آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

الدكتور الطاهر: احتضنوا أبنائكم ولاتخلقوا فيهم اضطرابات شخصية

جهات الإخبارية

دعا دكتور علم النفس مهدي الطاهر إلى تعزيز ثقافة الاحتضان بين أفراد الأسرة، وتجنب ممارسة الضرب التي قد تزيد في عناد الطفل.

وتحدث في الأمسية التي قدمها لـ 52 سيدة ورجل تحت عنوان «بنية الشخصية المستقبلية» عن أبرز مسببات اضطرابات الشخصية في الطفولة، ومنها التاريخ الأسري والمعاملة الوالدية التي تتأثر بها شخصية الطفل.

ولفت إلى إن أغلب الاضطرابات الشخصية تتكون في مرحلة الطفولة كأفكار وتظهر في المستقبل خلال مرحلة الرشد في التصرفات على شكل خجل أو تمرد أو قناعة ضعيفة أو الشعور بالدونية والحقارة.

وأكد على ضرورة الإهتمام بالأبناء واحتضانهم في مختلف مراحلهم العمرية وتعويدهم على تحمل المسؤولية، حيث إنه يمكن تحميل الطفل ذو عمر السنتين والنصف المسؤولية بما يتناسب وعمره.

وتناول في المحاضرة التي نظمها مركز رفاه للدراسات والتنمية الأسرية أمس الأحد بمدينة سيهات، تشكيل الضمير الإيجابي والذي يمكن اكتشافه في الطفل من عمر السنتين.

وحث على استخدام بدائل العقاب مثل استراتيجية الـ «time out» كمعاقبة الطفل بعد ارتكابه الخطأ المتعمد بوضعه على ”سجادة العقاب“ في زاوية الغرفة بحيث يكون مبتعد بمسافة معينة عن بقية أخوته لدقائق معدودة حتى يشعر بخطئه ويعتذر.

ونصح بعدم استخدام القسوة في العقاب أو التهديد حتى لاينتج عنه اضطراب في الشخصية ويخلق تمرد وعناد في الطفل، موضحا أن رواد السجون عاشوا في وسط أسري غير مستقر وتعرضوا إلى القسوة وعدم الاهتمام، فتولد لديهم الشعور والرغبة في التمرد.

وتطرق إلى آليات بناء منظومة الشخصية، وهي: القدوة وثبات النموذج والتقبل والتفاهم، محذرا من تشكيل نماذج اختلال سلوكي من الوالدين لأبنائهم عبر الضرب والتلفظ عليه بكلمات قاسية والشتم أو كثرة استخدام الرفض وكلمة «لا»، والتي بدروها تخلق اضطرابات وسلوك سلبي عند الطفل مثل العناد.

وقال: ”عالم الطفل المبني على كلمة لا بشكل مستمر ومتكرر يوّلد فيه العناد وتدني احترام الذات والقلق والاضطراب“.

ونبه  الوالدين من التسبب  بزرع سلوكيات سلبية في أطفالهم بسبب تعاملهما, فمثلا قد يتعلم الطفل من أبويه التأجيل وتأخير الأمور وعدم تحمل المسؤولية, حاثا على تعليمهم الصبر وتقدير الذات وزرع السلوكيات الإيجابية من خلال تعاملهما  كثناء الأب على أعمال الأم المنزلية أمام الأبناء حتى ينغرس فيهم مبدأ الثناء وشكر الآخرين.