آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

الانكسار.. العزيمة

محمد أحمد التاروتي *

طريقة التعامل مع الثعرات، تشكل البوصلة المستقبلية في بناء الذات، فاذا كانت استسلامية وانهزامية، تكون نتيجتها الضياع والتخبط، جراء استخدام وسيلة الهروب الى الامام، وعدم انتهاج المواجهة المباشرة، من اجل التعرف على أسباب الإخفاق، والوقوف على الحلول المناسبة، لاسيما وان التواري خلف المشاكل لا يقضي عليها، بقدر ما يبقيها ساكنة تحت الرماد، الامر الذي يشكل خطورة كبرى سواء في المستقبل القريب او البعيد، مما ينعكس على المسيرة الحياتية المستقبلية.

الأسلوب الانهزامي يكرس حالة الانكسار، ويعرقل جميع الجهود لنفض الغبار والنهوض مجددا، نظرا لانعدام الدوافع الذاتية المحفزة لتجاوز لفشل، بمعنى اخر، فان المرء يحدد مصيره في معالجة المشاكل الحياتية، من خلال استخدام الأدوات المناسبة، وعدم الرضوخ للأمر الواقع، لاسيما وان الضغوط الاجتماعية تكون احيانا، عامل احباط وتكريس للواقع البائس، مما يستدعي الاختيار المناسب عوضا من الاستسلام للضغوط الاجتماعية، غير المشجعة لمقاومة أسباب الفشل، ومحاولة ركوب الموج للوصول الى شاطئ النجاح.

الارادة تمثل السلاح الاكثر فعالة، في مقاومة مختلف اشكال الضغوط الداخلية او الخارجية، خصوصا وان الصراع الكبير داخل النفس البشرية، يدفع باتجاه الركون للراحة، وعدم تحمل الصعاب، مما يستدعي التحرك باتجاه تحكيم العقل، عوضا من الاستسلام لصوت الضعف داخل النفس، بمعنى اخر، فان محاولة التغلب على أسباب الفشل تبدأ من الداخل قبل الانطلاق للخارج، فاذا استطاع المرء السيطرة على الذات، وعدم الانصياع للرغبات، فانه ينطلق بقوة لمقاومة مختلف الضغوط الخارجية، خصوصا وان الضغوط الاجتماعية متعددة الأشكال، مما يستدعي التعامل باحترافية عالية مع مجمل الضغوط، من اجل التغلب عليها والخروج من المعركة منتصرا.

العزيمة تبقى العصا السحرية القادرة، على تحقيق المعجزات على اختلافها، خصوصا وان العزيمة تفجر طاقات مكنونة في النفس، فهي اشبه بالطوفان الذي يدمر جميع الحواجز التي تعترضه طريقه، نظرا لوجود هدف كبير يتطلب العمل الجاد، والدؤوب على مدار الساعة، بمعنى اخر، فان الانكسار يولد عزيمة غير طبيعية لدى البعض، مما يجعله يرمي الفشل وراء الظهر، للانطلاق بقوة بروح جديدة، من خلال التمسك بالامل والبحث عن عناصر النجاح، وعدم الاستسلام للثعرات في بداية الطريق، لاسيما وان الفشل يكون مفتاحا للنجاح، فكل تجربة تحمل في طياتها علوم جديدة، مما يسهم في تراكم الخبرات، وبالتالي تجنب أسباب الفشل للوصول الى النجاح.

ان امتلاك العزيمة الراسخة، بداية الانطلاق نحو سماء النجاح، وطرد الفشل بشكل نهائي، بيد ان العزيمة بحاجة الى عناصر مساعدة، للحصول على النتائج المرجوة، بمعنى اخر، فان المرء مطالب باتخاذ القاعدة الذهبية، ”اعقلها وتوكل“ نبراسا للانطلاق باتجاه النجاح، فالعشوائية العدو الاول للنجاح في جميع الاعمال، بينما الخطط المدروسة يكون مصيرها النجاح في احيان كثيرة، نظرا لاعتمادها على عوامل النجاح، وتجنب مسببات الفشل، وبالتالي فان العزيمة تشكل الشرارة الاولى، باتجاه كسر الحالة الانهزامية، ورفض الضغوط الاجتماعية، الداعية للرضوخ للأمر الواقع.

كاتب صحفي