آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 3:46 م

الكلمة جسر المعرفة

بدرية حمدان

نستهل مقالتنا ببلاغة الكلمة بالحق المبين الواضح، قال أمير المؤمنين علي «القلب ومستودعه الفكر ومقومه العقل، ومبدأه اللسان، وجسمه الحروف، وروحه المعنى، وحليته الإعراب، ونظامه الصواب».

سُئل أمير المؤمنين : أي شيء مما خلق الله أحسن؟ فقال الكلام فقيل أي شيء مما خلق الله أقبح؟، قال: «الكلام» ثم قال: بالكلام ابيضت الوجوه وبالكلام اسودت الوجوه».

فهم الإنسان ومداركه محدودة بالنسبة لمحيطه الخارجي فما يمتلكه من حواس ادراكية غير كافية يحتاج إلى أدوات أخرى تطور من قدراته الادراكية ليتم تواصله بما يحيط به فالكلمة الطيبة الواعية والمسؤولة جسر ومعبر للأفكار والتجارب فتبادل المعلومات يتم عن طريق منهجية الكلمة الحرة وهي فن متى ما برعت فيه اجدته فهي لغة التخاطب بين بني البشر وبها يتم التواصل مع المقابل وفهم الطرف الأخر فالطرح الكلامي له دور كبير في ايصال الافكار والمعلومات فهو عملية تبادلية بين الأطراف المتحاورة.

فمن خلاله يتم بلورة الأفكار حول موضوع معين ومناقشته بحسب ما ترتضيه وجهات نظر المتحاورين حيث تتضح الرؤية والهدف وتقبل الاختلاف من غير أن يكون هناك صراع وسجال واعطاء المتحاور المغاير مساحة كافية من الحرية لتعبير والافصاح عن اهدافه وخبراته

وهذا بدوره يكسبنا حصيلة معلوماتية وثقافية وخاصة إذا كان المتحدث والمتحاور معنا على درجة عالية من الثقافة ففصاحة الكلمة تؤثر القلوب والعقول.

قال تعالى: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ «2» وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ «3» إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ «4» النجم.

فالارتقاء بالكلمة مطلب اساسي في ثقافة الشعوب لذا لابد من الحرص على تربية جيل يحترم الكلمة والمجادلة بالتي هي احسن. قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ النخل ايه 125

فنحن امة الكلمة أمة القرآن الكريم فالكلمة هي نتاج المخزون الثقافي الذي يتم التعبير عنه بصور مختلفة قد تكون إيمانية أو اطرائية أو تحفيزية فهي تحمل بين طياتها العديد من المعاني قد تكون إيجابية أو سلبية وبالتالي تعتمد على ثقافة الفرد وبيئته فأبجديات الكلمة الواعية الإيمانية المنبثقة من قلبا واعيا وعقلا متدبر جديرة بالإصغاء والأخذ بمدلولاتها.

أليست الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلوها ثابت وفرعها في السماء توتي أكلها كل حين؟ الكلمة الطيبة ابتسامة جميلة ترسم على وجه الحياة كشمس تضيء الظلمة كم من كلمة اضاءة طريق معتم فهنيئا لأصحاب الكلمة الطيبة جسور المحبة.