آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

ناقد يدعو إلى الإهتمام بالمواهب وافتتاح أكاديمية للفنون في المملكة

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - تصوير: حسن الخلف - الدمام

أكّد الناقد الفني والصحفي يوسف الشغري على ضرورة رعاية ”مواهب“ الأطفال وتنميتها وتطويرها، بدلا من دفنها بالتعامل الخاطىء، لافتا إلى أمّية أغلب معلمي الفنية لدينا والذين لايكتشفون ولايطورون مواهب الطلاب، ولايختلف الوضع هنا عنه في أغلب دول العالم الثالث إلا بمستويات بسيطة.

ودعا في حديثه مع ”جهينة الإخبارية“ في ختام معرض ”حوار“ للطفلة فاطمة آل يوسف في قاعة عبدالله الشيخ في جمعية الثقافة والفنون والذي جرى تمديده حتى الأمس، إلى افتتاح أكاديميات متخصصة في الفنون، وعدم البقاء على الأحاديث المقتطعة من سياقها التاريخي في تحريم ما يختص بذلك.

وقال: "أغلب الفنانين لدينا لايتقبّل النقد، يقلّد الآخرين، وليس لديه أسلوبه الخاص، يتشدّق بالحداثة ولايعرف أن الفن له مستوى محلي ومايعبر القارّات، فالحداثة كما تدّعي أوروبا أفضليتها فيها قامت على هضم الفنون العالمية وإخراجها بقالبها الخاص، وهنا يتم استعارة قالبهم بمسمّى الحداثة، ونسخ تراث الماضين كماهو، فلم يطولوا هذا ولا ذاك“.

وأضاف: " الطفلة آل يوسف تميّزت بتلقائيتها الفطرية، وجعلتنا نرى الفن بطريقتها وقالبها هي، فالغيوم هي غيوم فاطمة، وكذلك البنات والنخيل والأشجار والطيور، ومن الواضح تماما أن اليد التي قامت بالرسم هي واحدة، ويستطيع التعرّف عليها كل من يعرف في قراءة اللوحات، واستخراج جمالياتها“.

ولفت إلى قدرتها على توزيع الألوان والمساحات والتراكيب اللونية وتجاورها وترابطها، مشيرا إلى وجود خط أفق في ذهنها، حيث يأخذ الشكل طبيعته، إضافة إلى مراعاتها للأحجام والأوزان والمقاسات والتفاصيل والخيال المشتعل في تصور القصة.

وأشار إلى جُرأتها في استخدام اللون، والتي تتفوق فيها على الكبار الذين قد يضعون جُلّ همهم في مراعاة الواقعية.

وتحدث عن فرادة أسلوبها والذي يغذّيه وجودها في أسرة فنية، مشدّدا على ضرورة عدم التدخل بالرسم نيابة عنها، والإكتفاء بمحاورتها، ولفت نظرها، وترك القرار النهائي لها.

وذكر أن بعض الزائرين للمعرض حاولو التقليل من شأن تلك الموهبة، والإشارة إلى أن جميع الأطفال يرسمون بنفس الطريقة، لافتا إلى أن السبب يعود للجهل بقراءة اللوحة، والمعرفة بتراكيبها، وتكوينها والتجاور اللوني، والتوازن، والعلاقات فيها.

وأشار إلى أن ”الحس النقدي“ لايكفي فيه أن قول الرأي بدون تبرير لجماليات العمل أو العكس، وهو ما قد يؤخر بعض الفنانين لدينا، ”ويصدّق حاله“ لأغراض مديح كالها له الطرف الآخر، إما عن جهل أو تعمد مغرض.

ونوّه إلى أن علاقته بالفن تعود للطفولة، وأن المعلم الذي اكتشف موهبته وسعى في تنميتها، أخبره أن "الفن لا يؤكل عيش“، فاختار كلية الآداب، مستدركا ”إن الموهبة لاتموت وإن تمت تغطيتها، فحين عملت بالصحافة كتبت الأخبار بالإنجليزية عن الوسط الفني في سوريا وتعرّفت على جميع الفنانين، كما تعرفت على مشاكل الفن وأمراضه هنا“، لافتا إلى إصداره عما قريب كتاب بمقالات له عن الفن في المنطقة الشرقية.

وأشار الى أن فن الصحافة يعتمد على مسؤولية الكلمة، والزاوية التي ينطلق منها الخبر، فالخبر السيء يبقى كذلك حتى مع الكتابة الحسنة، والعكس.

يشار إلى أن الشغري هو من نصح والدة الطفلة فاطمة آل يوسف والبالغة من العمر خمس سنوات بإقامة المعرض لها لتكون أصغر طفلة يقام لها معرض في المملكة العربية السعودية، وذلك بعد أن عرضت عليه رسوم ابنتها للمشورة الفنية.