آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

6 حلول لمشكلة غرق الأنفاق

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن السعودية

حسنا فعلت أمانة منطقة الرياض، عندما تفاعلت - قبل أيام - مع أحد المواطنين في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذي وضع حلولا جذرية لمشكلة غرق الأنفاق التي تزايدت في الآونة الأخيرة، بعد هطول الأمطار الغزيرة التي ضربت كثيرا من المدن السعودية، مما دفع الجهات المعنية إلى إغلاق المداخل والمخارج المؤدية إلى جميع الأنفاق.

المواطن الذي قدم المقترح هو الأستاذ عادل محمد سليمان عبده، المدير العام لمركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية «سابقا»، وقد وضعه في موقع «يوتيوب»، وتفاعلت معه أمانة الرياض بتغريدة «نشكر لكم مقترحاتكم أستاذ عادل، وستُؤخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار في المشاريع المستقبلية بإذن الله».

ومن باب مسؤوليتنا الوطنية ككُتاب رأي، تواصلتُ مع الأستاذ عادل كي يوضح لي الحلول في هذه المساحة، كي تستفيد منها كل الأمانات في مناطق المملكة.

يذكر الأستاذ عادل مصادر المياه داخل الأنفاق، وهي على النحو التالي: المصدر الأول: ويعد المصدر الرئيس والأكبر لغرق الأنفاق، وهو مسار الطريق في دخول النفق أو الخروج منه، إذ تأتي المياه ومسار الطريق منزلق

وتتسرب من الشوارع المحيطة حتى يدخل النفق ويغرق.

المصدر الثاني: تسرب المياه من جوانب النفق، وهو «الدرابزين»، وتحته الرصيف الذي يصل ارتفاعه من 20 - 30 سم مع بداية حافة النفق، وعندما تكون الشوارع مليئة بالمياه تكون بعمق 30 - 40 سم، تتسرب المياه إلى داخل النفق عبر أطراف النفق اليمنى واليسرى.

المصدر الثالث: المياه الماطرة على النفق نفسه، بمعنى المساحة المسطحة للنفق، والتي تهطل عليها الأمطار، إذ تنزل إلى أقل منخفض، وتتكور في الداخل نتيجة الأمطار.

المصدر الرابع: وهو تسرب المياه الجوفية، وهو نادر جدا في غرق الأنفاق، وحتى إذا وُجِد تسربٌ فمن الصعوبة بمكان أن يؤدي إلى غرق النفق.

ثم يضع الأستاذ عادل الحلول، وهي كالتالي:

أولا: تسرب الماء إلى النفق من أطرافه، وهنا يكمن الحل في رفع جميع الأنفاق التي تتسرب من جوانبها، خلال وضع مواصفات جديدة يتم فيها رفع الجدار الجانبي عن الشارع، من ارتفاع 60 - 80 سم، وربما إلى 100سم، بما يضمن عدم تسرب الماء إلى النفق من فوق الرصيف.

ثانيا: لمنع دخول مياه الأمطار عبر مسار الطريق إلى النفق، يتم رفع الطريق تدريجيا بطريقة هندسية احترافية قبل الدخول إلى النفق بمسافة كافية، بما يعادل 40 - 60 سم، حسب كمية المياه التي تتجمع خارج النفق، حتى يمنع تدفق المياه إلى الداخل، وفي الحال ذاته لا يعوق الرؤية للسيارات في داخل النفق.

ثالثا: تنفيذ بوابات بطريقة هندسية، خاصة للمناطق التي تكون فيها السيول بكثرة، يتم تصنيعها محليا، بحيث تفتح إما يدويا أو هيدروليكيّا، تمنع دخول المياه إلى النفق.

رابعا: هطول الأمطار على النفق نفسه، فإذا افترضنا طوله 800م وعرضه 18م، نجد أنه مهما كانت الكمية الماطرة لا يشكل كارثة تؤدي إلى غرق السيارات داخل النفق.

خامسا: الوضع الحالي لغالب الأنفاق لا يوجد فيها نظام فعّال لتصريف المياه من النفق، فقط مضخات ومواطير في الغرفة الكهربائية، وتقوم بالتصريف بطريقة تقليدية غير فعالة، بحيث تتعطل الغرفة الكهربائية مع غرق النفق، بدليل غرق الأنفاق سنويّا بشكل متكرر، والحل يكمن في عمل أنابيب كبيرة تأخذ مياه النفق، بحيث لا تسمح للأشياء الكبيرة التي تعوق المضخات وتسد الأنابيب وتذهب بها إلى أقرب حديقة، وعمل خزان أرضي للماء، وغرفة مجهزة يتم فيها سحب المياه.

سادسا: ومن باب الاحتراز والسلامة، كما هو موجود في كثير من الدول، يتم تزويد جميع الأنفاق بسلالم معدنية في كل المسارات، يصعد فيها المواطن في حال غرق النفق أو الحرائق - لا سمح الله - وتوجد فيها علامة يعرف فيها المواطن عمق الماء.

أخيرا، أقول: الأستاذ عادل عبده مواطن نفتخر فيه كسعوديين، أتمنى الاستفادة من أفكاره، خاصة الأمانات في مناطق المملكة.