آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

بوشفيع: على الشاعر أن يعيش تجربته الروحية الخاصة لا كشاعر بل كإنسان

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - تصوير: أحمد الصرنوخ - الدمام

أكّد الشاعر إبراهيم بو شفيع على أنه ”لنضج التجربة الروحية“ لدى الشاعر فالأمر مرهون بتجربته الروحية ”الحقيقية“، لا المتخيّلة أو الإفتراضية، لافتا إلى أن البعض يكتب ”هلوسات، وهلاميات، وشطحات، ويظّنها تصوفا أو عرفانا، ولا يعلم بأن بعضها قد يجرّه لهاوية الكفر دون أن يعلم“.

ودعا الشاعر أن يعيش تجربته الروحية الخاصة لا كشاعر؛ بل كإنسان يبحث عن الكمال المطلق، وإجابات الأسئلة الوجودية الكبرى".

جاء ذلك في حديثه لـ ”جهينة الإخبارية“ على خلفية الأمسية الشعرية بتنظيم منتدى بن المقرب، والتي أقيمت على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام، في ملتقى المنتديات الأدبية بالمنطقة الشرقية، أول أمس، وشاركت فيها الشاعرة نورة النمر، وأدارتها رجاء البوعلي.

وأوضح البوشفيع أن الشعر بالنسبة له ”نافذة من نور وأمل نطل بها على عالم أجمل، وأفضل، وسط هذا العالم المليء بالوحشية، والظلمات، والحروب، مضيفا:“ الشعر هو رئة الشاعر الثالثة".

ولفت إلى أن أغلب مشاركاته في الأمسية جاءت من ديوانه الأخير ”يأكل الشعر في رأسي“، حيث ألقى في جولته الأولى أربعة قصائد ”قصيدة من ماء، شتاء وشتات، فكرة حادّة، صرخة في وجه العالم الجديد“، لافتا إلى أن القصيدة الأولى من ديوانه الجديد ”في فمي غيمة“، وجاء فيها:

صُبّي وجودك في وجودي كي أرى

بكِ مرة أخرى هُدى الأضواءِ

تتسلّقين على خيالي فكرةً

تتنزلين قصيدةً من ماءِ

يا فرحةً ضمّت ضياعي مرةً

فهديتُ للأشهى من الإحياءِ

وأشار إلى قصائده في الجولة الثانية، بعنوان ”آخر أنبياء الحزن، وجهي قصيدة، قوّة إلهية، رسائل من غابة الإسمنت“، منوّها إلى تأثر قصيدته ”وجهي قصيدة“ بسحر النص القرآني والأساطير والملاحم التاريخية التي تجذبه، ومما جاء فيها:

بي سحنة الأسلاف.. كيف تناسخوا

في هيكلي؟ كيف استحلت عريقا؟

يكفي بأن ألقي عليَّ بنظرةٍ

بلهاء تنبتُ للخيال عذوقا

لأرى حياتي مثل حبة قهوةٍ

ذابت بكوب الممكنات عمييييقا

ولفت إلى تحوّل بوصلته في الشعر للقضايا الإنسانية الكبرى: كالحروب، والتسامح، وتقبّل الآخر، والتأمل، والغوص في عمق الذات، والحياة ”، بعد ما كانت تشغله في البدايات قصائد“ الغزل، وقضايا المجتمع، والقصائد ذات الطابع الديني من رثاء ومدح وابتهال ”، مشيرا إلى أنه“ لايزال يتعلّم في مدرسة الشعر العظيم".

وحول ندرة الغزل في نصوصه الشعرية، أوضح أنه مُقلّ أو متأخر في هذه الناحية، إضافة إلى تحاشيه للغزل الفاحش والمرتكز على الجسد.

وأشار إلى أن محاولاته الأولى في الشعر كانت عام 1995، أما بداياته الفعلية فتعود إلى عام 2002، بينما نضج التجربة ووضوحها فكان في عام 2012.

كما شاركت الشاعرة نورة النمر بقصائد في كلا الجولتين من ديوانها ”مرايا الماء والرماد“ ومن خارجه، بعنوان: ”قفا نبكِ من نبكِ، مقاربه، دروشة كلمات، محاكمة للمعنى، غربة“.

وقالت أن نص ”محاكمة للمعنى“ يتحدّث عن: ”العلاقة والمسافات المتمدّدة بين الشاعر، والمعنى الذي يحاول اقتناصه“، ومما جاء فيه:

لازلت في منفاك يكبر داخلي للتيه طفلٌ

تنأى به الكلمات، يربكه المجاز فلا يملّ

كم رحت استجلي سناك وانت عن فهمي تجلّ

ما أن أُلامسه تخفّ وعن يقيني تضمحلّ

مثل السراب بقبضة الظمآن أكثره أقل

وأشارت إلى أن نص ”دروشة كلمات“ مهدى للأب"، ومما جاء فيه:

كلّما أبحرت عدت

وكلّما سافرت تجذبني بقربك لهفة صوفية

رحنا ندروشها معا في كلّ أشكال الخيال

أنت اليقين وعالمي نصف احتمال

وأخيرا كرّم مدير الجمعية يوسف الحربي كلاًّ من الشاعر بوشفيع، والشاعرة النمر، ومديرة الأمسية البوعلي.