آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

الدكتور الطاهر يؤكد على أهمية الإنفعالات وضرورة التفرقة بينها وبين الدوافع

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

أكّد دكتور علم النفس مهدي الطاهر على أهمية الإنفعالات في إعطائها معنى لحياتنا، وأنه لابد من توجيهها الإتجاه الإيجابي.

ولفت إلى أنها قد تكون مدفوعة، أو مصاحبة للدافع، وقد تكون هي الدافع، فلابد من تجزئتها والتفرقة بينهما، حتى لا يقع التداخل، ويكون دافعنا هو الوعي.

ودعا في محاضرته الثلاثاء الماضي عن «الإنفعالات في القرآن الكريم» بمركز رفاه وبالتعاون مع دار الفرقان لعلوم القرآن، إلى ضرورة التعرّف على الدوافع وراء سلوكيات الأبناء وتحليلها.

وذكر أن العفوية واللامبالاة من الأهل قد تكون نتيجة التعود على سلوك الإبن، بغضّ النظر عن صحّته وتأثيره على الآخرين.

وأشار إلى أن الإنفعالات هي ماتمنح اللذة والطعم للحياة، إلا أن الغالبية يتوقف على الجانب السلبي منها كالخوف والغضب، ويتناسى الإنفعالات السارة، لافتا إلى أثرها في تقييمنا لأغلب حالاتنا ”أنا سعيد، أو أنا سيء الحظ“ ونحوها.

وتحدث عن بعض الأبعاد للإنفعالات ومنها: «السمعي والبصري والكيميائي»، مبيّنا أن الإستجابة الجسمية تظهر في النهايات العصبية، ففي حال السعادة يُفرز هرمون السعادة، وفي حال الغضب أوالخوف يُفرز هرمون الأدرينالين، ونحوه.

وأوضح أن منظومة الإنفعالات كبيرة، و«تنتج من خبرة شعورية، وتتولد عنها استجابة فسيولوجية وتختلف درجتها من شخص لآخر».

ولفت إلى أثر ”الدين، والعقيدة، والإستعداد، والثقة في نوع الإستجابة الإنفعالية المناسبة“، ففي حال موت عزيز قد يصاب البعض باكتئاب، بينما يستجيب آخرون استجابة مناسبة، وتظهر في اللفظ والسلوك.

ونوه إلى أن القرآن قد تطرّق للعديد من الإنفعالات ”كالخزي والندم والخوف“، والتي تساعد في ”اتقاء الأخطار الدنيوية والأخروية“، لافتا إلى أن الخوف من ”العقاب“ من أكثر الإنفعالات التي تبعدنا عن الأذى، والانفعالات السلبية.

وقال أن الإستعداد للإنفعالات موروثة منذ أبينا آدم ، لم تتغير ولم يصبها التطوّر كما ذكر دارون في نظريته، لافتا إلى أن التطور يعود لحركة العقل وأنه تطوّر بتطور الشرائع السماوية التي ترتقي بالفكر، بحيث لا يشعر المسلم بغربة أفكاره عمّا وصلت لها حركة التفكّر لدى الإنسان.

وعدّد أنواع الخوف في ”الموروث، والطبيعي، والمكتسب“، لافتا إلى العلاقة القوية بين نوعي الخوف الأخيرين ”بالوسط الإجتماعي“ في ”التقليد والعناية والتدريب الخاطئ“.

وأشار إلى ضعف الطفل المدلّل أمام المواقف الحياتية الضاغطة.

وتطرّق لأشكال الخوف ومنها: ”الموروث“ كالخوف من الضوضاء والصوت العالي والعمق، و”الخوف الطبيعي“ والذي يظهر في الحذر من الظلام والمواقف الجديدة، و”المرضي“ مثل ”الفوبيا أو الخواف“ ويختلف عن الطبيعي في شدة الهلع كالخوف من المصاعد والحشرات، و”العصابي“ كالقلق الشديد والوسواس.

وحذّر من الخوف ”المصطنع“ والذي نصنعه بأيدينا، لافتا إلى أضراره في إعاقة العقل والتقدّم والتفكير بأشكاله المختلفة ”كالإبداعي وحل المشكلات واتخاذ القرار المناسب، والذي يتطلّب“ الأصالة ”كما في التفكير الإبداعي“.

ودعا إلى عدم وضع القيود على الطفل والتي تخيفه من ”الجدّة“، وتقطع عنه العديد من أنواع التفكير في ذلك.

ولفت إلى أهمية توجيه الخوف في موارد ”كالخوف من عصيان أوامر الله تعالى“، والتي بالمحافظة عليها يتحقّق الشعور بالأمن، وتسهم بشكل كبير في حسن الأداء".

وحذر من ”إخافة“ الأبناء من الله تعالى ومن جهنم وتكرار ذلك عليهم، والذي ينفّرهم من الدين، لافتا إلى أن للخوف درجات تخفّ وتشتدّ بحسب قربها من الواقعية.

وذكر بعض ”المواضيع“ التي تخيف الطفل ومنها: ”الطبيعة كصوت البرق، والبعض من الميكروبات أو الطبيب أو الغرباء“، ومع التقدم في العمر تدخل مخاوف أخرى كالدراسية من ”الفشل في الإختبارات، القبول الجامعي، الوظيفة، اختيار الزوجة“ وغيرها.

وشدد على ضرورة ”التفرقة“ بين ”القلق الطبيعي والذي يحث على الأداء، والقلق السلبي“.

وبيّن أن الإنفعال لدى الطفل يبدأ ”بالفرح والحزن“، ويتطور بعد الستة أشهر بنمو التمييز والإدراك إلى ”الخوف وظهور ملامح الغضب“، وبزيادتها تتنوع مصادر الخوف، وفي سن 2 - 4 يخاف ”الحيوان، الظلام، الغرباء، العواصف، الرعد“ ونحوها، وبتقدم العمر تنمو مخاوف ”خيالية“، وتخف ويتلاشى بعضها، وتأتي مخاوف أخرى ”أكاديمية“ وهكذا،.

ولفت إلى بعض أسباب الخوف ومنها ”الخبرات المؤلمة، نماذج كالأم، النقد والتوبيخ، الضّبط الشديد، المتطلّبات الزائدة، الصراعات الأسرية، السيطرة من قِبل الأم أو الأب، التدريب الخاطئ، أسباب غامضة وتشتمل أي أسباب تحتاج توضيح“.

وأوضح أن علاج الخوف يبدأ بمعرفة السبب ”حقيقي أو وهمي“، التلقين مع العاطفة لخلق الشجاعة، تقوية الثقة، التدريب التدريجي، توفير النماذج المناسبة، التحدّث الإيجابي مع النفس ”أنا لا أخاف، أنا جريء وقوي، الإغمار في بعض الحالات“.