آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 3:51 م

تعرف على حقيقة «عيون» أهالي أرض الجبل الحارة.. «حسودين»

جهات الإخبارية نداء آل سيف - تاروت

انتبه!! لأن «أهالي أرض الجبل عيونهم حارة» جملة قد تقال لكل من يتعامل مع أحد أفراد حي أرض الجبل بجزيرة تاروت، والتي تحمل تحذيرا بأن سوء قد يحدث لك جراء التعامل مع أناس اشتهروا بالحسد من القديم.

قصص كثيرة يتناقلها الأهالي والتي يؤكدون فيها على حذرهم وخوفهم من عيون «أهالي أرض الجبل» فهذه تخاف من الارتباط بزوج من أرض الجبل ورفضته رغم أنه لا يعيبه شي الا لانه من أرض الجبل والتي تخاف أن تصلها لعنة الحسد.

وذاك يخاف من اصطحاب زميله الجبلي في العمل بسيارته لأنه يخشى أن يصيبه حادث أو عطل في سيارته لأنه يؤمن بأن عينه حارة، وغيرهم المئات من القصص التي تتناقل يوميا منذ القديم عن حرارة عين أهالي المنطقة.

@عيونه أصابتنا ب «الحمى»

من جهته، أكد الحاج السبعيني محمد الفردان على وجود الحسد في كل الأمكنة والأزمنة، مستدركا بأن أرض الجبل اشتهرت بوجود أكثر من شخص «حسود» جلب الضرر لمن حوله.

واستذكر الفردان قصته مع حسد أرض الجبل قائلا «بينما كنت مع ثلاثة من أصحابي نلعب في الشارع، إذا مر علينا رجل من أهالي أرض الجبل فحسدنا، وفعلا أصبنا نحن الأربعة بالحمى في ساعتها».

وأشار الفردان إلى اعتراف بعضهم بأنه حسود وأن الضرر الذي يتحدثون عنه يتحقق.

طيبة لكنها تاروتية

من جهتها، قالت أم أحمد والتي تعمل في شركة في الدمام: اعتدنا المشاركة في كل الأمور العملية وتبادل الأخبار عن الزيادات السنوية أو الامتيازات التي نحصل عليها أو رسائل الشكر التي توجه إلينا من الإدارة، مستدركة بقولها لكننا كنا نخفي هذه الأحاديث وغيرها من أمور حياتنا الشخصية عن إحدى الزميلات لأنها «تاروتية».

وشرحت أم أحمد سبب الاخفاء لأنها كانت تسمع عن حسد أهل تاروت وجلب النحس للآخرين، مؤكدة في الوقت ذاته على علو أخلاق الزميلة التاروتية وطيبة قلبها وحبها لجميع الزميلات ومشاركتها لهن في المناسبات.

خرافة من الأجداد

وأوضحت أم لؤي الصادق ان ما يقال عن حسد أهالي أرض الجبل هو إشاعة قديمة سمعناها من أجدادنا ولا صحة لها.

وبينت أن أهالي أرض الجبل كان ناتج عن سخرية ومزح بدأها احد الأهالي، وانتشرت حتى صار يضرب المثل في قوة الحسد بعيون أهالي أرض الجبل.

ظاهرة عالمية

بدوره، رأى الباحث التاريخي عبد الرسول الغريافي أن السخرية والتعليقات فيما بين أهالي المناطق والقرى المجاورة لهم ظاهرة عالمية منتشرة بين كل البشر على سبيل المزاح والتسليات رغم أنها تثير حساسية الكثير في المشاعر.

واضاف الغريافي قائلا: في منطقة القطيف مثلا هناك تعليقات على كل قرية ومدينة من قبل القرى والمدن الأخرى لاحصر لها وقد يصعب ذكرها لما لها من إثارة للحساسيات في المشاعر وهي عبارة عن مجرد تعليقات مضحكة للغاية يراد بها استفزاز أو مداعبة شعور أهالي قرية أخرى، كأشتهار كل منطقة بالأكل المفرط لأكلة معينه فيعيبون ذلك عليهم.

ومضى يقول أن تاروت واقعة في دائرة هذه التعليقات بين مناطق وقرى القطيف لكونها جزءا لايتجزأ منها، منوها إلى أنها اشتهرت بأشياء طريفة وكثيرة فهي مليئة بالعادات والتقاليد المتنوعة بين الجميلة والمرغوبة كطيبة أهلها وتعاونهم وذكاءهم ونبوغهم وبين المذموم منها كالذي ينسب إليهم باشتهارهم بتفشي الحسد بينهم.

اهالي تاروت والقطيف

وأوضح أن أهالي مدن وقرى القطيف عمموا فكرتهم عن أهالي جزيرة تاروت بأكملها بأنهم قد اشتهروا بالحسد، بينما يقتصر أهالي تاروت أنفسهم ومن يتعامل مع أهالي تاروت ويتردد عليها كثيرا في اتهاماتهم بالحسد على أهالي حي أرض الجبل فقط دون غيره من الأحياء.

