض والتمويل وجهات الاعلام والبنوك في زيادة وعي المستثمر الجديد وتعدد قنوات الانشطة التجارية المتاحة.

المقال تم تسطيره بناء على الاصدار الحكومي الوطني في تشجيع المواطنين على الانخراط بالاعمال التجاربة الحرة من خلال توطين 12 قطاع تجاري وفي ذات الوقت تم فتح باب الاقراض من بنك التنمية الاجتماعي للمتوجهين للعمل الحر بحد قرض مالي يصل الى مليون ريال مع تسديده على فترة 6 سنوات؛ للتفصل نرجو نقر الرابط التالي: https://www.sdb.gov.sa/ar-sa/our-products/productive-loans/products/resettlement-projects.

هذان القرارت الجميلان سيخلق موطئ قدم فاعلة للمواطن الجاد في اقتناص الفرصة اذا ماكان يجيد تبني ادوات تشخيص المجال التجاري الذي يود ان يقترض من اجل اقامته. ومن المهم الابداع في استجلاب عمل تجاري يلبي حاجات الزبائن وليس اغراق السوق به.

منذ فترة ومع مشاهدة كثرة المطاعم والكوفي شوب، كنت اتسأل لماذا لا ينخرط بعض المواطنين العاطلين الذين يجيدون او لديهم الرغبة في تعلم فنون الطبخ في العمل بتلكم المطاعم او ادارتها؟ لاحقا، طرحت سؤال مع نفسي اذا ما انخرط هؤلاء الشباب كمستثمرين في الاعمال الحرة فلماذا التكدس في الاستثمار بالمطاعم والكوفي شوب والبوفيات؟!.

حسب المعلومات العامة والموروث الثقافي، العمل الحر فيه الكثير من البركة والربح والاستقلالية والكرامة. الا انه من المهم التنوع وليس الاستنساخ في الانشطة الاستثمارية التجارية والتركيز على بقعة جغرافية واحدة حتى لا يخسر المستثمرون أموالهم. فارجو من الشباب والشابات من ابناء الوطن استكشاف افق تجارية او استثمارية ارحب وان يستفيدوا من تجارب الاخرين. اتذكر في العقد الاول من الالفية الحالية، معظم المتقاعدين استثمروا مدخراتهم في بناء او امتلاك عقار بهدف الايجار واتذكر قبل عدة سنوات عدد كبير من تجار المعادن النفيسة حولوا تجارتهم الى العقار ولكن التكدس في الاستثمار الواحد اغرق السوق. طبعا نعقد الامل ان يشاركوننا اصحاب التجارب في قصصهم الناجحة او المنتكسة حتى يكون ابناء المجتمع على بينة قبل الولوج في دروب التجارة ليتجنبوا دروب الزلق والنجاة من مطباته وحسن السلك فيه.