آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

مستشار نفسي يؤكد على مقدرة السرد في العلاج النفسي

جهات الإخبارية

استعرض استشاري علم النفس الإكلينيكي محمود رشاد في محاضرة ”العلاج النفسي بالسرد“ العلاقة بين الدراسة العلمية للسلوك الإنساني والأدب، مشيرا إلى أن العلوم بشكل عام تهدف لتحقيق الرفاهية للإنسان، فيما يسعى علم النفس أيضا لتحقيق الرفاهية النفسية من خلال الصحة العقلية الخالية من أي اضطرابات.

وقال في المحاضرة التي نظمها بيت السرد في جمعية الثقافة والفنون بالدمام أمس الاربعاء وأدارها الدكتور مبارك الخالدي بأن هناك علاقة وثيقة بين العلاج النفسي والفن ترجع جذورها لنظرية التحليل النفسي التي أسسها فرويد وتفسيره لكثير من السلوكيات البشرية.

واعتمد المحاضر على اسلوب التفاعل مع الحضور من خلال طرح بعض الاسئلة وإشراكهم في محاور المحاضرة، ليؤكد على بعض الافكار والاعتقادات لدى الجمهور او يصححها بشكل علمي، خصوصا وأن اغلب الحضور من اصحاب التجارب الادبية والسردية، او ممن يهوون القراءة والاطلاع.

وذكر د. رشاد بأن استخدام العلاج النفسي عن طريق السرد القصصي يعد من أهم الأساليب المتبعة لدى المعالجين النفسيين، مؤكدا على قدرة السرد على زيادة وعي الحالات المرضية بذاتهم وتعزيز قدراتهم المعرفية للتمتع بالحياة من خلال إنتاجهم القصصي.

وذكر أن العلاج بالرواية او بالسرد القصصي يعتبر من اشكال العلاج النفسي الذي يسعى لمساعدة الناس على تحديد الافكار والمعتقدات والقيم والمهارات والمعارف التي يجب أن يحيوا من خلالها، حتى يتمكنوا من التصدي بفعالية للمشاكل التي يواجهونها مهما كانت، حيث يسعى المعالج من خلال وسيلة فنية تسمى ”التعبير الحر“ لمساعدة الشخص او الحالة المرضية لتأليف قصة جديدة عن نفسه، وهو ما يساهم في إكسابه مهارات جديدة خصوصا عندما يعيد سرد او كتابة قصته من جديد ليركز على جوانب كان غافلا عنها تعطي المزيد من القوة لشخصيته الذاتية.

وعن أهم القواعد العامة للعلاج بالسرد القصصي قال د. محمود رشاد: بالطبع هناك احترام حالة المريض والمحافظة على اسراره والنظر له على أنه شخص يحتاج لفهم ذاته ليتمكن من التعامل مع الواقع وحل صراعاته، وتشجيعه على التعبير عن ذاته، وعدم النظر له بوصفه مضطرب وعاجز.

وأضاف: في العلاج السردي لا يحتل المعالج مساحة اجتماعية او اكاديمية أعلى من المريض، بل لا بد أن تعتمد العلاقة العلاجية على أن يكون المريض الشخص الاكثر خبرة في فهم حياته وذاته، وهو الوحيد الذي لديه المهارات والمعرفة اللازمة لتغيير سلوكه.

واختتمت الأمسية بتكريم المحاضر من قبل المشرف علي بيت السرد بالجمعية مبارك الخالدي.