وقال إن مايشاع عن أهالي أرض الجبل واتهامهم بحرارة أعينهم أي الإصابة السريعة ممن نظر منهم إلى المحسود فيقال: ”أهل ارض الجبل عيونهم حاره“ أي تصيب بالحد، واستدرك قائلا اشتهار أهالي أرض الجبل بطيب خلقهم وصفاء قلوبهم وحسن تعاملهم نساءا ورجالها.

رجل الحسد

وكشف أن قصة هذا الوصف هو ماينقل عن وجود شخص من بين أهالي أرض الجبل قد اشتهر بالحسد وذاع صيته في الخمسينات والستينات من قرن العشرين الماضي وأن أسلوبه في الحسد هو التشبيه بطريقة ساخرة.

ومضى يقول بعدها قام الكثير من أهالي ذلك الحي بتقليد أسلوبه بالتشبيه المضحك ولعل البعض تفوق عليه بنسج أساليب أرقى في طرق التشبيه فمن يسمع ذلك التشبيه يجعله يضحك ثم يقول له: ”صل على النبي“.

وأضاف: هكذا انتشر ذلك الإسلوب المعروف عند أهالي المنطقة الذي يعرفونه بالحسد ولعل كلامه قد وقع ذات مرة أو مرتين في الصدفة وتزامن كلامه مع حدوث إصابة أو سوء، فأكد هذا للناس بأن عينه حارة ومصيبة في الحسد.

الحسد والسخرية وجهان لعملة واحدة

وذكر أن المثير للغرابة والضحك في آن واحد أن مفهوم أسلوب الحسد عند كثير من أهالي مناطق الخليج وبالذات عند أهالي القطيف والأحساء والبحرين هو تشبيه الشي المراد حسده بشي آخر بطريقة تثير الضحك وأن من يقوم بهذا الحسد لابد أن يكون محترفا في الحسد وفي السخرية بطريقة تجعل السامع يقهقه ضحكا لما يسمعه من أسلوب التشبيه.

وأوضح حديثه قائلا: فمثلا يقع نظر الحاسد على سمكتين عند البائع إحداهما طويلة والأخرى قصيرة فيشبههما بفردتي حذاء مختلفتين! فيعتقد بعدها الجميع بحتمية إصابة السمكتين بضرر أو تلف أو عدم بيعهما حتى التعفن ورميهما بعد ذلك فتحل لعنة الحسد على البائع لخسارته لتلك السمكتين.

وأضاف: البعض يبالغ بأن فلان المشهود له بالحسد «كما ينقل عنه»: بمجرد أن يؤشر بسبابته على سيارة صغيرة وأمامها أخرى كبيرة ويتمتم بكلمات أويطلق نكتة تشبيهية كأن يقول: ”الجحشه الصغيرة تركض خلف أمها الحماره وماتقدر تصيدها“ عندها تقف السيارة ولا يستطيع أحد إصلاحها أو تحريكها إلا بعد أن يأتي الحاسد بنفسه ويقرأ عليها المعوذات أو يبصق عليها وعندها تنطلق السيارة ثانية دون الحاجة لأي صيانه وكأن شيئا لم يكن.

وأكد على أن مقصد أهالي منطقتنا هو شيء مختلف عن مفهوم الحسد الحقيقي وهو فن تشبيه الأشياء بأشياء أخرى مثيرة للضحك والجدل غير أن الخوف المفرط على المحسود وخصوصا إن كانت «الضحية» شيء حساس كالطفل حين يشبهه بقربة الماء عندما تحمله أمه خلف ظهرها فحتما أنه يستدعى الخوف عليه مايضطر صاحب الشأن إلى الطلب من المشبه أن يصلي على محمد وآل محمد.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 4
1
ابو حسين
[ القطيف ]: 6 / 10 / 2018م - 8:09 م
لي يعرف أهل تاروت يقول عنهم ما فيه أطهر منهم وأصدق و اجمل من طيب أهل تاروت
2
ابو محمد
[ سنابس ]: 7 / 10 / 2018م - 2:48 م
لولا الحسد ما مات احد ... اعتقد يلي انكر الحسد ما انصاب فيه ...
3
همس الحرير
[ البحر ]: 7 / 10 / 2018م - 4:37 م
احسنت ياابو حسين وهالكلام الذي صدر منك انما يدل على طهر اصلك وطيب منبتك
بيض الله وجه من رباك
4
أبو حسين
[ القطيف - تاروت ]: 8 / 10 / 2018م - 12:03 ص
يقال منذ القدم أن هناك أشخاص معدودين على أصابع اليد الواحدة أنهم مشهورين بالعين، وهو كما ذكر تشبيه الشيئ بشيئ آخر من أجل إضحاك الآخرين، وإن حصل فعلاً مالا يحمد عقباه، فيقال أن عين فلان أصابت، شخصياً لا أؤمن بهذا شيئ، ودائماً أقول: قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا.. فالعين باتت من خرافات الماضي البعيد.