آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

الاختيار.. الإنجاز

محمد أحمد التاروتي *

عملية الاختيار ليست سهلة، باعتبارها خطوة اساسية، في بلورة الكثير من الافكار، على أرض الواقع، الامر الذي يتطلب التريث والتمحيص في الاختيار، لتفادي ارتكاب الاخطاء، او الفشل في اختيار العناصر القادرة، على بلورة التطلعات والامال الكثيرة، بمعنى اخر، فان وضع المعايير الصارمة، والاشتراطات المطلوبة في الشخصيات، عملية ضرورية لتحكيم تكافؤ الفرص، والقضاء على المحسوبية في الاختيار، خصوصا وان الادوار الخطيرة والكبيرة، تستدعي التحرك الواعي والمسؤول، بعيدا عن العواطف، وبالتالي ايجاد العناصر القوية القادرة، على خلق المناخات لتنفيذ الخطط المرسومة، على شكل إنجازات قائمة.

بالرغم من اهمية الاختيار الصائب، للعناصر الكفوءة لتولي المناصب القيادية، للنهوض بالمسيرة العلمية، وتحقيق التطلعات الكبيرة، فان مبدأ العقاب والثواب يشكل احد العناصر الدافعة، لمواصلة مسيرة العطاء الناجحة، لاسيما وان المراقبة الدائمة تهدف للوقوف، على مدى الالتزام بالبرنامج المعد سلفا، فالفوضى والعشوائية تولد الفشل والتراخي، مما ينعكس على تأخر الانجازات، او ولادتها بصورة مشوهة، مما يستدعي وضع جميع الاحتمالات والخيارات، لتقليل الخسائر، وايجاد الارضيّة المناسبة، لتحفيز العمل على النجاح، باعتباره الطريقة الملائمة، لرفع المستوى الاجتماعي، بما يحقق المصلحة المشتركة، ويساعد على رفد الحركة الاجتماعية، بالوقود اللازم، للنهوض في شتى المجالات.

اختيار العناصر الكفوءة، يسهم في توليد الافكار الابتكارية والطموحة، خصوصا وان هذه النوعية من الكفاءات، ترفض مبدأ الفشل، وتدفع باتجاه العمل غير التقليدي، الامر الذي يفسر الفرق الكبير بين القيادات التقليدية، ونظيرتها غير التقليدية، فالأولى تعمل على الاقتناع بالوضع القائم، وعدم التفكير في المغامرة، او الأقدام على خطوات جريئة، تفاديا للفشل وعدم النجاح، مما يسبب في بقاء الأوضاع دون تغيير يذكر، بخلاف العناصر غير التقليدية، التي تفكر في ادخال الجديد على الدوام، بحيث تعمل على اقتحام الطرق الوعرة، لاكتشاف الخبايا، والحصول على التجارب الجديدة، واثراء الخبرة الحياتية بشكل مستمر، فالبقاء على طريقة كلاسيكية يحرم البشرية من التعرف، على الكثير من القضايا الغائبة عن العقول، مما يستدعي اقتحام المجهول، لفك شفرة تلك الامور، وانارة طريق المعرفة، امام العقول البشرية.

التحرك المستند على الاختيار الصائب، يولد إنجازات باهرة في الغالب، فالعقول المتفتحة قادرة على ايجاد الحلول، للكثير من الامور الغامضة، مما يحفز على الدخول في التجارب العديدة، للحصول على المعارف الجديدة، وغير المألوفة لدى السواد الأعظم، وبالتالي فان تحطيم القيود الاجتماعية السلبية، مرتبط بوجود عناصر كفوءة، تمتلك الرؤية الواضحة، للقضاء على الجمود، والبدء في مرحلة مختلفة معاكسة، للتيار الاجتماعي السائد.

بكلمة، فان الانجازات ليست متاحة للعقول المعطلة، فهي بحاجة الى عقول وقادة، وقادرة على التحرك بشكل دقيق، لتجاوز الالغام المنصوبة في الطريق، خصوصا وان طريق الانجازات محفوف بالتحديات المعنوية، والاحباطات المادية، الامر الذي يستدعي امتلاك الارادة الصلبة القادرة، على تحطيم تلك العراقيل على اختلافها، وبالتالي فان ايجاد العناصر القوية عنصر اساسي للانطلاق، باتجاه تسجيل الانجازات، بعيدا عن الظروف الاجتماعية السائدة، فالعناصر الراغبة في العطاء، لا تلتفت اطلاقا للمصاعب، وتعمل بجد في جميع الظروف، سواء السهلة او الصعبة

كاتب صحفي