آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

زيارات تعزيز الأواصر.. عمليا

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة الاقتصادية

قبل تسعة عقود زار الملك المؤسس البحرين، وقبل ثلاثة عقود دشن الملك فهد“الدرب”، وهو جزء من مطلع قصيدة رشيقة للأيقونة السعودية الدكتور غازي القصيبي، التي مطلعها“درب من العشق لا درب من الحجر* هذا الذي طار بالواحات للجزر”. وبالأمس القريب زار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مملكة البحرين، ليتأكد أن ما يربط بين البلدين يتجاوز الحجر، وليس أدل على ذلك ما أكده الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين من أن خط الأنابيب النفطي الجديد الذي يربط بين السعودية والبحرين شريان اقتصادي حيوي يؤسس لمنصة متكاملة من المشاريع الاقتصادية المهمة التي يعود نفعها على البلدين والشعبين الشقيقين، وما سيمثله إطلاق هذا المشروع الحيوي الضخم من تعزيز مسار علاقات التعاون الثنائية خاصة في القطاع النفطي، منوها بالتعاون الوثيق بين شركة أرامكو السعودية وشركة نفط البحرين منذ عام 1945. فخط أنابيب النفط الأول دشن قبل نحو سبعة عقود في زيارة للملك المؤسس للبحرين، ليستمر تدفق النفط منذ ذلك الوقت إلى اليوم، أما خط أنابيب النفط الجديد فسعته 358 ألف برميل يوميا وطوله 112 كم، وينتهي في مصفاة بابكو، بما يمكن من توسيع مصفاة“بابكو”، المتوقع الانتهاء منه خلال الأربع سنوات المقبلة، بقيمة النفط المصدر إلى البحرين سنويا إلى أكثر من عشرة مليارات دولار.

وفي مصر، فالسعودية هي الأولي عربيا من حيث الاستثمارات، بما يزيد على 2900 مشروع تربو قيمتها على 27 مليار دولار، وتبادل تجاري تجاوز 6,2 مليار دولار، وسياحة تمثل 20 في المائة من السياحة العربية لمصر، وعدد المصريين الذين يعملون في المملكة 1,8 مليون وأكثر من نصف مليون من السعوديين مقيمون إقامة دائمة في مصر. أما العلاقات السعودية - الإماراتية فقد شهدت بعد انطلاق“استراتيجية العزم”مسارا تصاعديا لتصبح تكاملية، على جميع المستويات، وحددت ثلاثة محاور، أحدها اقتصادي يعنى بتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد المحلية. أعود لأقول إن زيارات ولي العهد للشقيقات العربيات هي وقفات عملية لها طابع إقليمي وثنائي؛ أما الإقليمي فهي زيارات تأتي وولي العهد في طريقه للمشاركة في قمة العشرين، والسعودية هي الدولة العربية الوحيدة في“المجموعة”، وهي دولة تمتلك عمقا عربيا تعنى به وتحمل ملفاته حيثما ذهبت، فضلا عن الاهتمامات والروابط الثنائية التي لامس هذا الحيز قبسات منها.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى